فيينا / الأحد 06 . 04 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
رسل جمال*
بعيدا عن السياسة قريبا من الطبيعة الفطرية الانسانية للرجل (الذكورية) وطبيعة المرأة (الأنثوية) ،وفي ظل الصراع والتسابق نحو التطور والحداثة، نجد ان هناك خلط في فهم الانوثة والذكورة معا، اذ اصبحت عمليات التجميل والتغيير هي السمة الغالبة لمعظم النساء، وهي على الاغلب عمليات تشويه اكثر من كونها عمليات تجديد للمظهر، والدليل التشوه الذي تتركه تلك العمليات على وجوه بعض النسوة، والتي تجعل منهن وجوه اقرب للرسوم الكاريكاتورية من الوجوه الانسانية الحقيقية، في محاولة لابراز المفاتن بطريقة مبالغ بها، فتنقلب الصورة الى منظر بشع مثير للشفقة في كثير من الاحيان.
وقد يتبادر للذهن ان هوس النساء باجراء عمليات التجميل، وتحمل تبعاتها ،بل و حتى الاقدام والاصرار على اجراء العمليات الخطرة منها والتي قد تكلف بعض النساء حياتهن ، ما هي الا اداة واضحة لجذب انظار الطرف الاخر واستعراض فاضح للاجسام بشكل مبالغ به، بل والانكى من ذلك جعل من وجوه النساء نسخ مكررة بشكل ممل وبشع وجعل من الامر اشبه بالعدوى بين النساء، واصبح التجميل (التشويه) هو السمة الغالبة في تقييم الجمال الخارجي لهذا الجيل وهو انحدار وتشويه للذوق العام بشكل كارثي.
وهو امر خلاف الفطرة الطبيعية، لان الانثى في الطبيعة لا تتكبد العناء من اجل الاعلان عن انوثتها، بل العكس الذكر هو من يقوم بالرقص والاستعراض والمبادرة، لاستمالة الانثى لعله ينال اعجابها ، ان الفهم الخاطئ للانوثة هو من جعل بعض النسوة يتسابقن على عيادات التجميل لابراز معالم اجسادهن اعتقادآ منهن انهن بذلك التصرف سيصبحن اكثر انوثة وجمالا، وهذا ما جعل نساء هذا العصر نسخ مكررة، ولان الشكل الطبيعي اصبح شيء غريب وليس العكس، واصبحت هناك حالة امتعاض جماعية لدى معشر الرجال من هكذا وجوه لا ترى منها سوى شفاه منفوخة وذقون مدببه وحواجب مرفوعة في حالة صدمة دائمة، او نظرة غضب مستمرة!
وبعيدًا عن الجدل الدائر في فوضى هذا العالم ، يبقى الإنسان في جوهره كائنًا فطريًا، يحمل في تكوينه صفات متجذرة في أعماقه، تتشكل منذ ولادته، بل ربما منذ لحظة تكوينه الأولى، ومن هنا، قد تنجح النسوة اللواتي يلجئن للتجميل المبالغ به من اجل جذب الانظار، لكن لا يمكن الاعتقاد انهن سينلن الاعجاب، بل اصبح التوجه الحالي هو البحث عن الوجوه الطبيعية المريحة للنظر والتي لا يشوبها التلوث البصري وهو الامر الطبيعي !
وفي الختام وقبل السلام ومن زاوية الفطرة، لا من منظور النسخ ، نكتشف سرًا عظيمًا أن اختلافنا ليس لعنة، بل نعمة وأن الاشجار في الطبيعة يكمن جمالها في اختلافها وفي التواء وانحناء اغصناها ، اذ لا توجد شجرة طبيعية اغصانها تمتد بشكل مستقيم بالمسطرة، هكذا هي الطبيعة طبيعية، وعلينا فهم هذا الاختلاف قبولًا واحتضانًا، لتتحقق إنسانيتنا بأبهى صورها.
*سكرتير تحرير ” جريدة السيمر الاخبارية ”
www.saymar.org
alsaymarnews@gmail.com
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات