الرئيسية / مقالات / تصريح ترامب حول القدس مسرحية بأخراج أمريكي وأضاءة عربية

تصريح ترامب حول القدس مسرحية بأخراج أمريكي وأضاءة عربية

السيمر / الاحد 10 . 12 . 2017

عبد الجبار نوري

قرار ترامب في أهداء القدس كعاصمة أبدية لأسرائيل جاء تظهيراً لمسارٍ تسووي ينهي القضية الفلسطينية بالتعاون المكشوف في بلورته مع ” أشقاء عرب” والذي أعتُبرعندهم بمثابتة ” صفقة القرن ” لعب الدور التمثيلي لأخراج السيناريو المبيّتْ بظل نظرية المؤامرة منذُ مدةٍ ليست بالقصيرة وهم الأخوة الأعداء الخلايجة جلّهم بدون أستثناء بقيادة أقطاب المال والبترول السعودية والأمارات ومصر العروبة والأردن السلفي ، ولأول مرّة في التأريخ توضع قضية مصيرية للحل الفئوي بأكبر مزادات التأريخ التجاري للعقار بقيادة سمسار العقار المعروف دونالد ترامب ، فتمحورت صفقة القرن عملياً قبل طرحه نظرياً بحيث تكون فيها التسويات مفتوحة لمن يبيع الشرف والوطن والتأريخ ، وفعلاً لقد سقطت ورقة التوت عن عورات سماسرة الدم والبترول ، كان القرار تعبيراً عن (حقيقة ) تلمودية يهودية طُرحتْ للترجمة الفعلية منذ أكثر من نصف قرن وهي ( القدس مركز للديانة اليهودية والمدينة مقر للحكومة الأسرائيلية ) والقرار لم يكن ” ترامبيا ً ” بل الشهيق والزفير لصقور الكونكرس الأمريكي وبالذات عند الأسر التي صعد أبناؤها للرئاسة الأمريكية مثل : عائلة بوش وترامب ، لا شك أن القرار لهُ تداعياتهُ السلبية على الواقع المنظور حاليا الذي سيشكل تجاوزاً لكل الخطوط الحمر ويتقاطع مع التسوية النهائية للصراع العربي الأسرائيلي ، وخروج القطار الأمريكي عن سكة الحياد والقرار يعيد للأذهان ذلك الحدث المسبوق هنا بالنسبة للقدس بأنها أضيفت كواقع حال لأسرائيل سنة 67 عام الأنتصارات والزحف الأسرائيلي ، بضم أسرائيل القدس الشرقية وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة في 1980 ، وسيؤدي إلى رفض كافة الوصايا العربية والأسلامية عن المدينة الممثلة بوزارة الأوقاف الأردنية ، وسيتم طرد كل من لا يملك هوية أسرائيلية ، وبالمختصر يعتبر القرار أحتلالاً ويكون لأهلها الحق في تحريرها حسب المواثيق الدولية .

الزمكنة المناسبة في طرح القرار
1-التمزّق العربي العربي فئويا وبنيوياً وأسلاميا طائفيا ومذهبيا لوصول تداعياتها الذروة ، وهي منشغلة في نزاعاتها الداخلية الطائفية والأثنية . 2-أبتلاء منطقة الشرق الأوسط بأشرس حربٍ ضروس يستنزف المال والعباد ، 3-تسابق الخلايجة على التطبيع مع أسرائيل وفي مقدمتهم السعودية والأمارات بل ربما الجميع حين نسمع تصريح نتنياهو – وهو يتبجح – ويقول الجميع أصدقاء أسرائيل ما عدا أيران ،4- أنتهاء دور النقطة الأستراتيجية في المقاومة المسلحة لكون(حجر) منظمات المقاومة الفلسطينية بل منعها من التحرك من سوريا والأردن ، وكانت الأشارة منذ عام 67-73 وبها يستبعد أستعمال الحجارة للشباب الفلسطيني المتحمس .

وأخيراً / كان الرد العربي والأسلامي والعراقي مقتصراً على الشجب والرفض والأستنكار الخجول ، وأنا كعراقي لا يعنيني مثل هذه القوانة المشروخة بل أحلم حتى ولو كانت أضغاث أحلام بظهور ذلك الفارس الشجاع والقائد الوطني الغيور بأخراج القوات الأمريكية المحتلة ثانية لأرض وطني وطرد السفير الأمريكي ، والأنتفاضة العربية والأسلامية بألغاء جميع القواعد الأمريكية من الوطن العربي ، وأقسم بجغرافي وتأريخ وادي الرافدين نادرا أن نجد مثل هذا القائد المطلوب لأمتناع خروج البدر في ليلة الظلماء لأواطننا المحتلة .

كُتب في 9 -12-2017 ستوكهولم

اترك تعليقاً