السيمر / الاثنين 14 . 05 . 2018 — قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الادارة الاميركية اثبتت من جديد ان ما يعنيها في العالم هي مصالحها ومصالح “اسرائيل” ولا مكان للقيم الاخلاقية والانسانية عندها ٫ جاء ذلك في مهرجان احياء الذكرى السنوية لاستشهاد القائد في حزب الله الشهيد مصطفى بدر الدين .
https://www.youtube.com/watch?v=POqA48UgT88&feature=youtu.be
وحول العدوان الاسرائيلي على سوريا والرد الصاروخي السوري، قال السيد نصر الله “اننا امام مرحلة جديدة في سوريا ومحور المقاومة كله وهناك كسر للهيبة الاسرائيلية في المنطقة بعد اسقاط الطائرة الاسرائيلية قبل فترة”، وتابع “اليوم الرسالة ان سوريا وقيادتها وجيشها ومحور المقاومة يرفضون ان تبقى السيادة السورية منتهكة من قبل العدو وعلينا ان نثبت المعادلة الجديدة في الصراع مع العدو”.
واشار السيد نصر الله الى ان “ما جرى في استهداف مواقع العدو في الجولان انه أطلق 55 صاروخا واستهدفت بدقة مواقع العدو وادت الى نزول المستوطنين الى الملاجئ في مستوطنات الجولان وغيرها من مستوطنات الشمال”، واضاف ان “العدو كعادته تكتم عن خسائره وحاول الرد على الصواريخ وتصدت له دفاعات الجوية السورية ببسالة وتم اسقاط العديد من الصواريخ الاسرائيلية والصواريخ السورية وصلت الى فوق صفد وطبريا ما اجبر العدو على استخدام الباترويت”، وتابع “العدو في إطار رده وقصف مواقع يعلم انه تم اخلاءها وقد اتصل بقوات الامم المتحدة لابلاغ ان القضية بالنسبة له انتهت اذا قرر السوري التوقف عند هذا الحد”.
الرد الصاروخي .. اكد انه لم يعد بامكان العدو الاسرائيلي فعل مايشاء كما في السابق
واوضح السيد نصر الله ان “ما جرى هو احد اشكال الرد على العدوان الاسرائليي المتواصل في سوريا وعلى من في سوريا سواء من الايرانيين او ايا من الحلفاء”، واكد ان “الرسالة التي أوصلها هذا الهجوم الصاروخي كان مدويا، الرسالة هي ان الاسرائيلي لم يعد بمقدوره فعل ما يشاء في سوريا دون رد، اي ان الرد سيأتي وفقا لتقدير الجانب السوري في الشكل والتوقيت وهذا جزء من الرد”، واضاف “لذلك بدأ الحديث في الكيان عن مدى الجهوزية للذهاب للحرب ومدى القدرة على ذلك، وهذه مرحلة جديدة على الاسرائيلي ان يجري حساباته في سوريا ونحن لدينا معلومات ان حركة الطيران الاسرائيلي باتت مختلفة باتجاه سوريا”، وتابع “أنا لا اقول ان الاسرائيلي لن يفعل اي شيء جديد انما اقول انه سيحسب حسابات قبل فعل اي شيء”.
الرد الصاروخي اظهر عجز التهويل الاعلامي بتصعيد الرد واظهر عجز مايدعون من قدرات
وحول دلالات ما جرى، قال السيد نصر الله إن “هذا الرد الصاروخي حصل في ظل التهويل الاسرائيلي ورفع أسقف التهديد، ومع ذلك حصل الرد ولم يتجرأ الاسرائيلي على فعل اي شيء وقد تم ابلاغ حكومة العدو من خلال جهة دولية انه لو جرى اي رد اسرائيلي فإن الرد سيكون في داخل الكيان الاسرائيلي ولذلك يمكنا ان نقول ان مسألة التهويل والتهديد انتهى”، ولفت الى انه “رغم الجهد العملاني الاسرائيلي الطويل والكبير لمنع اطلاق الصواريخ من سوريا فشل لان الصواريخ اطلقت من سوريا رغم كل ذلك”، وتابع “لم يستطيعوا ايضا ان يمنعوا العدد الاكبر من الصواريخ الموجهة الى المواقع الاسرائيلي على الرغم من كل قدراتهم”.
وقال السيد نصر الله إن “هذه التجربة أثبتت الكذب الاسرائيلي حول ان التجربة الداخلية غير جاهزة للحرب لا على صعيد الانسان ولا الملاجئ وغيرها من الامور”، واضاف “حاجة الاسرائيلي للتغطية على حجم ما جرى عبر الاكاذيب حول اعداد الصواريخ والحديث عن القضاء عن القدرات الايرانية في سوريا وغيرها من الاكاذيب”.
