السيمر / الاحد 11 . 12 . 2016 — لم يتوقع نائب رئيس الجمهورية العائد الى منصبه مؤخراً، نوري المالكي، ان تثير جولته في المحافظات الجنوبية، وهي جولات دائماً ما كان يقوم بها في هذه المحافظات أو غيرها، كل هذا الصخب، والضجة، لتؤدي في النهاية الى ملاحقته، والهتاف ضده وضد من رحب به.
عراب حزب الدعوة، وائتلاف دولة القانون، الذي كان قد اعتاد على مظاهرات مساندة له، وخصوصاً في السنوات التي قضيها بمنصب رئيس مجلس الوزراء، وجد الآلاف من أهالي الجنوب يلومونه على حادثة سبايكر، وضياع الموصل، وفقدان المليارات من الأموال العراقية، ليدخل بين خيارين أحلاهما مرّ، بشأن القبول بالموقف وتمشية الجولة، أو الغائها تماماً.
ففي ذي قار، والتي كانت انطلاقة الجولة، خرج المئات من المتظاهرين الرافضين لزيارة المالكي، في ساحات الناصرية، مركز المحافظة، حاملين شعارات تندد بالزيارة وتدعوه الى الاستقالة من منصبه.
ونظم العشرات من المواطنين في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، مساء الخميس، وقفة احتجاجية رافضة لزيارة نوري المالكي للمحافظة ولقاءه مع عدد من المسؤولين وقيادات كوادر حزب الدعوة.
ورفع المتظاهرون اثناء وقفتهم الاحتجاجية لافتات تعبر عن عدم ترحيبهم بزيارة المالكي، والذي كان قد زار المدينة بغرض عقد اجتماع مع عدد من وجهاء المحافظة، وشيوخ عشائرها.
ونقلت وسائل اعلام محلية عن مصادر لم تسمها، إن منظمي التظاهرات في ذي قار قد تم اعتقال عدد منهم.
ومن ذي قار، توجه المالكي مباشرة الى محافظة ميسان، المدينة المعروفة بتوجهها لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وما يصب بهذا الاتجاه بين الصدر والمالكي، ليلقى الأخير معارضة أشد من موقف ذي قار، بعد ان حاصر المتظاهرون الفندق الذي يقيم به المالكي.
وواصل المتظاهرون وقوفهم أمام الفندق حتى ساعات متأخرة من مساء أمس السبت، ليجبروا المالكي على الغاء فعاليات الزيارة، وسط انباء عن قصف الفندق بقذيفة هاون، بحسب ما ذكرت قناة NTR عربي.
أما المحطة الأخيرة للمالكي، فقد كانت في البصرة، 350 كم اقصى الجنوب، والتي مثلت لحظة خروج المالكي عن صمته خلال المحافظتين السابقتين، ليهدد حينها المتظاهرين بـ “صولة فرسان جديدة”، كناية عن كون التظاهرات قد يقف ورائها التيار الصدري.
وفي البصرة، تمكن المالكي من عقد مؤتمره الذي جمعه بشيوخ العشائر، لكن المتظاهرين اقتحموا القاعة التي أقيم فيها المؤتمر، على الرغم من الاحترازات الأمنية التي شهدتها المحافظة، في موقف متوقع.
وانتشرت صور المتظاهرين من داخل القاعة، بعد مغادرة المالكي، بالإضافة الى مقاطع فيديو، شوهد خلالها المتظاهرون وهم يوجهون الكلمات المهينة لعدد من الشيوخ، متهمين إياهم بـ “التملق” لنائب رئيس الجمهورية.
وتطوّر الموقف في البصرة أكثر بعد ان دخل القيادي في حزب الدعوة عامر الخزاعي، دائرة الضوء، واشتباك حمايته مع المتظاهرين، في حادثة أدت الى إصابة أحد المتظاهرين.
وعقب الحادثة، قام مسلحون مجهولون بإطلاق النار على منزل الخزاعي الواقع في دور النفط ضمن مركز المحافظة ولم يسفر إطلاق النار عن أي إصابات.
وبدوره، عبر حزب الدعوة عن رفضه للطريقة التي عوملت بها زيارة المالكي لمحافظة البصرة، واصفاً المتظاهرين بالخارجين عن القانون.
وقال الحزب في بيان نشرته وسائل اعلام محلية، ان “الذين تظاهروا في البصرة ضد الأمين العام للحزب نوري المالكي هم نفر قليل من الخارجين عن القانون الذين أنهى المالكي جرائمهم في صولة الفرسان وهم يتبعون إلى كتلة سياسية معروفة بالشغب”.
وأوضح، ان “هؤلاء الخارجين عن القانون سيواجهون صولة فرسان اخرى بإذن الله تعالى دفاعاً عن البصرة الفيحاء وأهلها الطيبين الذين سيدافعون عن مدينتهم ويحموها من المجرمين”.
ويرى مراقبون ان اتهام المالكي للمتظاهرين قد يجره الى تجدد الخلافات بينه وبين الصدر، خصوصاً وإن تسمية “صولة الفرسان” هي التسمية الرسمية التي أطلقت على الحملة التي شنها المالكي على اتباع التيار الصدري في البصرة والمحافظات الجنوبية في العام 2007، ما يؤدي ضمناً الى اتهام الصدرين بتأجيج التظاهرات ضده.
وان نيوز