فيينا / الأحد 07 . 07 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تبارك وتعالى “يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” ﴿النحل 11﴾ “ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك” المذكور”لآية ” دالة على وحدانيته تعالى “لقوم يتفكرون” في صنعه فيؤمنون.
وعن التفسير الوسيط للدكتور محمد سيد طنطاوي: قوله تعالى “فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ” (المؤمنون 19) أى: فأوجدنا لكم بسبب نزول الماء على الأرض بساتين متنوعة، بعضها من نخيل، وبعضها من أعناب، وبعضها منهما معا، وبعضها من غيرهما. وخص النخيل والأعناب بالذكر، لكثرة منافعهما، وانتشارهما في الجزيرة العربية، أكثر من غيرهما. “لَكُمْ” فِيها أى: في تلك الجنات “فَواكِهُ كَثِيرَةٌ” تتلذذون بها في مأكلكم وَمِنْها. أى: ومن هذه البساتين والجنات “تَأْكُلُونَ” ما تريدون أكله منها في كل الأوقات. والمراد بالشجرة في قوله تعالى بعد ذلك: “وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ” (المؤمنون 20)، شجرة الزيتون. وهي معطوفة على (جنات) من عطف الخاص على العام. أى: فأنشأنا لكم بسبب هذا الماء النازل من السماء، جنات، وأنشأنا لكم بسببه أيضا شجرة مباركة تخرج من هذا الوادي المقدس الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام وهو المعروف بطور سيناء. أى: بالجبل المسمى بهذا الاسم في منطقة سيناء، ومكانها معروف. قالوا: وكلمة سيناء بفتح السين والمد على الراجح معناها: الحسن باللغة النبطية. أو معناها: الجبل المليء بالأشجار. وقيل: مأخوذة من السنا بمعنى الارتفاع. وخصت شجرة الزيتون بالذكر: لأنها من أكثر الأشجار فائدة بزيتها وطعامها وخشبها، ومن أقل الأشجار أيضا تكلفة لزارعها. وخص طور سيناء بإنباتها فيه، مع أنها تنبت منه ومن غيره، لأنها أكثر ما تكون انتشارا في تلك الأماكن، أو لأن منبتها الأصلى كان في هذا المكان، ثم انتقلت منه إلى غيره من الأماكن. وقوله: “تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ” بيان لمنافع هذه الشجرة على سبيل المدح، والتعليل لإفرادها بالذكر. والدهن: عصارة كل شيء ذي دسم. والمراد به هنا: زيت الزيتون. وقراءة الجمهور: “تَنْبُتُ” بفتح التاء وضم الباء على أنه مضارع نبت الثلاثي. فيكون المعنى: هذه الشجرة من مزاياها أنها تنبت مصحوبة وملتبسة بالدهن الذي يستخرج من زيتونها. فالباء في قوله بِالدُّهْنِ للمصاحبة والملابسة، كما تقول: خرج فلان بسلاحه. أى: مصاحبا له. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: تنبت بضم التاء وكسر الباء من أنبت بمعنى نبت. أو: من أنبت المتعدى بالهمزة، كأنبت الله الزرع. والتقدير: تنبت ثمارها مصحوبة بالدهن. والصبغ في الأصل: يطلق على الشيء الذي يصبغ به الثوب. والمراد به هنا: الإدام لأنه يصبغ الخبز، ويجعله كأنه مصبوغ به. أى: أن من فوائد هذه الشجرة المباركة أنها يتخذ منها الزيت الذي ينتفع به، والإدام الذي يحلو معه أكل الخبز والطعام. روى الإمام أحمد عن مالك بن ربيعة الساعدي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة).
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب” (النحل 11) ولا شك أنّ خلق هذه الثمار المتنوعة وكل ما هو موجود من المحاصيل الزراعية لآية للمتفكرين “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”. (الزرع): يشمل كل مزروع و (الزيتون) اسم لشجرة معروفة واسم لثمرها أيضاً. إِلاّ أن بعض المفسّرين يذهبون إِلى أنّ (الزيتون) هو اسم الشجرة فقط، واسم ثمرتها (زيتونة). في حين أنّ الآية الخامسة والثلاثين من سورة النّور تطلق كلمة (الزيتونة) على الشجرة. و(النخيل) تستعمل للمفرد والجمع. و(الأعناب) جمع أعنبة، وهي ثمرّة معروفة. وهنا يرد سؤال وهو: لماذا اختار القرآن ذكر هذه الثمار دون غيرها (الزيتون، التمر، العنب)؟ يمكننا للوهلة الأُولى أن نتصور أنّ ذكر القرآن للزيتون والتمر والعنب، في الآيات مورد البحث: ” يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (النحل 11)، لوجودها في المنطقة التي نزل فيها القرآن. ولكنْ بملاحظة الجانب العالمي لرسالة القرآن ومع الإِعتقاد ببقائها واستمرارها بالإِضافة إِلى التوجه لعمق التعبير القرآني. يتّضح لنا خطل ذلك التصور. يقول العلماء المتخصصون بالأغذية (ممن صرفوا السنين الطول في البحث عن فوائد وخواص الأغذية): إِنّ القليل من الفواكه التي تنفع بدن الإِنسان من الناحية الغذائية هي بمستوى هذه الثمار الثلاث. ويقولون: إِنّ (زيت الزيتون) له قيمة عالية جداً لتأمين السعرات الحرارية اللازمة للبدن، ولذلك يعتبر من الأغذية المقوية للبدن، وعلى الذين يريدون حفظ سلامتهم أن يواظبوا على تناول هذا الإِكسير. إِنّ زيت الزيتون ملائم لكبد الإِنسان، مؤثر فعال في رفع عوارض الكلى، والقولنج الكلوي والكبدي واليبوسة. ولهذا نجد له مدحاً كثيراً في الرّوايات، ففي حديث عن الإِمام علي بن موسى الرضا عليه السلام أنّه قال عن الزيتون: (نعم الطعام الزيت، يطيب النكهة، ويذهب البلغم، ويصفي اللون، ويشد العصب، ويذهب بالوصب، ويطفئ الغضب). والأهم من ذلك كله تسمية القرآن لشجرة الزيتون بـ (الشجرة المباركة). قوله عز وعلا “يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّة ” (النور 35) (المشكاة) في الأصل تعني الكُوّة التي تخصص في الجدار لوضع المصابيح الزيتية فيها لحفظها من الرياح، وأحياناً تبنى في الجدار فتحة صغيرة، يغطى جانبها المشرف على ساحة الدار بالزجاج، لإضاءة داخل وخارج الغرفة كما تحفظ المصباح من الرياح. كما تطلق هذه الكلمة على وعاء (الفانوس القديم) يصنع من زجاج على شكل متوازي المستطيلات له باب وفتحة في أعلاه لخروج الهواء الساخن. وكانوا يضعون المصباح فيه. وباختصار نقول: إنّ المشكاة محفظة للمصباح من الرياح الشديدة، وغالباً ما يثبت في الجدار لتركيزِ الضوء وسهولة انعكاسِه. (الزجاجة) تطلق في الأساس على الأحجار الشفّافة، وسَمّيت الصفائح الشفافة بالزجاج لأنّها تصنع من مواد معدنية، والزجاجة هنا تعني الزجاجة التي توضع فوق المصباح لتحفظ شعلته، وتنظّم جريانَ الهواء، لتزيد من نور الشعلة. (المصباح) يتألف من وعاء للزيت وفتيل. عبارة “يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية” تشير إلى الطاقة التي تُجَهِّز هذا المصباحَ بوقود لا ينضب معينه. وزيت الزيتون من أجود الوقود المستعمل للمصابيح، ثمّ أن هذا الزيت يُحْصَلُ عليه من زيتون شجر يتعرّض للشمسِ من جميعِ جوانبه بشكل متساو، لا أن تكون الشجرة في الجانب الشرقي مِنَ البستان وبجانب حائط يمنع وصول أشعة الشمس إليها، كما لا تكون في جهة الغرب ليتعرض جانب واحد منها على أشعة الشمس، فلا تنضج ثمرتها بصورة جيدة ولا يكون زيتها نقياً وصافياً. وبعد هذا الإيضاح يتبيّن أنّنا للإِستفادة من نور المصباح بإشعاع قويّ نحتاج إلى توفر أربعة أشياء. (محفظة للمصباح) لا تقلل من نوره، بل تركز هذا النور وتعكسه و (زجاجة) تنظم جريان الهواء حول الشعلة، ويجب أن تكون شفّافة بدرجة لا تمنع تشعشع النور، و(مصباح) هو مصدر النور، وهو عبارة عن إناء فيه زيت وفي أعلاه الفتيل. وأخيراً (مادة الإحتراق) صافية خالصة شفّافة مستعدة للإِشتعال بدرجة يتصوَّر فيها الإِنسان إنّها سوف تشعل لوحدها دون أن يمسّها قبس من النار. كلّ هذه العبارات تكشف في الحقيقة عن ظاهر القضية.
جاء عن وكالة الأنباء السعودية تقرير 18 مليون شجرة (زيتون ونخيل) بالجوف رافد لتحقيق مستهدفات (مبادرة السعودية الخضراء) للكاتب تيسير العلي: تشكل منطقة الجوف رافداً مهماً في التنمية الزراعية بالمملكة العربية السعودية, وسلة الوطن الغذائية, لما تجود به من محاصيل متعددة نتيجة وفرة المياه وخصوبة الأرض. وتردف 18 مليون شجرة من نخيل وزيتون, محققات أهداف “مبادرة السعودية الخضراء” التي تأتي تأكيداً لدور المملكة الريادي وعملها على إحداث نقلة نوعية داخلياً وإقليمياً تجاه التغير المناخي لبناء مستقبل أفضل وتحسين مستوى جودة الحياة. وفي إحصائية لفرع وزارة البيئة والمياه بمنطقة الجوف , تبلغ عدد أشجار الزيتون 17,672,334 شجرة, فيما يبلغ عدد أشجار النخيل 984,048 شجرة, ويبلغ عدد الحيازات الزراعية 10,850 ، فيما تبلغ الأنشطة الزراعية 24,370, منها 6300 نشاط لزراعة الزيتون ، كما تنتج المنطقة ما يربو على 70 ألف طن من التمور مختلفة الأصناف، أشهرها حلوة الجوف. ورصد تقرير ” واس ” ما مجموعه 3500 مشروع زراعي و 12500 مزرعة و 8 شركات زراعية تحتضنها منطقة الجوف وتتنوع منتجاتها بين التمور والخضار والفواكه والزيتون ومشتقاته وذلك لما عُرف عن المنطقة منذ الأزل بوفرة المياه الجوفية وجودة منتجاتها الزراعية ووفرتها إلى جانب عامل الطقس فحرارة طقسها في الصيف تساعد على إنتاج النخيل , وشدة برودتها في الشتاء يعمل على تعزيز إنتاج الزيتون. وتهتم تلك المزارع والمشروعات في البعض من زراعتها على البيوت المحمية التي تجاوزت 1333 بيتا محميا للزراعة، فيما بلغت عدد المزارع العضوية بالمنطقة 8 مزارع، على مساحة 10 آلاف هكتار ، إضافة إلى 9 مزارع تحت التحول لمزارع عضوية بمساحة تقارب 6 آلاف هكتار. ومن منتجات الحقول الزراعية بالجوف البطيخ والشمام والبطاطا و البصل بكميات كبيرة تغطي جميع أسواق المملكة، وتستخدم الزراعة في منطقة الجوف أحدث وسائل الريّ المتبعة للحد من هدر المياه والمحافظة عليها سواء بالتنقيط أو تلك المربوطة بنظام الحاسب الآلي الذي يزود المحاصيل بالكمية التي تحتاجها وفق معطيات المستشعرات في الحقول.
جاء في صحيفة كردستان 24 عن العراق يعلن ارتفاع أعداد النخيل لأكثر من 22 مليون شجرة: أعلنت وزارة الزراعة العراقية، أن أعداد النخيل في البلاد تجاوزت 22 مليون نخلة. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، محمد الخزاعي، إن “النخلة العراقية تمر بأفضل أوقاتها من خلال التوجه نحو زراعة غابات نخيلية عن طريق الاستثمار الزراعي”. وأضاف: “تولت الكثير من المؤسسات التي دخلت في هذا المجال، زراعة أصناف جديدة وعالية الجودة بالتمور”. مُشيراً إلى أن “أعداد النخيل تقدر بأكثر من 22 مليون نخلة”، معتبراً ذلك “نقلةً نوعية”، بحسب وكالة الأنباء العراقية. في غضون ذلك، أكّد الخزاعي أن “زراعة النخيل في تزايد وتقدم كبيرين، من أجل إعادة العراق إلى وضعه الطبيعي، كأبرز بلد يتميز بأعداد النخيل الكبيرة”. موضّحاً أن “التمور العراقية تحمل الكثير من الصفات التي تميزها عن غيرها من الأنواع المزروعة في باقي البلدان، لهذا جميع الدول تفضل التمور العراقية”. وكانت وزارة الزراعة، أكدت في وقت سابق، أن خطة البستنة لعام 2023 تشمل زراعة الزيتون والنخيل، إضافة إلى المساهمة في تشجير وزراعة مؤسسات الدولة، ودعم المزارعين وزيادة محاصيل الخضر.