فيينا / الأحد 31. 03 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
الإدغام الشمسيّ هو ادغام لام أل في الحرف الأوَّل مِنَ الكلمة. وبتعبير اخر أنَّ اللاَّم تحذف ويشدَّد الحرف الذي بعدها. والحرف الَّذي يشدِّد يسمَّى بالحرف الشمسي نسبة إلى كلمة شمس. قسم علماء التجويد اللام الساكنة إلى خمسة أقسام نلخص لك أحكامها فيما يلي: 1 ـ لام التعريف (( أل )) ولها حالتان: الأولى: حالة الإظهار: وتسمى فيها اللام القمرية، فتظهر قبل أربعة عشر حرفا مجموعة في قولهم ( ابغ حجك وخف عقيمه ) وهي: الهمزة، والباء، والغين، والحاء، والجيم، والكاف، والواو، والخاء، والفاء، والعين، والقاف، والياء، الميم، والهاء. الثانية: حالة الادغام وتسمى ( أل ) فيها باللام الشمسية، وهي تختص بالأربعة عشر حرفا الباقية وهي: الطاء، والثاء، والصاد، والراء، والتاء، والضاد، والذال، والنون، والدال، والسين، والظاء، والزاي، والشين، واللام. 2 ـ لام الفعل ولها حالتان: الحالة الأولى: الإدغام إذا وقعت بعد لام فإنها تدغم للتماثل، أو راء فتدغم للتقارب. الحالة الثانية: الإظهار فإذا وقع بعدها حرف غير اللام والراء فإن حكمها الإظهار دائما. 3 ـ لام الحرف: الواقعة في: هلْ، وبلْ، ولا توجد في غيرهما، وحكمهما الإظهار دائما إلا إذا جاء بعدها اللام فتدغم للتماثل، أو جاء بعدها الراء فتدغم للتقارب. 4 ـ لام الاسم: وحكمها وجوب الإظهار دائما. 5 ـ لام الأمر وهي التي تدخل على المضارع فتحوله إلى أمر، وحكمها وجوب الإظهار دائما كلام الاسم. ولهذه الأحكام بعض التفاصيل الجزئية والاستثناءات الخاصة يرجع لها في كتب أحكام التجويد، وخاصة غاية المريد الذي لخص هذا الموضوع بإحكام وتفصيل.
قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها علامة (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) في سورة سبأ “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ” (سبأ 1)، و “يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) الْغَفُورُ” (سبأ 2)، و “وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ” (سبأ 3)، و “لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ” (سبأ 4)، و “أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) الْبَعِيدِ” (سبأ 8)، و “أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ” (سبأ 9)، و “وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ” (سبأ 10).
جاء في غاية المريد في علم التجويد للمؤلف عطية قابل نصر: اعلم أن الحروف الهجائية التي تقع بعد اللامات السواكن عددها ثمانية وعشرون حرفا بعد إسقاط حروف المد الثلاثة شأنها شأن النون الساكنة والتنوين، والميم الساكنة وذلك خشية التقاء الساكنين كما سبق التنويه عنه. وقد أشار صاحب التُّحْفة إلى النوعين الأوَّلين بقوله: للامِ أل حالانِ قبلَ الأحرفِ… أولاهما إظهارُها فلتَعْرِفِ قبلَ ارْبع معْ عَشْرَةٍ خُذْ عِلْمَهُ… من ابغ حَجَّك وخَفْ عَقيمهُ ثانيهما إدغامُها في أربعِ… وعشرةٍ أيضًا ورمزَها فَعِي طِبْ ثمَّ صِلْ رحمًا تفزْ ضِفْ ذا نِعمْ… دعْ سُوءَ ظَنٍّ زُرْ شريفًا للكَرمْ والَّلامَ الُاولَى سمِّها قمْرِيَّةْ… والَّلامَ الُاخْرى سمِّها شمسيَّةْ وأَظهرنَّ لامَ فعلٍ مُطلقًا… في نحو قلْ نعم وقلْنا والْتقى. وقد أشار صاحب لآلئ البيان في ملخصة إلى الأحكام الخمسة فقال: ألْ في ابغ حجك وخف عقيمهُ… أظهر وكن في غيرها مدغمه واللامَ من فعلٍ وحرفٍ أظهرا… لا قل وبل فأدغمنهما برا ومعهما في اللامِ هل وأظهرا… في اسم لامِ الأمر أيضًا قررا.
قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها علامة (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) في سورة سبأ “أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” (سبأ 11)، و “وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي)” (سبأ 12)، و “يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي)” (سبأ 13)، و “وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ” (سبأ 18)، و “قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ” (سبأ 22)، و “وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ” (سبأ 23)، و “قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ” (سبأ 24).
جاء في الموسوعة الحرة عن القراءات العشر: هي عشر قراءات لقراءة القرآن أقَرَّهَا العلماء في بحثهم لتحديد القراءات المتواترة، فاستقر الاعتماد العلمي، بعد زيادة ثلاث قراءات أخرى، أضيفت إلى القراءات السبع، على يد الإمام ابن الجزري، فأصبح مجموع المتواتر من القراءات عشر قراءات، وهذه القراءات الثلاث هي قراءات هؤلاء الأئمة أبو جعفر المدني ويعقوب الحضرمي البصري وخلف بن هشام البغدادي. نزل القرآن على سبعة أحرف، والأحرف ليست في الكتابة فقط بل في النطق والمعنى والتشكيل وعلامات الوقف والإيجاز، ونظرا لاختلاف لكنات ولهجات العرب الذين أنزل عليهم القرآن، وقد جمع الصحابي وأمير المؤمنين عثمان بن عفان القرآن على تشكيل واحد، وهناك سبع قراءات ثابتة وثلاث قراءات مكملة للسبع فيكتمل عقد العشر قراءات، وكل هذه القراءات ونطقها وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناقلها الصحابة ثم التابعون فالتابعين لهم وهكذا. يذكر القرآن أنه نزل بلسان العرب: “نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195)” (الشعراء 193-195) وبين العرب اتفاق كبير في كثير من الكلمات واختلاف ضئيل في بعض الظواهر اللفظية التي تتميز بها كل قبيلة عن الأخرى، وحول ذلك قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ فاقرؤوا كما عُلّمتم) فكان كل صحابي يعلّم كما تعلّم وفي عصر تابعي التابعين ظهر رجال تفرّغوا للقراءة ولنقلها وضبطها وجلسوا بعد ذلك للتعليم، فاشتُهرت القراءة التي كانوا يَقرؤون ويُقرئون بها الناس، فصارت تلك الكيفية تُنسب إلى هؤلاء القراء، لأنهم لزموها وليس لأنهم اخترعوها، فهم نقلوها نقلاً محضاً وليس لهم فيها أدنى تغيير أو زيادة. وكما حصل مع الفقهاء في العصور الأولى حيث كان عددهم كبير جدًا في البداية برز منهم أئمة أربعة فقط، بعد أن تَهَيّأ لهم تلاميذ لزموهم ونقلوا مذاهبهم الفقهية، فبقيت مذاهبهم وانتشرت واندثرت باقي المذاهب، وكذلك حصل مع القرّاء حيث ظهر وبرز منهم عشرة من أئمة القراءة.
قال الله عز وجل في آيات قرآنية فيها علامة (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) في سورة سبأ “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) لَا يَعْلَمُونَ” (سبأ 28)، و “وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ” (سبأ 31)، و “وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (سبأ 33)، و “قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) لَا يَعْلَمُونَ” (سبأ 36)، و “وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ” (سبأ 37)، و “قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي)” (سبأ 39)، و “فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي) الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ” (سبأ 42).