الموقف الخليجي المخزي في دعم العدوان الاسرائيلي على سوريا
وجزم نصرالله أنّ “الموقف الخليجي المخزي المعيب، عندما طلع وزير خارجية البحرين وقال إنّ “من حقّ إسرائيل أن تدافع عن نفسها”. لا نعرف توصيف هذا الأمر، وأنا أسميه قبح ولا أبشع من هكذا موقف عربي، أيها الخائن تعترف أنّ الجولان أيضاً أصبحت لإسرائيل؟”، مركّزاً على أنّ “وزير الخارجية هذا لا يمثّل شعب البحرين، وهذا الموقف يدلّ على تزلّف وحماقة وقبح أمام الإسرائيليين. نحن أمام مرحلة جديدة في سوريا، ومحور المقاومة كلّه أمام مرحلة جديدة، وإسقاط الهيبة الإسرائيلية وأولها بإسقاط الطائرة الإسرائيلية”، مشيراً إلى أنّ “اليوم الرسالة الّتي تقدّمت أنّ سوريا وحلفاءها لن يسمحوا أن تبقى سوريا مستباحة ومستعدّون للذهاب إلى أيعد مدى؛ مسؤوليّتنا جميعاً أن نعمل على تثبيت هذه المعادلة الجديدة في الصراع”.
امريكا ليس لديها عهد ولاميثاق
من جهة ثانية، اكد السيد نصر الله “أثبتت التجربة ان الادارات الاميركية لا تحترم حتى مصالح حلفائها ففي الاتفاق النووي مصالح الاوروبيين هي في الالتزام بالاتفاق النووي لكن اميركا لم تسأل عنهم”، وتابع “أي اتفاقيات ومواثيق لا قيمة لها عند الحكومات الأميركية ولا عهد ولا ميثاق لهم ولا يمكن لأحد في العالم ان يثق بالتزامات الادارة الاميركية”، وشدد على ان “الادارة الاميركية تثبت من جديد ان ما يعني اميركا في العالم هي مصالحها ومصالح اسرائيل ونقطة على اول السطر ولا مكان للقيم الاخلاقية والانسانية عندها”.
الشهيد السيد بدر الدين .. جاهد في كل الساحات قائدا في كل المعارك
وفي مستهل كلمته بالاحتفال بالذكرى السنوية الثانية لاستشهاد القائد الجهادي مصطفى بدر الدين، أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الشهيد السيد مصطفى بدر الدين في كل الساحات التي تحمل فيها مسؤوليات خرج منتصرا وشامخا. واضاف “السيد مصطفى تحمل مسؤوليات اساسية في المجال الجهادي الامني والعسكري بشكل خاص، حيث كان قائد المعركة في مواجهة عدوان 1996 وبعد الـ2000 تحمل مسؤوليات عديدة خصوصا بعد استشهاد القائد الحاج عماد مغنية”.
وقال ان “السيد مصطفى تحمل مسؤولية ملفات او جبهات حساسة جدا منها المواجهة الامنية مع العدو الاسرائيلي وايضا في الملف الفلسطيني ودعم فصائل المقاومة وتطوير امكاناتها وقدراتها، ساحة العراق حيث كان لاخواننا شرف المساهمة الحقيقية لاطلاق فصائل المقاومة لمواجهة الاحتلال الاميركي خاصة بعد استشهاد القائد الحاج عماد مغنية ولاحقا ساحة المواجهة مع داعش في العراق وصولا الى ساحة سوريا التي تحمل مسؤوليتها منذ اليوم الاول حتى تاريخ استشهاده”.
الشهيد السيد مصطفى قاتل الشبكات الارهابية في سوريا والعراق
واضاف السيد نصر الله “نحن لا نقول ان للانتصار صاحبا واحد وانما كل جهد الجماعة اسهم بهذا النصر او ذلك النصر”، وتابع “جهود جبارة ومتكاملة تصنع النصر ولكن الرأس الذي يقود يكون له الفضل الكبير الى جانب اخوانه خاصة في العمل العسكرية لوصول الى النتيجة المطلوبة”، واكد ان “السيد مصطفى خرج شامخا بمواجهة الشبكات الامنية المتعاملة مع العدو وفي ملف تبادل الاسرى وفي ملف العمليات الامنية بمواجهة الشبكات الارهابية التكفيرية لتفجير الوضع في لبنان وفي العراق ايضا بالمساهمة بالانتصار العراقي الذي ادى الى خروج الاميركيين من العراق في 2011 ولاحقا في الانتصار الاخير على داعش وصولا الى الجبهة التي اعطاها في السنوات الاخيرة التي اعطاها كل وقته وحياته واليوم يكتشف العالم كله ما تعرضت له سوريا خلال السنوات الماضية”.
