الرئيسية / مقالات / أضاعوك يا رسول الله

أضاعوك يا رسول الله

السيمر / فيينا / السبت 08 . 10 . 2022 

سليم الحسني

أسمها أمة محمد، لكنها لا تلتزم إلا بالقليل مما جاء به. أوصاهم بأهل بيته، عرّفهم بأوضح بيان، قال للمسلمين تمسكوا بالقرآن وبأهل بيتي، فإن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً.
مرة بعد مرة، قال لهم إن من يحب أهل بيته فقد أحبه، ومن يبغضهم فقد أبغضه. أوصاهم كثيراً، وعلّمهم كثيراً، وأعاد عليهم الوصية بمختلف كلمات العرب. لكنها أمةٌ سيئة الحظ، اتبعت نفراً مفرط الطموح يوم وفاة الرسول (ص) فكان أول فعلهم أن خالفوا العهد والبيعة، واتبعوا الطامحين بالدنيا. فانتج ذلك حزن الزهراء المرير، وقتل عليّ في محراب الكوفة، وذبح الحسين في كربلاء.
تلك قصة قديمة. دارت بها ألسنة المسلمين منذ قرون بعيدة. ولا تنتهي القصة حتى تقوم الساعة.
القوم أبناء القوم. عبارة يتكثف بها التاريخ. جملة تُلخّص قرون الزمن. فهذه الوجوه لا تنتمي إلا للجاهلية الملعونة. يستقبلون الكعبة في صلاتهم، ثم ينفلتون من صلاتهم يحملون السيوف لقتل ذرية أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم في أفغانستان والعراق واليمن ولبنان والبحرين والشرقية.
يحتفلون بمولد نبي الرحمة، فاذا انقضى اليوم، تسللوا في جوف الليل يترصدون أتباع أهل البيت. يكيدون بهم بأقسى مما فعله أجدادهم. حقدٌ شيطاني يكبر بالأيام. عداء أمويّ لا تهدأ ناره. ولكي يبقوه مشتعلاً، جعلوه منهاجاً يعلّمون به أجيالهم.
ناس يقتلون أهل بيت الرسول (ص)، ويقولون نحن أمة محمد. أيّ أمة أنتم يا أبناء أبي سفيان؟ أنتم الشرّ الموروث. أنتم الحقد الذي مزّق المسلمين. أنتم الجراد المسموم أينما حللتم.
يحتفلون بمولد النبي الأكرم صاحب الخلق العظيم، وفي قلوبهم يفور الغضب والكره على أتباع أهل بيت النبوة.
اتركوا الاحتفال بمولده الطاهر. دعونا نعيش نسمته الطيبة بسلام في ذكرى ولادته. لا يحق لكم التظاهر بالفرحة، فلا يفرح بمولد الرسول إلا من يفرح بولادة ذريته. فهل أنتم كذلك؟
محمد رحمة الله للعالمين، نعمة الله الكبرى على البشر، سحابة الربيع الدائمة على الكون، نور الله الذي يضيء القلوب. محمدٌ، خير ورحمة وسلام. محمدٌ هو (كتاب الله وعترته)، فهل أنتم من أمته؟
أضاعوك يا رسول الله.

٨ تشرين الأول ٢٠٢٢

اترك تعليقاً