الرئيسية / خلونا نسولف / خلونا نسولف

خلونا نسولف

 فيينا / الأحد 30 . 03 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

يعد تحديد بداية شهر شوال، وبالتالي موعد عيد الفطر، من المسائل الفقهية التي أثارت جدلًا مستمرًا عبر التاريخ الإسلامي. ويرجع هذا الاختلاف إلى تباين الاجتهادات الفقهية حول كيفية إثبات رؤية الهلال، ومن بين المدارس الفقهية التي تناولت هذه المسألة، نجد المذهب الحنفي والمذهب الشافعي، حيث يختلف كل منهما في شروط قبول رؤية الهلال، مما يؤدي إلى اختلاف مواعيد الإعلان عن العيد في بعض الأحيان.، يضاف إلى ذلك البعد السياسي الذي يلعب دورًا مهمًا في توحيد أو تفريق الدول الإسلامية في تحديد هذا الموعد.

وفي مشهد غريب جدا شهدت بعض المناطق صلاة العيد بالشوارع رغم اعلان الوقف السني ان اليوم متمم لشهر رمضان!
واستند هؤلاء الى بعض الاختلافات الفقيه التي تسند روايتهم برؤية الهلال ونقصد بها (الشافعية) رغم ان اغلب سنة العراق يتبعون المذهب الحنفي !

اذ يشترط الحنفية أن تكون رؤية الهلال مستفيضة، أي أن يشهد عدد كبير من الأشخاص برؤية الهلال إذا كان الجو صحوًا، بينما يكتفى بشاهدين عدلين إذا كان الجو غائمًا. وفي حال عدم تحقق الرؤية، يُكمل شهر رمضان ثلاثين يومًا.

في حين لا يعتد الحنفية برؤية الهلال في بلد آخر، إلا إذا كانت المسافة قريبة ولم يكن هناك فرق كبير في المواقيت. ويكتفي الشافعية بشهادة شخص واحد عدل إذا ثبتت عدالته في رؤية الهلال.

لذلك يعتقد الشافعية أن رؤية الهلال في أي بلد إسلامي ملزمة لبقية البلدان، أي أن المسلمين في جميع أنحاء العالم يمكن أن يصوموا ويفطروا وفقًا لرؤية بلد إسلامي موثوق، و في حال عدم رؤية الهلال، يُكمل الشهر ثلاثين يومًا كما هو الحال عند الحنفية.

المثير للجدل هذه المرة تبني رجال سياسة معروف عنهم انهم بعيدين كل البعد عن الجانب الفقهي ، بل إن بعضهم اعترف هو نفسه انه يعاقر الخمر، ان له رأي مخالف للوقف السني بل ويحث الناس على مخالفته وبث روح الفرقة بين المسلمين وتفذيه النفس الطائفي المقيت كانها فرصة ذهبية لبث السم في استغلال واضح لهذه القضية بشكل سياسي طائفي !

وفي الختام نقول يظل اختلاف إعلان العيد بين المذهبين الحنفي والشافعي جزءًا من التعددية الفقهية التي تميز الشريعة الإسلامية، وهو أمر طبيعي في ظل الاجتهادات المختلفة، لكن البعد السياسي لهذا الخلاف قد يزيد من تعقيد المسألة، وعليه ، فإن تحقيق وحدة إسلامية في إعلان العيد يتطلب توافقًا فقهيًا وسياسيًا يأخذ بعين الاعتبار المستجدات العلمية مع الحفاظ على روح الشريعة الإسلامية، ورغم هذا وذاك نتمنى للعراق والامة الاسلامية ان يكون العيد سعيدا كله يمن وخير وبركة وكل عام والعراق بكل الوانه بالف خير.

*سكرتير تحرير جريدة السيمر

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً