السيمر / فيينا / الاربعاء 17 . 06 . 2020
عزيز الخزرجي
قبل 15 عاماً, كتبت مقالاً بعنوان: [ألأسوء ألذي سيواجه ألعراق بعد الأرهاب], نبهت المتحاصصين إلى عدم الدخول في شِراك البنك الدّولي, لأنه مصيدة إن تورّطت بها حكومة فأنها ستموت بداخلها كدودة القز و ستُسبّب سقوط البلد و لو بعد قرن و للأبد لتدمير الأجيال القادمة!؟
لكن و كما بيّنت للمُتحاصصين ألّذي يملكون كلّ أنواع الشهادات و الحوزات إلّا الفكر و العقيدة و الوعي بشكل خاص .. نتيجة الأميّة الفكريّة؛ بيّنت لأؤلئك الأميّين للعظم ؛ بأنّكم ترتكبون ذنباً عظيماً سيتبرّء منكم حتى (آلولي الفقيه) بآلنسبة للمتأسلمين و (ولي الشياطين) بآلنسبة للمتكرّدين و القومجيّة و الوطنيين بل حتى الشيطان نفسه !! لكن و لعظمة ألشّيطنة و النّفاق و تغلغل لقمة الحرام في وجودهم – إستقال حتى الشيطان المسكين من منصبه بسببهم و أصرّ على موقفه أمام الله بسبب هؤلاء المنافقين – ألذين أصرّوا بأنّهم أصحاب نظرة عميقة و تأريخ جهادي و دِين و دعوة عريقة و حضارة – لعنة الله عليكم و على حضارتكم و دعوتكم – و إعتبرونا بآلمقابل – نحن الذين ما زلنا صامدين – طالبين للرئاسة .. بينما هم كانوا و للآن في قمة ألرئاسة و الرّواتب حتى نهبوا البلد بأكمله 2 ترليون دولار, و لم يُصدّقوا حين رفضت وزارتهم البائسة(الكهرباء) يوم شرطّتُ عليهم بأنّ قبولي لها مقرون بقطع الكهرباء عن المنظقة الخضراء حتى يهب الجميع و نحصل على الكهرباء بسرعة و إلا فآلأمر سيطول لربع قرن و أكثر, و لم أكن أعلم بأنّ أمّيتهم الفكريّة والعقائدية وصلت حدّاً لم يعُد يعرفون معها بكون الكهرباء أحد أعمدة الحضارة الحديثة, بل لا يعرفون أي عمود من أعمدة الحضارة !؟
لهذا أوصلوا العراق لما نبّهنا عنه في ذلك المقال الكونيّ العظيم(1), و للآن لم يدركوا الحقيقة .. و إن أدرك بعضهم المغزى فأنّه إنسحب و أخبأ رأسه كآلنعامة بعد ما وجد ما قلناه حقيقة لا مناص منها إلا بتقديمهم لمحاكم عادلة و إرجاعهم لوضعهم السابق الذي كانوا فيه يستجدون على أعتاب الشيطان بفخر و علوّ!
لكن آلمُصيبة الأعظم ألآن و بعد ذلك الفساد العظيم .. و لفقدان البصيرة لدى المتحاصصين جميعأً؛ فأنّ الوجبة الجديدة الحاكمة التي تورّطت؛ هي الأخرى لم تَرَ أمامها سوى تكرار ذلك الخيار (ألأسوء) و بغباء مُفرط .. و هنا تعاظمت و بجدّ المصيبة .. بحيث وصلت لفتحتي الأنف (للمناخير)!
فقد بدأ العراق بالتّفاوض من جديد لاقتراض 5 مليارات دولار من النقد الدّولي, بحسب أعلان اللجنة المالية النيابية و تصرحات رسمية, و منهم وزير المالية و بعد التشاور مع رئيس الوزراء بدأت مفاوضات مع صندوق النقد الدّولي لاقتراض ألمليارات كبداية لقرض أكبر قد يصل لـأكثر من 25 مليار دولار, و قال عضو اللجنة حنين قدو إن “موضوع الاقتراض الداخلي و الخارجي سيتم طرحه على البرلمان بشروط معينة”، مشيراً إلى أنّ لجنته “ستقدم ورقة إصلاحات اقتصاديّة للحكومة تتضمن عدم الاعتماد على الريع الواحد”. و أكد “الحاجة إلى قرض داخلي يصل إلى 15 تريليون دينار من أجل تغطية الرّواتب و النفقات التشغيلية”، لافتا إلى أن “وزير المالية بدأ بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي لاقتراض مبلغ 5 مليارات دولار، و من المؤمل أن يخصص لصالح الاستثمار”! ودعا النائب المالي الحكومة إلى “السيطرة على الجمارك و المنافذ الحدودية و التركيز في برنامجها على القطاع الخاص و تنويع الموارد المالية للوصول إلى بر الأمان و عدم الحاجة للاقتراض”!
وكانت اللجنة المالية النيابية أكدت في وقت سابق؛ عزم الحكومة على تقديم ورقة إصلاحات جذرية خلال الفترة المقبلة! وكان من المقرر ان يصوت البرلمان في جلسة الاربعاء الماضي على قانون الاقتراض، إلا ان الاعتراضات على التشريع لم تبدد قبل الجلسة رغم محاولات وزير المالية علي علاوي الذي كان حاضرا في البرلمان و خرج من اجتماع الاربعاء، بتعديلات على القانون تقيد حجم الاقتراض الخارجي بـ(5) مليارات دولارات، والداخلي بـ(15) تريليون دينار، و اشترط ان تكون نسبة الفوائد لهذه القروض لا تتعدى الفوائد المعتمدة دوليا، و ان ثلث اموال القرض تذهب للاستثمار!
يبدو أن الأحزاب ألمتحاصصة و مرجعيّاتهم المحترمة – ناهيك عن الكُرد و السّنة الذين أساساً لا يعرفون معنى السّيادة و الكرامة و أصل القصة و المسير .. لثقافتهم و جهلهم المسدس بل المُعشّر بآلسيادة و بآلعلاقات الداخلية و الخارجية و الأقتصاد و أسواق المال و البنوك: حيث لا يعلمون, بأنّ أيّ بلد مطلوب, يعني مَدَين (للبنك الدوليّ) و الذي سمّيته بآلمصيدة بـ (مئات المليارات) ؛ هو بلد ساقط عسكرياً و سياسياً و إقتصاديا بشكل خاصّ و لا سيادة له على مصيره و شؤونه التي إرتبطت بآلعمق بقرار الآخرين و كما هو حال العراق أليوم و الذي أوصلته الأحزاب التي حكمت بدءاً بحزب البعث و إنتهاءاً بحزب المتأسلمين و القومجية و الوطنيين كعشائر همجية! إنّما بغيكم أيها العراقيون على أنفسكم و لا نجاة إلا بآلتالي و كما قلناها قبل عقد و نصف:
إلقاء ألقبض على 5000 فاسد تحاصصوا على نهب العراق و العراقيين!
إجراء محاكمة عادلة لهم و تجريدهم حتى من اللباس الذي يرتدونه و ذويهم.
كان أملي في تحقيق هذا الأمر .. بصديقي و عزيزي أبو حسن العامري للقيام بهذا الأمر لتحقيق العدالة .. لكن فاتت مهلته و لم يثبت موقفه ألتأريخي المطلوب للأسف , حيث كان من الممكن القيام بذلك و إنهاء محنة العراق من سنوات لينهض بقوته و يأخذ دوره في عمليّة الخلاص من ظلم المستكبرين, لكنه ليس فقط لم يفعل ذلك لحسابات ضيقة و لعدم وجود الأخلاص المطلوب لدى المحيطين به و بآلتالي التأثير عليه سلباً حتى تعقد الوضع في العراق أكثر فأكثر و يوما بعد آخر .. بل فوق هذا تحاصص مع الجميع هو الآخر!!
ألنقطة الأخرى ؛ طلب المساعدة من الشعب ألذي وحده سيقرر المصير أخيراً .. فما زال فيه بعض المخلصين ألمُنزوين هنا و هناك و الذين يُعادل إيمان كل واحد منهم أمّة كاملة .. كما كان إبراهيم أمة.
و هذا هو آخر أمل لكم للخلاص أيها العراقيون ؛ يا مَنْ جنيتم على أنفسكم و بغيتم على حرمة غيركم بلا رادع و وجدان ..
سارعوا لإنقاذ الوضع العراقيّ ألمأساوي ألذي يحتمل أن يصل حدّاً يبدأ الناس معه بلبس الأكفان و الخروج من بيوتهم و دعوة أيّ جيش حتى الجّن أو أيّة قوة كانت؛ لخلاصهم من المُتحاصصين ألـ 5000 آلاف عتوي الذين سرقوا كلّ شئ و تركوا البلد مديناً بمئات المليارات للبنك الدّولي ليمتلكوا اليوم كلّ شيئ على حساب العراقيين و الأجيال المسكينة التي ستأتي مدينة, ليتمتعوا و أبنائهم و ذويهم بآلتقاعد و الأمتيازات و الممتلكات .. إلا الضّمير و الوجدان فقد كان الغائب الوحيد من بينهم, معتقدين بأنّ الدّنيا خالدة و لا حساب و لا عقاب!
حين رأيت زيف المُدّعين للدِّين عشقتُ ذنوبي!