الرئيسية / مقالات / التكنولوجيا تسهل عمليات الاغتيال

التكنولوجيا تسهل عمليات الاغتيال

السيمر / فيينا / الخميس 04 . 01 . 2024

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

العالم تطور بكل المجالات العلمية والمعرفية، بل تطورت وسائل الحروب والقتل والاغتيالات مع دخول التكنولوجيا الحديثة، وأصبحت الطائرات المسيرة والتي أوجدت لعمليات الرصد في بداية اكتشافها عام ١٩١٧ من قبل القوات الجوية الملكية البريطانية، تحولت إلى طائرات مقاتلة حربية، بل وتطورت لتصل طائرات انتحارية تنتحر بالهدف وتكون نسبة الإصابة ١٠٠%.

انا شخصيا أتابع الأفلام الوثائقية عبر اليوتوب، شاهدت مهربين يهربون افارقة من موريتانيا إلى إسبانيا، في الفيلم الوثائقي، قبطان زورق متهالك لديه الجي بي اس، من خلاله يستطيع عبور البحر الأبيض المتوسط ليصل إلى سواحل اسبانيا.

في حياتنا اليومية، نستخدم الموبايل عبر برنامج، توجد خريطة، تضع عليها العنوان المطلوب،   للذهاب إلىه، عنوان  سكني، أو عيادة طبيب، أو مستشفى،  او محل او سوق أو قاعة رياضية ….الخ، يأتيك الجواب كم يستغرق الوقت، ويعطيك المسافة بالمتر، واي طريق  تسير عليه،  عبر البرنامج لتصل إلى المكان الذي نريده، وبذلك انتهت أهمية أن تسأل احد بالشارع عن العنوان الذي تريد الذهاب إليه، كل شركات سيارات التاكسي ونقل البضائع يستخدمون برنامج الجي في اس، هذا بفضل التكنولوجيا.

بلا شك وجود جي بي اس لخدمة الإنسان، أيضا العقول المحترفة بصناعة القتل، تستفيد من هذا الإنجاز العلمي والذي وجد لخدمة الإنسان، بوضعه في تسير الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة، لقتل البشر.

طورت عصابات تهريب المخدرات امكانياتها في استخدام طائرات مسيرة بتهريب المخدرات وفي نقل الأشخاص عبر الحدود، كذلك أجهزة المخابرات وجيوش العالم باتت تعتمد على الطيران المسير في تدمير تحصينات ومواقع الجيوش المعادية، وتنفيذ عمليات اغتيالات تطال شخصيات مطلوبة لهم.

شاهدنا عملية مهاجمة مقر لمنظمة حماس في بيروت، حيث تم اغتيال قائد فلسطيني اسمه صالح العاروري، لقب في العاروري نسبة إلى بلدة صغيرة بالضفة الغربية اسمها عارورة، اعتقل صالح العاروري، واودع  بسجون إسرائيل، وأفرج عنه مقابل ابعاده من فلسطين، ذهب إلى تركيا لكن أردوغان بطريقة واخرى ابعده من تركيا لانه غير مستعد يضحي بعلاقاته مع اخوه الكبير  نتنياهو وبقية إخوانه من  الساسة الاسرائيليين، لم تستقبله الدول العربية الإسلامية السنية، لم يجد له مكان سوى في الضاحية الجنوبية معقل الشيعة في  بيروت، الشيخ العاروري، وبقية القادة في المنظمات المسلحة سواء في فتح او الاسلامية او الشيوعية ليس جديد عليهم عمليات الاغتيالات التي تطالهم، لذلك صالح العاروري تم اغتياله كشخص لكنه تحول إلى رمز وطني ويصبح قبره مزار ويتم ذكره بالتاريخ في صفحات مضيئة بين القوى العربية والإسلامية التي ينتمي اليها، صدام الجرذ اعدم الشهيد الصدر الأول واخته العلوية بنت الهدى، وأغتال الشهيد الصدر الثاني وأولاده الاثنين، النتيجة كل عام يحيي العراقيين ذكرى استشهاد الصدر الأول وذكرى الصدر الثاني، بل حياة هؤلاء الشهيدين الصدريين رضوان الله عليهم  بدأت في يوم استشهادهم، وانا كتبت مقالات عديدة، قلت لو صدام الجرذ ترك الشهيدين الصدريين احياء لماتوا أسوة في المراجع الكبار والأمر جدا عادي، لكن الطغاة دائما يشاركون في بروز الابطال بسبب الاقدام على اغتيالهم. 

الشيخ باقر النمر السلطات السعودية قامت في إعدامه لكونه شيعي، صدقوني كل عام يتم إقامة مجالس تأبينية بذكرى استشهاده بين اوساط الجاليات الشيعية في كل أصقاع العالم، أنا متأكد لو تاركيه آل سعود لمات باقر النمر في فيروس كورونا وانتهى اثره، لكن أبى الطغاة والمجرمين إلى أن يقتلوا الشرفاء، والله عز وجل يعطي هؤلاء الشهداء كرامة تخلدهم الشعوب ويتم تسجيلهم في سجلات الأبطال والمجاهدين.

صالح العاروري عندما ضيق عليه أردوغان انتقل الى الضاحية الجنوبية بين إخوانه الشيعة اللبنانيين ووجدهم عكس ماكان يصوره الإعلام العربي الطائفي، وجدتهم ناس طيبين رحبوا به، بل وسكن بينهم، لكن لم يأتي إلى الضاحية كلاجىء يوميا دوائر الشرطة والهجرة تراقبه، بل جاء كقائد من قادة منظمة حماس في المنفى.

