الرئيسية / ثقافة وادب / قصة قصيرة جدا / تَوَجُّس

قصة قصيرة جدا / تَوَجُّس

السيمر / الثلاثاء 07 . 03 . 2017

د . إبراهيم الخزعلي

إستيقظ صباحا كعادته ، فرآها ليست كما هي ، كانت تتأمل، مع حزن شفيف يشوبها، فيما الغيوم المدلهمة تحجب السماء تماما، إلاّ فسحة صغيرة تخللت منها الشمس لتبعث رسالة حب صباحية اليها ، وهي تركن في زاوية من النافذة .
شيئا فشيئا راح يدنو منها ، وقبل أن ينحني ليشم عطرها ، إمتدّ قلبه من بين أضلعه اليها ليدرك كنه كآبتها ، فاستشف خلجاتها ، تقول له ، ان عالم غربتك الضيّق الذي يعدّ أنفاسك ، كالأناء الذي أنا صُلبْتُ به ، معزولة عن عالمي الذي ولدتُ فيه ، النهر والشجر والفراشات والفضاء الرّحب ، بينما هو يصغي الى هسيس احاسيسها ، وإذا بصوت ينطلق من داخل القفص المعلق على الجدار قائلا : وأنا كذلك . وساد التأمل جو الغرفة!

اترك تعليقاً