السيمر / الجمعة 25 . 11 . 2016 — تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى عملية تحرير الموصل، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أرسلت أفضل فرقة مشاة لديها لتحرير المدينة. وتشكيلات الحشد الشعبي تستعد لقطع الطريق بين الموصل وسوريا.
جاء في مقال الصحيفة:
وصلت إلى العراق فرقة المشاة الأولى في القوات المسلحة الأمريكية المعروفة باسم “واحدة حمراء كبيرة – Big Red One”، للمشاركة في عملية تحرير مدينة الموصل. وهذه الفرقة مجهزة بالدبابات والمدافع ذاتية الحركة
رسميا، أعلن عن وجود 500 فرد من أفراد هذه الفرقة في منطقة العمليات. بيد أن صور المنطقة تشهد على أن دبابات ومدافع هذه الفرقة تشترك جنبا إلى جنب مع أفراد فرقة الاقتحام الجوي 101
وقد صرح مصدر في مكتب قيادة عملية تحرير الموصل لـ “إيزفيستيا” بأن حوالي 500 عسكري من مقر الفرقة المذكورة قد وصلوا إلى العراق، حيث سيشاركون في قيادة العمليات البرية، ويقدمون الدعم اللازم للقوات العراقية التي تهاجم الموصل.
وقال قائد فرقة المشاة الأولى الجنرال جوزيف مارتن بمناسبة تسلم جنوده الشارات العسكرية المميزة: “سنساهم في تدريب الضباط العراقيين ومسؤولي مكاتب القيادة وضباط ورجال الشرطة الذين يشاركون في عمليات محاربة “داعش” بين نهري دجلة والفرات، التي تضع هدفا رئيسا لها هو تحرير الموصل”.
ومع ذلك، يبين شريط الفيديو المعروض في الإنترنت أن العاملين في مقر قيادة الفرقة لم يصلوا وحدهم إلى ضواحي الموصل، بل وأيضا وحدات بطاريات مدفعية الفرقة الأولى مع مدافع ذاتية الحركة من طراز M109 Paladin، وهي تساهم في قصف مواقع “داعش” بكثافة. كما شوهدت في قاعدة القيارة دبابات من نوع “أبرامس” عليها العلامات المميزة للفرقة الأولى.
هذا، وقد شكلت فرقة المشاة الأولى، التي منحت اسم “Big Red One ” بسبب رقم “1” الأحمر الكبير المرسوم على شعارها، عام 1917 وشاركت في كل النزاعات المسلحة التي كانت الولايات المتحدة طرفا فيها. وتضم هذه الفرقة حاليا لوائي مدرعات ولواء مدفعية ولواء طائرات عسكرية. ويبلغ تعداد الفرقة زهاء 18 ألف عسكري يستخدمون أكثر من ألف قطعة من الأسلحة والآليات العسكرية والمعدات الخاصة، ومن بينها دبابات “إم-1 أبرامس” وناقلات الجنود القتالية “إم-2 برادلي” ومروحيات “AH-64″ و”UH-60″ و”CH-47”.
يقول رئيس وكالة “السياسة الخارجية”، مدير برامج منتدى “فالداي” الدولي للحوار، أندريه سوشينتسوف إن استبعاد المشاركة النشطة للقوات الأمريكية في تحرير الموصل غير ممكن. لأن وجود هذه المجموعة الكبيرة يشير إلى أن البنتاغون غير مقتنع بالقدرات الحربية للقوات العراقية. لأنها تتصرف كالهواة، وعندما تواجه أول مقاومة منظمة توقف هجومها.
وبحسب رأيه، عاجلا أم آجلا سيكون هناك وضع تجبر فيه القوات الأمريكية على التدخل، لأن مصير العراق مرتبط بنتائج معركة الموصل.
وأضاف سوشينتسوف أن الأمريكيين حاليا يضطرون إلى الاختيار بين عدة قرارات سيئة: إما السماح للعراقيين بتحويل المعركة إلى حمام دم، أو تحرير الموصل بقوتهم تدريجيا. ولكن الرأي العام الأمريكي ينظر إلى الحرب في العراق كمسألة سيئة، وإدارة أوباما تحاول قدر الإمكان تقليل الاهتمام بها. لذلك، فإن هذه القوات سوف تتجنب المشاركة في المعارك، لأن الأمريكيين يتذكرون تجربة الفلوجة التي تميزت بسقوط أكبر عدد من الضحايا خلال هذه الحرب.
إلى ذلك، تفيد وسائل الإعلام بأن الموصل محاصرة من ثلاث جهات – من الشمال والشرق والجنوب، وأن القوات العراقية تحقق النجاح في الاتجاه الشرقي، حيث تمكنت القوات الخاصة من السيطرة على ضواحي المدينة، ولكنها توقفت عن التقدم بسبب القناصين والسيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون.
الحشد الشعبي يستعد لقطع الطريق بين الموصل وسوريا
على صعيد آخر، تستعد تشكيلات “الحشد الشعبي” خلال الأيام المقبلة لقطع الطريق الذي يستخدمه “داعش” للتنقل بين الموصل وسوريا. والحديث يدور عن الطريق الرابط بين الموصل ومدينة تلعفر، حيث سيسمح نجاح هذه العملية بوقف وصول الإمدادات إلى الإرهابيين، ويساعد على تقدم القوات العراقية نحو الموصل وتشكيل رأس حربة للعمليات اللاحقة.
يقول ممثل “الحشد الشعبي” كريم النوري لـ “إيزفيستيا”، إن “الحشد الشعبي” الذي أسس عام 2014، وأصبح جزءا من الجيش العراقي في شهر يوليو/تموز الماضي، سيقوم خلال الأيام المقبلة بعملية واسعة النطاق بهدف السيطرة على الطريق الذي يستخدمه الإرهابيون للهروب إلى سوريا، وبذلك يكمل الطوق حول المدينة.
ويضيف إن “قواتنا حاليا ترابط في مطار تلعفر الذي يبعد نحو 60 كلم غرب الموصل. والطريق المذكورة تحت مرمى أسلحتنا. ولكننا خلال الأيام المقبلة سنقوم بعملية واسعة لفرض سيطرتنا عليها تماما. أي سنفصل الموصل عن تلعفر والرقة، ونمنع وصول الإمدادات إلى الارهابيين وهروبهم إلى سوريا، وبتعبير آخر سيكتمل الطوق حول الموصل”.
ويقول مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية والأمن معتز محيي عبد الحميد إن سيطرة “الحشد الشعبي” على هذا الطريق ستكون خطوة كبيرة في عملية تحرير الموصل. لأن هذا الطريق ذو أهمية من الناحية الاستراتيجية، وإن السيطرة عليه تمنع تنقل الإرهابيين بين الموصل وسوريا. والحديث يدور عن السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون؛ حيث إن غالبيتها تأتي من سوريا. ذلك، إضافة إلى أن السيطرة على الطريق ستشكل نقطة انطلاق لتحرير مدينة تلعفر وفرض السيطرة على الحدود العراقية–السورية.
روسيا اليوم