الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / العراق كما يراه الكيان !!

العراق كما يراه الكيان !!

فيينا / الجمعة 23. 05 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

نشرت إحدى المنصات العراقية رؤيةً ناضجة للمواجهة المؤجّلة بين الكيان الصهيوني والعراق.
المقال يدقّ جرس إنذار من عدوان صهيوني ينبغي الإستعداد لمواجهته – نعيد نشره كما هو – مع الإشارة للمصدر:

▪️على القوى العراقية المناهضة لإسرائيل، وفي مقدمتها الحشد الشعبي وتفرعاته، أن تُدرك حجم المرحلة وخطورتها، وأن تتعامل مع اللحظة الراهنة بعين استراتيجية، لا بعاطفة اللحظة أو وهم الهدوء المؤقت.
إسرائيل الآن ليست فقط دولة قلقة، إنها دولة في حالة استنفار استراتيجي، وهي تقرأ المفاوضات الإيرانية الأمريكية بوصفها إما تهديدًا وجوديًا أو فرصة سانحة للهجوم، ولا مجال للحياد في ذهنية نتنياهو.
نتنياهو، الذي يقود إسرائيل من موقع اليمين القومي المتشدد، ينظر حاليًا الى كل ما يمت لمحور المقاومة بصلة على أنه هدف مشروع، بصرف النظر عن موقعه الجغرافي.

من هذه الزاوية، العراق لا يُرى كدولة مستقلة في التحليل الأمني الإسرائيلي، بل يُنظر إليه كامتداد جيوسياسي وعقائدي لقدرات إيران.
فحتى لو غابت الفصائل، فالموقف الشعبي والسياسي العراقي غير المتماهي مع إسرائيل كافٍ لتصنيفه ضمن “المجال العدائي”.

والأهم من ذلك، أن إسرائيل ترى في الحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية ما يتجاوز التهديد النظري.
هذه الكيانات ليست فقط “مليشيات” كما تسميها الصحافة الغربية، بل هي مؤسسات عسكرية كاملة الأركان، تملك بنى تحتية للتصنيع العسكري، من المسدس الى الصاروخ، وتملك تجارب عملياتية قتالية تضاهي بل في بعض الحالات، تتفوق على جيوش نظامية في المنطقة.
هل ستقف إسرائيل مكتوفة الأيدي أمام هذا النمو؟ قطعًا لا. وتجربة ٢٠١٩ تقدم النموذج الأمثل لفهم طبيعة السلوك الإسرائيلي في مثل هذه اللحظات.
حينها، في ظرف شهر ونصف فقط، شنّت إسرائيل أربع ضربات نوعية داخل العمق العراقي. الضربات لم تكن عشوائية، بل استهدفت بالضبط مراكز تخزين ونقل الأسلحة النوعية التابعة للفصائل. لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها رسميًا، لكن التلميح كان أوضح من التصريح، ضمن ما يُعرف باستراتيجية “الردع الغامض”، إشارة تكفي لتوصيل الرسالة، دون استفزاز يستدعي ردًا مباشرًا.

اليوم، الظروف تتشابه، بل قد تكون أكثر خطورة. فالفصائل لم تعد فقط تجهز نفسها، هي قد قاتلت بالفعل.
خلال معركة “طوفان الأقصى”، أطلقت الفصائل العراقية عشرات الهجمات على أهداف إسرائيلية، وأحد تلك الهجمات أدّى الى مقتل جنديين وجرح العشرات من الإسرائيليين في أكتوبر الماضي.

إسرائيل لا تنسى بسهولة. هذا كيان يمتلك ذاكرة عملياتية تحتفظ بتفاصيل مقتل جواسيسه في الستينيات، وجنوده في جنوب لبنان خلال الثمانينيات، ولا يزال يلاحق آثار مخطوطات دينه التي تعود لآلاف السنين.
فكيف يُتوقع من إسرائيل أن تنسى مقتل وجرح جنودها، وإرباك مشهدها الأمني، بفعل عشرات الطائرات المسيّرة التي انطلقت من العراق؟
من هنا، فإن الاستعداد لما هو قادم لا يُعد خيارًا، بل ضرورة. على القوى العراقية أن تتحلى باليقظة الاستراتيجية، وأن تدرك أن العراق، شاء أم أبى، قد أُدرج ضمن معادلة الردع الإقليمية، وأن أي تطور في المنطقة سيحمل ارتداداته على الساحة العراقية، أمنًا وسياسةً وحتى وجودًا.
(إنتهى)

المعمار

كتابات في الشأنين العراقي والشيعي

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً