فيينا / الثلاثاء 20. 05 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
في الوقت الذي تُسلط فيه الأضواء على تحركات القادة وزياراتهم الخارجية كبوابة للشفافية والدبلوماسية، تثير زيارات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني المتكررة والسرّية إلى المملكة العربية السعودية تساؤلات كبيرة.
فما سر هذه الزيارات التي لا تُعلن مسبقاً، وتتم غالباً في جنح الليل، دون مراسم بروتوكولية؟ ولماذا تُعقد اللقاءات في “خيمة” وليس في قصور أو صالات رسمية كما هو معتاد؟ الأهم: لماذا لا يتم تسريب صور أو فيديوهات عنها، بخلاف زياراته إلى دول أخرى كقطر؟
التحركات الليلية.. ما الذي يدعو للتكتم؟
رُصدت طائرة رئيس الوزراء السوداني في أكثر من مناسبة وهي تقلع من بغداد بعد منتصف الليل باتجاه المملكة العربية السعودية، خصوصاً إلى مدينة نيوم أو الرياض، من دون إعلان رسمي أو جدول أعمال واضح. هذا النمط غير المعتاد يعكس طابعًا غير بروتوكولي للزيارة، في تناقض صارخ مع زياراته المعلنة لدول الخليج الأخرى، والتي عادةً ما تترافق بتغطية إعلامية مكثفة وصور تنشرها وسائل الإعلام الرسمية.
الخيمة بدلاً من القصر ..رمزية أم انعزال؟
مصادر مطلعة أشارت إلى أن لقاءات السوداني في السعودية غالباً ما تُعقد داخل “خيمة” وليس في قصور رسمية أو أماكن دبلوماسية معروفة، وهو ما يفتح باباً من التفسيرات:
الرسائل الرمزية : ربما تُراد من الخيمة إشارة إلى البساطة أو الطابع القبلي العربي، لكنها في السياق السياسي العراقي، قد تعني إضعافاً لمكانة العراق أو تقليلاً من حجم التمثيل الرسمي.
الطابع الأمني: من المحتمل أن تكون هناك ملفات أمنية أو استخباراتية تُناقش بعيداً عن أعين الصحافة والدوائر الدبلوماسية.
طابع شخصي – غير رسمي.. يرجح البعض أن بعض هذه اللقاءات لا تُعقد بصفته الرسمية كرئيس وزراء، بل تحمل طابعاً خاصاً أو ترتيبات خلف الستار تتعلق بتفاهمات داخلية أو إقليمية.
لماذا لا تُنشر الصور؟
تتناقض هذه الزيارات مع زيارة السوداني إلى قطر مثلاً، حيث ظهر في لقاءات رسمية واضحة مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والتُقطت الصور الرسمية وتم تداولها في الإعلام القطري والعراقي على حد سواء.
عدم وجود أي صورة لزيارات السعودية يطرح علامات استفهام .. هل هناك اتفاق على إبقاء اللقاءات طي الكتمان؟ هل محتوى الزيارة يُعد من الملفات “الرمادية” التي لا تُراد لها العلنية؟ أم أن الطرف السعودي لا يريد أن يظهر لقاءات علنية بقيادة عراقية ذات ارتباطات بجهات لا تحظى بترحيب واسع في الخليج؟
العراق والسعودية.. حوار مصالح أم تبادل أوراق؟
تأتي هذه الزيارات في سياق إقليمي مشحون، حيث تلعب السعودية دورًا متزايدًا في إدارة ملفات المنطقة، في ظل تقارب نسبي مع طهران وتراجع النفوذ الأمريكي المباشر.
العراق، من جهته، يجد نفسه محصوراً بين ضغوط داخلية وإقليمية، فهل يحاول السوداني أن يوازن بين ولاءات داخلية للكتل السياسية وقوى خارجية متضادة.
السؤال الجوهري: هل يتحرك السوداني مستقلاً كرئيس وزراء لدولة ذات سيادة، أم كحلقة وصل في تفاهمات لا يُراد لها الظهور؟.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات