الرئيسية / مقالات / جائحة الحلبوسي قبل جائحة الجريذي

جائحة الحلبوسي قبل جائحة الجريذي

السيمر / فيينا / الاربعاء 10 . 06 . 2020 

أياد السماوي

أسماء يتداولها الشارع العراقي بعد عودة الفوضى مرّة أخرى إلى شوارع العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب , كالجريذي والواوي والدكلاوي والوصخ وبن ثنوة وغيرهم من قادة الفوضى والقتل والحرق والتخريب .. من المؤكد أنّ أجندات الموجة الجديدة من الفوضى تختلف عن تلك الأجندات التي رافقت انتفاضة الشعب ضد الفساد والفقر والنهب المنّظم للمال العام والانحطاط السياسي والأخلاقي .. ومهما اختلفت العناوين والأجندات التي تقف وراء هذه الفوضى .. يبقى الموقف منها واحدا , فلا شيء يعلو على سيادة القانون وحفظ الأمن والنظام , ولا شيء يعلو على حفظ حياة الناس الأبرياء وممتلكاتهم وأعراضهم .. وحين تصبح هذا الثوابت في خطر والأمن والنظام في خطر , فلا بديل عن استخدام كل الوسائل في سبيل حفظ النظام وعودة الأمن ولو تطلّب ذلك إعلان حالة الطوارئ في العاصمة بغداد والمحافظات التي تسود فيها الفوضى .. فالدولة التي يهدّد أمنها واوي ودكلاوي وجريذي لا تستّحق مؤسساتها البقاء والاستمرار ..  وليعلم الجميع أنّ جائحة الواوي والدكلاوي والجريذي أهون ألف مرّة من جائحة الحلبوسي التي تهدّد وحدة البلد وسيادته واستقراره ..

ففي الوقت الذي نطالب فيه حكومة السيد مصطفى الكاظمي باستخدام كلّ الوسائل لإعادة الأمن والنظام وسيادة القانون , وإيقاف جرائم عصابات الواوي والدكلاوي والجريذي , نطالب الأخ رئيس الوزراء بالإيفاء بالعهود التي قطعها على نفسه والمتمّثلة بتهيئة الأجواء الصحيّة لإجراء انتخابات مبكرة نزيهة وشفافة , وتقديم كلّ الرؤوس التي توّرطت في قتل المتظاهرين السلميين خلال انتفاضة الشعب ضدّ الفساد إلى القضاء , وعلى رأسهم وزيري الدفاع والداخلية السابقين .. وكذلك ملاحقة رؤوس الفساد الكبرى من المسؤولين والسياسيين الكبار ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة , لما في ذلك من تأثير كبير ومباشر في تخفيف حدّة الشارع العراقي المحتقن .. فاذا كانت الانتخابات المبكرّة هي الهدف الأكبر للبدء بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإداري .. فإنّ هذا الهدف غير ممكن بل ومستحيل في ظل استمرار جائحة الحلبوسي بالفتك بمؤسسة مجلس  النواب العراقي .. فما جرى في جلسة السبت الماضي من عملية تزوير غير مسبوقة في تأريخ مجلس النواب , خلال التصويت على الوزراء السبعة المتبقين في حكومة السيد الكاظمي , لهو خير دليل على خطورة استمرار هذه الجائحة .. فاستمرار جائحة الحلبوسي حتى الانتخابات القادمة , لن ولن يؤدي إلى الانتخابات النزيهة والشفافة والعادلة التي يتطلّع له الشعب العراقي , ولنا في انتخابات 2018 مثال حي على الدور الذي لعبه الحلبوسي في تزوير انتخابات المحافظات الغربية .. فيا مجلس النواب الموّقرعليكم بجائحة الحلبوسي قبل جائحة الجريذي والواوي والدكلاوي …

في 10 / 06 / 2020

الجريدة غير مسؤولة عن كل ما ورد من آراء في المقالة 

اترك تعليقاً