فيينا / الخميس 18. 04 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
يعد صحن فاطمة أو الصحن الفاطمي، أحد أكبر المشاريع العمرانية الملحقة بمرقد الامام علي بن ابي طالب في محافظة النجف، والأوسع بين مشاريع العتبات المقدسة في العراق، إذ يجري العمل بهذا المشروع بالتعاون بين لجنة اعمار العتبات مع ديوان الوقف الشيعي.
ويشرف مهندسون مختصون من العراق وإيران على تنفيذ المشروع، الذي يعد جزءاً من التوسعة العامة للعتبة وتلحق به كثير من الأبنية والمنشآت على جانبي الحرم الحالي وكذلك في الجهة المقابلة للعتبة كأماكن لإيواء الزائرين.
أربع أضعاف الصحن الحالي
وبحسب مسؤولي العتبة العلوية، فمن المقرر ان يكتمل العمل بهذا المشروع في العامين المقبلين، بعد التعاقد على إنجازه سابقا بمدة فعلية تصل الى أربع سنوات، وذلك في إطار خطة استراتيجية وضعتها العتبة لتوسعة المرقد العلوي، لاستيعاب الزيادة الكبيرة في أعداد الوافدين خصوصا بعد 2003.
وبحسب المسؤولين فإن الصحن الجديد، الذي وثقته كاميرا وكالة شفق نيوز، يقع على مساحة 61,000 متر مربع أي ما يعادل تقريبا أكثر من أربعة أضعاف الصحن الحالي، ويتضمن المشروع 4 طوابق تحتوي على قاعات مغلقة كبيرة لإيواء الزائرين الذين يرغبون بأداء مراسم الزيارة والصلاة والدعاء.
جغرافيا، فإن الصحن الفاطمي يقع في الجهة الغربية من العتبة العلوية، وبالتحديد في المنطقة الممتدة من مرقد صافي الصفا ومقام الامام زين العابدين وصولا الى الجدار الغربي للعتبة.
محتويات الصحن
ويبين القائمون على الصحن إن “المشروع سيحتوي بعد إنشائه، على مساحات خضراء واسعة، ومبانٍ كبيرة مثل متحف الحرم العلوي، كما سيتم إنشاء مكتبة حديثة وكبيرة تتسع لمليون كتاب مع خزانة ومشفى خاص لمخطوطات العتبة، بالإضافة الى انشاء بنايات لأقسام العتبة العلوية المقدسة الادارية، وقاعات مخصصة لطلبة العلوم الدينية لإقامة حلقات الدروس الحوزوية وذلك لكثرة الطلبة الوافدين الى مدينة النجف من داخل العراق وخارجه خاصة بعد عام 2003”.
ويضيف المسؤولون أن “الجزء الأهم من المشروع هو الجزء الذي يمثل أماكن العبادة والزيارة الذي يشكل حوالي 50% من مساحة المشروع، هذا الجزء يمكن للزائر سيخصص للجوانب العبادية مثل الصلاة وقراءة القرآن والدعاء وغيرها من الأمور العبادية التي تندرج ضمن زيارة الإمام مع توفير الخدمات اللازمة للزائرين فيه، كمضيف ومطعم للزائرين وآخر للمنتسبين مع مجاميع صحية كبيرة”.
كما ان الصحن، وفق مسؤولي العتبة، يحتوي على الهندسة المعمارية الإسلامية الخالصة فضلا عن تفاصيل من العمارة النجفية، كما يتضمن الآليات والتقنيات الحديثة مثل السلالم المتحركة والمصاعد الكهربائية ووسائل التكييف للزائرين.
كما يلحق بقسم العبادة والزيارة من الخلف المتحف الذي يتكون من ستة طوابق بمساحة أرضية تزيد على 3000 متر مربع للطابق الواحد، وسيضم جميع مقتنيات العتبة الثمينة، كهدايا الملوك والرؤساء القديمة التي يعود تاريخها الى أكثر من 400 عام، ومن الجهة المقابلة للمتحف سوف تكون هناك مكتبة كبيرة بمساحة مشابهة لمساحة المتحف بخمسة طوابق تضاف لها الأبنية الإدارية للحرم.
تحت هذا المنشأ سوف يكون هناك موقف خاص للسيارات، وحول المنشأ سوف يكون هنالك نفق لدخول وخروج السيارات الخاصة بالصحن الشريف.
مشاريع ملحقة
ولا يعد هذا الصحن، رغم مساحته الشاسعة، الوحيد ضمن الخطة التطويرية للعتبة العلوية، إذ يبين مسؤولو المرقد العلوي لوكالة شفق نيوز إن” العتبة تعمل أيضاً على مشاريع مهمة أخرى لتوسعة العتبة العلوية المقدسة من أهمها تطوير مساحة 60 مترا من جهات الصحن، وهي الجهة الشمالية والشرقية والجنوبية، ومنها افتتاح الجهة الشمالية صحن الامام الحسين، الذي يستوعب اعداد كبيرة من الزائرين ويتضمن مجموعة من الخدمات المخصصة لهم، كما افتتحت العتبة من الجهة الشرقية صحن الامام الحسن”، لافتين الى أن “مشاريع توسعة العتبة من الجهة الغربية ستبقى لها المساحة الاهم والأكبر”.