إسرائيل دولة تمتلك التكنولوجيا في كل المجالات وهي متفوقة على دول العالم في صناعة الطيران المسير دورون، نحن في زمن ازدهار تكنولوجيا القتل، وتم الاستغناء عن إرسال فرق كوماندوز لتنفيذ عمليات الاغتيالات من خلال فوهات المسدسات أو الكلاشنكوف، أتذكر في بيروت وبعد طرد منظمة التحرير من الأردن إلى بيروت، بدأت إسرائيل تحرك القوى المسيحية المارونية من حزب الكتائب في مضايقة الفلسطينيين والضغط عليهم لكي يوقفوا أي نشاط مسلح أو نشاط سياسي يغضب الإسرائيليين، القوى المارونية اوصلت فريق اغتيال اسرائيلي بينهم يهود بارك  لاغتيال القادة الثلاثة كمال ناصر وكمال عدوان والنجار، وتم اغتيالهم بمساعدة حزب الكتاب وبيت البير الجميل، بوجود طائرات الدرون انتهت أهمية إرسال فرق للاغتيالات، من الجو يتم اطلاق صاروخ صغير ووزنه مناسب لاغتيال أي شخص يريدون تصفيته.

ذات مرة بعد تهجير عرفات من بيروت إلى تونس، قامت إسرائيل بتنفيذ عملية اغتيال طالت قادة فلسطينيين في منطقة الشاطىء وقتل أبو جهاد وقيل أن عرفات كان هو المستهدف، لكن الواقع على الأرض يقول عكس ذلك، تم تصفية أبو جهاد لتعبيد الطريق إلى عرفات للذهاب إلى اتفاقيات السلام.

قرأت تحليلات الفيالق الإعلامية لدول البداوة حول عملية اغتيال العاروري قالوا أنها ضربة قوية لأنها وقعت في الضاحية الجنوبية، وكأن الضاحية حصن حصين يقع في كوكب آخر لم تصله الطائرات المسيرة والصواريخ، بل رأيت مقطع لشخص تافه فلسطيني حلل تحليل مال واحد مهتوك شرف، اقول لهذا، العفن، أن صالح العاروري ضيقوا عليه في تركيا لينتقل إلى  الضاحية الجنوبية بين إخوانه الشيعة، اقول الى هذا النكرة القذر للأسف تحليلاتك غير صحيحة وتمنيت انها تكون صحيحة لكان وضع الشيعة في مليون خير يا أيها الطائفيون الأراذل خونة الأهل والديار والأوطان والأديان، من العار أن تقرأ مقال لشخص كان ولازال عبد لدى النافق صدام الجرذ الهالك وابنه عدي الكسيح، كان يعمل عنده سمسار في إعطاء وصف الفتيات الرياضيات إلى رئيس اللجنة الأولمبية عدي صدام الكسيح، والان يعطي نصائح للشيعة العراقيين العرب هههههه هزلت هزلت اذا سمسار عدي الكسيح يعطي نصائح للشيعة العراقيين ههههههه.

عملية اغتيال العاروري جاءت بعد تصريحات إسرائيلية قالها نتنياهو عبر محطته التلفزيونية قناة الجزيرة في استهداف قادة حماس في الدول العربية والإسلامية بما فيها تركيا. 

الإعلام البدوي يبرر عملية اغتيال العاروري بالقول أنها رسالة إلى القوى المقاومة الشيعية في لبنان هههههه حتى قضية الصراع ما بين القوى المقاومة الشيعية وإسرائيل، هي بسبب إبادة شعب غزة التي تخلى عنها العرب أهل السنة والجماعة، ولم يبقى سوى الشيعة في امكانياتهم المحدودة عسى يساهمون في إيجاد قرار لوقف إبادة شعب غزة، وهذا يحسب للشيعة، بربكم ليومنا هذا سقط أكثر من ١٧٠ شاب وسيدة واطفال شيعة لبنانيين،  كلها لأجل إيقاف قتل الفلسطينيين السنة في غزة.

قضية اغتيال صالح العاروري أو اغتيال وقتل مجموعة بالعراق وفي سوريا لا تجدي نفعا، بالعراق و بتحريض من دول البداوة الوهابية، حدثت جريمة استهداف مطار بغداد، تنفيذ بأوامر حلاب ابقار الخليج ترامب،  النتيجة أصبح مكان قتل قادة النصر مكان يزوره مئات آلاف بل ملايين العراقيين وغير العراقيين، اليوم  على سبيل المثال قصف مكان بمنتصف العاصمة بغداد من قبل طيران تحالف الناتو، واستشهد شخصين أو ثلاثة،  هذا  العمل يسهم بلاشك في زيادة أعداد الرافضين من العراقيين لوجود قوات أجنبية في العراق، الشيعة مهما تم اغتيال وقتل قادة منهم سواء علماء دين أو مثقفين أو ساسة، من السهولة أن يحل مكانهم آخرون وبسرعة، لذلك   عمليات اغتيال هذا الشيخ وذلك القائد الميداني لم ينهي الصراع، بل يوجد آلاف الأشخاص يحلون محلهم وبكفاءة أكثر من الذين طالتهم عمليات الاغتيال.

في الختام، البحث عن حلول مستدامة هو السبيل الوحيد ليعم السلام بالعراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن والسعودية والبحرين وليبيا، لكن الزعماء العرب قشامر وما هم سوى أدوات رخيصة في أيدي دول الاستعمار لتمويل حروب الناتو الباردة والساخنة.

5/1/2024

اترك تعليقاً