وخاطب السيد نصر الله السيد ذوالفقار بالقول ” يا سيد يا اخي وعزيزي لقد عدت شهيدا وحاملا للواء النصر وانت في عليائك يمكنك ان تكون مطمئن البال ان الانتصارات الكبرى التي كنت تخطط لها ها هي تتحقق”، وتابع “دماؤك الزكية اعطت دفعا قويا لكل اخوانك في المزيد من الحضور في الجبهات”، واضاف “اخوانك وابناؤك واحباؤك لهم مساهمتهم الكريمة في هذه الانتصارات وانا دائما اؤكد ان الانتصار الحقيقي في سوريا صنعه السوريون، القيادة والجيش والشعب”.
تحية لعائلة السيد الشهيد الذين شاركوه جهاده
و توجه السيد نصر الله الى عائلة الشهيد فردا فرادا للتعزية والتبريك بهذه الشهادة والوسام الالهي الرفيع، وتابع “عندما نتحدث عن هؤلاء القادة نقول هم كانوا يعيشون ظروفا خاصة بحسب طبيعة المهمات التي يعملون فيها وتفرض عليهم اخفاء اسماءهم ووجوههم وكان يفرض عليهم ان يكونوا جنود الله المجهولين في الارض المعروفون في السماء”، واضاف “لذلك في حياتهم نقول السيد ذوالفقار والحاج رضوان، وبعد شهادتهم أحب ان نتحدث بأسمائهم الحقيقية ونعرض صورهم لحفظهم وليصبحوا معروفين في الارض ولتترسخ صورتهم في الوجدان وأفضّل ان استخدم اسم السيد مصطفى من هذه الحيثية للتوجه النفسي والوجداني والثقافي”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “منذ البدايات عندما ذهب السيد مصطفى الى سوريا ذهب معه عدد من القادة والكوادر الاساسيين ومن جملتهم الشهيد علي محمد بيز(ابو حسن) وتصادف الذكرى السنوية لاستشهاده ايضا اليوم وهو من قدامى المضحين من بلدة مشغرة واستشهد قبل ايام احد اقاربه”، وتابع “اتقدم لهذه العائلة الكريمة بمشاعر المواساة والتبريك”،
المجاهدون في مواجهة الكيان الصهيوني الشهداد والاحياء يجب ان تكتب اسماؤهم بالذهب
واضاف “السيد مصطفى كان من اوائل من اسس للعمل الجهادي بالحالة الاسلامية في لبنان، وقد اسسه بالميدان وبالفعل مع اخوانه الذين استشهد بعضهم وبعضهم ما زال على قيد الحياة ولكن لظروفهم يفترض ان تبقى اسماؤهم مخفية ووجوههم كذلك”، واوضح انه “في يوم من الايام يجب ان يسجل اسماء هؤلاء بالذهب من قضى شهيدا او من بقي على قيد الحياة، السيد مصطفى كان ممن قضى عمرهم في هذه الساحة وفي هذا الطريق”.
وأشار السيد نصر الله الى انه “في البعد الشخصي فإن هذا النوع من القادة يصبح الانطباع عن القادة العسكريين ان لديهم قسوة وشحصية جامدة وصعبة، في القادة الجهاديين الذين ينتمون الى المسيرة الجهادية توجد فيهم ميزة انهم اشداء ورحماء، اشداء على المعتدين والاعداء ولكن فيما بين الاخوة تحكمهم الرحمة والعطف، وهذا ليس تناقضا لان الشدة ترتكز على الايمان وكذلك الرحمة والعاطفة، فهو سيق قاطع وحازم في المعارك لا مكان للتراجع والخوف والوهن”.
المطالبة ببالاسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية
وفي الشأن اللبناني، قال السيد نصر الله إن “انتهت الانتخابات واليوم هناك من ينشغل بعدد النواب والكتل وهناك بعض المداولات واعتقد انه حتى موعد جلسة لمجلس النواب الجديد تهدأ الامور”، وتابع “قضية انتخاب الرئيس محسومة بانتخاب الرئيس نبيه بري وبعد ذلك ننتخب هئية مكتب المجلس ونذهب باتجاه تشكيل حكومة وتسمية الرئيس وموقفنا واضح انه يجب الاسراع لتشكيل حكومة وحدة وطنية بدون اي تأخير”، واضاف “نامل ان “تسود الاجواء الايجابية في البلد وان يتحلى الجميع بالوعي”.
نهرين نت