السيمر / الخميس 12 . 01 . 2017
سولاقا بولص يوسف
الفساد في العراق بكل اشكاله وبهذا المستوى اللامعقول هوالسبب الرئيسي والاساسي لما وصل اليه البلد ولولاه لما كان هناك ارهاب ولا داعش . غالبية الذين يتصدرون المشهد الاداري للبلد لم يكونوا بهذه الدرجة من الفساد قبل سقوط نظام البعث في 2003 .والكثير منهم كانوا مناضلين وطنيين ضحوا بالغالي والنفيس وبمصلحتهم الشخصية في سبيل خلاص الشعب العراقي من اسوا نظام طغموي قمعي شريروفاسد في تاريخ العراق بل ربما في تاريخ البشرية.لانه كرس كل رواسب ومخلفات التخلف والظلم والجور لنظام السلاطين العثمانيين في المجتمع .الحكم العثماني الذي حكم العراق مدة 400 سنة كامتداد للخلافة الاسلامية كما كان يدعي شوه حضارة العراق وثقافة شعبه وبدلا من ان يقوم حزب البعث ببناء ثقافة جديدة تنم عن الديمقراطية وحقوق الانسان قام بتكريس ثقافة الحديد والنار والقمع والارهاب والغاء الاخر والبطش بالمعارضة مهما كانت ايجابية باساليب شيطانية فاقت النظام الملكي ناهيك عن النظام العثماني الى ان اصبح المواطن العراقي ارخص انسان في العالم .والجريمة الكبرى لحزب البعث انه اغتال ثورة 14 تموز وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم التي كانت ستنقل المجتمع لثقافة الديمقراطية والعدالة والمساوات وكل ما يطمح اليه الشعب من عز وازدهار.فبدا دمار العراق على يد حزب البعث منذ ذلك اليوم والى الان وختموا جرائمهم بالتحالف مع الارهاب وجلب داعش.
خطاء قوى المعارضة لنظام صدام القاتل كان تصميمهم للخلاص من نظام صدام باي ثمن وباسرع وقت فكان اتكالهم على الامريكان وانجرارهم مع املاءات الامريكان قبل اتفاقهم على منهاج وطني وبرنامج عمل فيما بينهم لما بعد سقوط نظام صدام . بالرغم من ان نظام صدام لم يترك مجالا لاية معارضة مهما كانت الا وقمعها بكل وحشية وحتى الذي حلم في منامه بان انقلابا قد حدث وتكلم بذلك لاصدقائه حقق معه وعوقب على هكذا حلم, الا ان النظام كان منخورا من الداخل ولا يتطلب اسقاطه غن طريق الغزو الامريكي وانما بعملية اغتيال صدام اوصدام وابنه قصي فينهار النظام وحتى وان استمرحزب البعث الذي حوله صدام الى حارس له في الحكم فلن يطول الا اشهر. وندرج مثال واحد من مئات الامثلة على ان نظام صدام لم يكن بالقوة والمنعة التي تصورها قادة المعارضة وكما يبدو ظاهريا وانما فرض هيبته على الشعب بالقمع الوحشي والقتل بالجملة وبشروره وحروبه العبثية ولم يكن لصدام اية هيبة لدى عائلته واهله والدليل ان حسين كامل كان جندي اول في حماية صدام فرفعه الى فريق ركن وسلمه ثلاث وزارات وزوجه ابنته رغد ومن ثم هرب حسين كامل مع رغد ومع نسيبه عزالدين المجيد ومع مئات الملايين من الدولارات الى الاردن . تولي الامريكان امور البلد خلال السنتين الاولى بعد سقوط نظام صدام وتاسيسهم لنظام المحاصصة وتفليشهم لنظام الدولة بحل الجيش والشرطة والامن وتشجيع النهب والسلب والارهاب والفسادالذي اسس له النظام السابق بحجة الفوضى الخلاقة كلها ببداية خاظئة وتحت بصر وسمع سياسيينا ومشاركنهم كاتكاليين على الامريكان والمنافسة فيما بينهم على الحظوة لدى الامريكان للحصول على المغانم والمكاسب الشخصية والفئوية باعتبار كل الصلاحيات والمسؤوليات بعاتق الامريكان.