السيمر / السبت 01 . 04 . 2017 — دمارٌ هائل يعم المكان، ورائحة الجثث المتفسخة تملأ المنازل لتعذر عمال الإغاثة من انتشال ما تبقى منها لأنها موجودة تحت ركام المنازل المدمرة. للوهلة الأولى، تبدو المدينة بعد قصفها من التحالف الدولي مدينة أشباح، ناهيك عن انتشار القوات الامنية في كل مكان وهم يرصدون تحركات مسلحي داعش.
يقول ضابط عسكري كبير فجر الخميس “من الواضح ان الانفجار المُدمِر الذي وقع في حي الجديدة بالموصل خلال الشهر الحالي كان لضربة جوية امريكية وبناءً على طلب امريكي بحت”.
مع مقتل ما يقرب من 200 مدني في ذلك الحيّ المنكوب، لن تتوقف الغارات الجوية منذ حدوث المجزرة بحق المدنيين مما أحدث كابوساً في الجهود الدولية التي تحاول هزيمة داعش بأقل الخسائر بين المدنيين.
وفي مقابلة معه ببغداد، قال طالب شغاتي الكناني قائد جهاز مكافحة الارهاب إن “القوات العراقية أمرت الغارة الجوية الامريكية على استهداف مواقع مسلحي داعش، وانها لم تكن تعرف بوجود المدنيين في المنطقة”. فيما قال شيروان كامل مستشار السياسة الامنية لرئيس الجمهورية العراقي إن “الغارة الجوية كانت خطأً فادحاً وشكلت مأساةً للعراقيين وعقبة امام تقدمنا”.
ويصر المسؤولون العسكريون العراقيون، على القول بإن الجيش الامريكي هو سبب استهداف المدنيين وإن الطيار ضرب الأحياء في اللحظة الاخيرة بعد مشاهدته هدفاً متحركاً، بحسب تعبيرهم.
وتراجع المسؤولون العراقيون العسكريون من مزاعمهم السابقة، بأن قنابل مسلحي داعش هي التي ادت الى هدم الاحياء السكنية لشدة الانفجار. ومع ذلك، يبدو ان تنظيم داعش قد وظف هذا الدمار لصالحه.
وتشير الأدلة المتصاعدة من مكان الحادث وشهود عيان الى أن مسلحين قاموا بقتل المدنيين عن طريق القنص عن بعد.
عبد الله خليل مطر، يقول من سريره الراقد بإحدى المستشفيات للمحققين “رأيت قبل وقوع الانفجار كم هائل من نزوح العائلات، وسمعنا بعدها صوت نيران نفاثة وصواريخ”. ونجا سائق الشاحنة عبد الله البالغ 47 عاماً وعائلته من انفجارٍ دمرّ منزله بالكامل. وظل خليل مطر في مستشفى اربيل للعلاج من حروقٍ غزت ظهره.
عيسى هوشيار 37 عاماً الذي كان يزور شقيقه في المستشفى يوم الخميس يقول إن الجنود العراقيين قاتلوا المسلحين في الاحياء السكنية، لكن ما أن توقف القتال لدقائق حتى بدأت غارات التحالف الدولي بالغارات على الأحياء لتخلف دماراً هائلاً على رؤوس الساكنين في تلك الأحياء والمنازل.
وقال مسؤولون امريكان، إن التحالف ربما يكون مسؤولاً عن الانفجار لكنه لا يستبعد الاحتمالات الاخرى التي ستخرج بعد اجراء التحقيق في الحادث. ومازال المحققون العراقيون والامريكان يجرون تحقيقاتهم في مكان الحادث منذ يوم امس الاربعاء.
ويقوم المحللون ايضاً، بمراجعة اكثر من 700 شريط فيديو تم تسجيله خلال عشرة ايام ماضية، أي ما قبل وبعد الغارات الجوية، فضلاً عن الاستعانة بإصدارات تنظيم داعش.
واستخدم مسلحو داعش المدنيين دروعاً بشرية منذ بدء عمليات تحرير الموصل، فضلاً عن قيام المسلحين بتسيير الاطفال امام نيران القوات الامنية ليسهل للمسلحين التنقل على اعتبار أن القوات الامنية لا تضرب الاطفال. وتمركز داعش في المساجد والمستشفيات والمدارس والانفاق المحفورة والمنازل المدنية.
الجنرال جوزيف ڤوتيل، القائد الأعلى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط قال امام لجنة الكونغرس اليوم، إن ستراتيجية الولايات المتحدة هي ملاحقة تنظيم داعش في أي مكان.
وأضاف “حينما ينتقل القتال الى المناطق السكنية، سيصبح من الصعوبة ملاحقة المسلحين، خوفاً من وقوع مدنيين”.
وحين يقتل مسلحو داعش المدنيين عمداً، يستخدم التنظيم منظومته الاعلامية للقول، إن هؤلاء المدنيين قتلهم التحالف الدولي والقوات الامنية، بدليل ان وكالات انباء تابعة لتنظيم داعش، اعلنت ان المدنيين العزل قتلوا إثر غارات تحالف الدولي، بحسب خبراء امنيين عراقيين.
المصدر: لوس انجلوس تايمز
ترجمة: وان نيوز