الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / عيد نوروز .. السنة الشمسية الذي تحتفل به شعوب اسيوية واسيا الوسطى

عيد نوروز .. السنة الشمسية الذي تحتفل به شعوب اسيوية واسيا الوسطى

السيمر / فيينا / الثلاثاء 21 . 03 . 2023 

يحتفل مئات الملايين حول العالم هذا الأسبوع بعيد نوروز (اليوم الجديد) الذي يُعرف برأس السنة الفارسية، ويصادف 21 مارس/آذار من كل عام. إلا أن هذا العيد ليس فقط رأس السنة الفارسية، بل يجمع الشعوب الآرية التي كانت تعيش منذ آلاف السنين في البقعة الجغرافية التي سميت بعد انتهاء عصر الامبراطوريات، ببلاد فارس ثم تغير إلى إيران.

عيد الشعوب

يعتبر نوروز العيد الوحيد الذي يُحتفل به من قبل قوميات وأديان وشعوب مختلفة عبر القارات وبمظاهر احتفالية ضخمة وباذخة أحياناً. وهو عطلة رسمية في الكثير من البلدان مثل إيران والعراق و قرغيزستان وأذربيجان وغيرها من الدول التي تعترف حكوماتها بهذا العيد.

محتفلون أكراد في ديار بكر بعيد نوروز 21 مارس/آذار 2018

والاحتفال بهذا العيد، لا يقتصر على الشعوب الإيرانية (الفرس والكرد والآذريين والبشتون وغيرهم)، بل يشمل قوميات وبلدان عديدة مثل تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزستان وكازاخستان ومقدونيا وجنوب القوقاز والقرم ومنطقة البلقان وكشمير وكوجارات وشمال غرب الصين وغيرها من الأقوام في غربي آسيا.

كيف انتشر نوروز عبر القارات؟

كان للقوافل التجارية التي استخدمت طريق الحرير (الطريق التجاري الذي ربط بين الصين وأوروبا وغرب آسيا) دوراً كبيراً في نقل أفكار ومعتقدات وثقافات وطقوس الأديان بين أبناء الامبراطوريات المتعاقبة وكان عيد نوروز من بين الأعياد التي انتشرت بين مختلف الشعوب عبر طريق الحرير.

احتفالات نوروز في أستانا، كازاخستان

يحتفل في الوقت الحالي ما يزيد عن 300 مليون شخص بهذا العيد حول العالم حسب منظمة اليونسكو التي أدرجت العيد في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية في عام 2009.
لكن لم يكن نوروز دائماً محط ترحيب لدى السلطات والحكومات المتعاقبة على مر الزمن، فقد كان محظورا في العديد من البلدان لأسباب مختلفة منها قومية وأخرى دينية، لذا كانت تقام الاحتفالات بطريقة شبه سرية أو مستترة تحت اسم أي مناسبة أخرى.
ففي سوريا وتركيا على سبيل المثال، كان الاحتفال ب‍نوروز ممنوعاً باعتباره عيداً قومياً كردياً يعزز من الروابط القومية الكردية ولأنه “يهدد أمن البلاد” كما كانت تدعي الحكومات سابقا.
لكن رغم ذلك كان الأكراد يقيمون الاحتفالات في ليلة نوروز بإطلاق المسيرات وإشعال النيران عند الغروب وسط إجراءات أمنية متشددة في المناطق ذات الغالبية الكردية في كل من تركيا وسوريا.
وغالبا ما ترافق ذلك باعتقالات للنشطاء والسياسيين والفنانيين ومنظمي الحفلات ومطلقي المسيرات وحتى حاملي المشاعل.

فتيات كرديات أثناء احتفالات نوروز

أما أكراد العراق الذين تمتعوا بالحكم الذاتي منذ عقود، فكانوا أوفر حظاً من أكراد سوريا وتركيا، وكانوا يمارسون طقوسهم الاحتفالية علناً لتمتعهم بالحكم الذاتي في العراق.

حظر ديني

أما في قرغيزستان وغيرها من الجمهوريات السوفياتية السابقة، فكان الاحتفال ب‍نوروز ممنوعاً باعتباره عيدأ دينياً (يرجع إلى الديانة الزرادشتية)، لذا كانت مظاهر الاحتفال به محدودة إلى أن حصلت قرغيزستان وغيرها على استقلالها عام 1991. كما اعتبر بعض الأئمة الاحتفال بهذا العيد “منبوذاً” لأنه غير إسلامي وتقليد “للكفار” .

فتاة أثناء احتفالات نوروز بأذربيجان

نيروز عند بعض الشيعة

نُسب إلى الإمام جعفر الصادق قوله ” النيروز هو اليوم الذي أخذ فيه الله العهد على بني آدم أن يعبدوه وألا يشركوا به شيئاً، واليوم الذي استقرت فيه سفينة نوح على جبل جودي، واليوم الذي كسر فيه النبي إبراهيم الأصنام، واليوم الذي نجا فيه النبي موسى وقومه وقطع بهم نهر النيل، واليوم الذي بُعث فيه رسول الإسلام محمد ، بحسب ما جاء في كتاب “عيد النيروز وصبغته الإسلامية” لشكورزاده إبراهيم.

رقصة العلويين أثناء احتفالات نوروز في مركز أناضول الثقافي في برلين بالمانيا. 21 مارس/آذار 2014

ويقول أمين مقدسي أبو الحسن في كتابه “عوامل صمود النيروز في العصر الإسلامي”، إن الخلفاء العباسيين احتفلوا ب‍نوروز لاستمالة عطف العجم وكسب ودّهم “.

المصدر / السومرية

اترك تعليقاً