السيمر / الثلاثاء 22 . 11 . 2016 — قال سياسيون، ان خطة اقامة دولة كردية شمال العراق هي فكرة اعدت منذ عقود، وساهم بوضعها والد رئيس اقليم كردستان الملا مصطفى البارزاني، وقد كشفت عنها تقارير امريكية واسرائيلية موثقّة بالصور.
ويأتي هذا الكشف، مع اعلان رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني، ان قوات البيشمركة سوف لن تنسحب من المناطق التي حررتها في نينوى بعد الانتهاء من عمليات تحرير الموصل، على الرغم من انه اصدر بيانا قال فيه ان هذا التصريح الذي اعلن عنه خلال لقائه قوات البيشمركة في بعشيقة بمحافظة نينوى اثر تحريرها من داعش “تم تحريفه”، وسط اعلان خجول من الحكومة الاتحادية ان الاتفاق بين البارزاني والعبادي بعد زيارة رئيس الاقليم الى بغداد، قضى بانسحاب القوات الكردية بعد الانتهاء من معارك تحرير الموصل.
ويؤكد سياسيون، ان واشنطن تدعم البارزاني في ابقاء قواته بالمناطق المحررة، وهي ما سعت اليه قبل عقود خلال اللقاءات السرية بين القادة الامريكان والاسرائيليين مع الملا مصطفى البارزاني، ودعمه بالمال والسلاح للتوسع بمناطق “رخوة” في نينوى من اجل ضمها الى الدولة الكردية المقبلة، وهو ما يساهم-بحسب مراقبين- الى تجزئة العراق الى عدة دويلات متناحرة، وابقاء الحكومة المركزية في حالة ضعف، وعدم مصارحة العراقيين بحقيقة الاتفاقات السرية، وابقائها طي الكتمان.
من جهته أكد النائب عن التحالف الوطني علي البديري، دعم الولايات المتحدة الأميركية لرئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني في إعلان قيام الدولة الكردية.
وقال البديري في تصريح صحفي إن “هناك اتفاقات خفية بين البارزاني والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية تتضمن دعمهما لإقامة الدولة الكردية” مبينا ان “هذه الاتفاقات ستؤدي الى انفصال الاقليم عن العراق، واضعاف الحكومة المركزية”.
وبحسب الاحصاءات الرسمية، فأن البيشمركة حررت عددا من مناطق شمالي نينوى، ومن المقرر ان تبقي سيطرتها العسكرية على قضاء سنجار وأجزاء من تلعفر ومناطق زمّار والعياظية وربيعة وأبو ماريا، إضافة الى مناطق وانه وبعشيقة وبرطلة، ومناطق اخرى جرى تحريرها من عصابات داعش قبل انطلاق العمليات العسكرية في 17 تشرين الاول الماضي.
ويؤكد سياسيون، ان بقاء هذه المناطق تحت سيطرة البيشمركة سيؤدي الى ضمها الى كردستان، وهو ما سعت اليه القيادات الكردية منذ عقود، بعد الاستماع الى نصائح واشنطن وشخصيات اسرائيلية ترددت لاكثر من مرة على معاقل البارزاني قبل ان يعقد اتفاقاته مع الحكومة في بغداد بمنح الاكراد حكما ذاتيا، وهو ما سعت الى افشاله قيادات اربيل، والاستعاضة عنها بالسيطرة عسكريا على المدن بدعم خارجي.
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني قد كشف الخميس الماضي عن وجود اتفاق مشترك مع الولايات المتحدة حول عدم انسحاب القوات الكردية من المناطق المحررة، واكد أن تلك المناطق “كردستانية” وحُررت بدماء 11 ألفاً و500 قتيل وجريح من البيشمركة.