وبما ان المستر بريمر كحاكم العراق وممثل سلطات الاحتلال شجع سياسيينا في مجلس الحكم على الفساد والمنافسة على المغانم وعلى توزيع كعكة العراق فيما بينهم كمحاصصة طائفية واثنية فوقع الجميع في فخ الفساد الا ما ندرباعتبار ان الشعب العراقي متعود على استغلال النفوذ للمصلحة الشخصية كما رباه حكم البعث مدة 35 عاما مما افسد اجهزة الدولة واكثرية الشعب فيتقبل المواطنون كل ممارسات حزب البعث الفاسدة التي سار عليها الامريكان وسياسيينا كعرف سائد . والفخ الاول كان منذ اليوم الاول لسقوط نظام صدام هو التزاحم والمنافسة على الاستيلاء على قصور وممتلكات راس النظام واعوانه كونها تستحق النهب وهم اولى بها مثلما فعل بسطاء الناس ممن لا يملكون دارا للسكن فتجاوزوا غلى املاك الدولة وغيرها من اعمال النهب والسلب باعتبارها من ممتلكات النظام المجرم بحقهم والظالم ,.ليس هذا تبريرا للفاسدين ولكن علينا ان نكون واقعيين ولا نزايد على بعضنا لان الكل في الهوى سوى كما يقال ولا بد ان يفسد كل من يتولى المسؤولية بهكذا جو الا ما ندروعلى الوطني الغيور ان يصحح هذه البداية الخاطئة وينقذ وطنه وشعبه بعد ان وصل الى الحضيض قبل ان يغرق الجميع . وعندما تكون البداية خاطئة فتستمر جميع الامور بهذا المستوى من الفساد الى ان يستفحل وبالرغم من مرور حوالي 14 عاما غلى هذا المستوى اللامعقول من الفساد والنهب المفضوح لكل مقدرات البلد وما وصلت اليه اوضاع الشعب والوطن لم يبادر الفاسدون المتنفذون بتصحيح هذه البداية الخاطئة التي ستادي بهم جميعا عاجلا اواجلا لانه لا بد ان تاتي حكومة تمثل الشعب ولو بالحد الادنى وتسترجع اموال الشعب المنهوبة مهما طال الزمن ,وخاصة وان فسادهم نهب مفضوح لانه بالاضافة لقيامهم بسرقة ارزاق اليتامة والارامل والمرضاء والنازحين فهناك مئات الملايين نهبت بحجة مشاريع ولكنها وهمية على الورق فقط ولم تنفذ بالاضافة الى المتاجرة بارواح الابرياء باستيراد اجهزة كشف متفجرات مزيفة واسلحة فاسدة وسيطرات فاسدة تتواطىء مع الارهاب وصرف رواتب لاعداد هائلة من الوهميين الفضائيين من افراد القوات المسلحة وغيرها.والشعب مسحوق اكثر مما في عهد البعث ولا تخجلون من تلطيف وجه نظام البعث . كل ما يعملونه المسؤولون هو اجتماعات ومبادرات ومؤتمرات مصالحة ومواثيق شرف لاعادة توزيع الكعكة فيما بينهم واعادة تدوير انفسهم والضحك على ذقون الشعب وكان الفساد شيء لا بد منه بالرغم من كونه راس البلاء لكل الازمات والمشاكل. اليس المركز الوظيفي هو تكليف من الشعب لخدمة الشعب لا لاستغلال النفوذ للثراء الفاحش غلى حساب جوع وعوز الشعب ,ولا للتباهي والفخفخة والتعالي على الشعب.ان التسوية الوطنية الحقيقية التي يرضى بها الشعب هي بمراجعة الذات وتصحيح ما بداتم به من فساد مفضوح منذ 2003 ان كنتم صادقين. لتستردوا سمعتكم وثقة الشعب بكم التي لا تقدر بثمن. مشروع التسوية الوطنية الذي تبنته كتلة الاتحاد الوطني بزعامة السيد عمار الحكيم شيء ايجابي نظريا ولكن لن ياتي اكله لا للشعب ولا للسيد عمار الذي يطمح من ورائه ان تكون رئاسة الوزراء تحت عباءته ان لم يكن مقرونا بخطوات عملية لمراجعة النفس والاعتراف بالخطا والخطيئة تجاه الشعب والوطن. واتمنى لو قام السيد عمار الحكيم بذلك وان يكون اول المبادرين لانه يستحق ان يكون له الحظوة الاكبر لدى الشعب كرمز ديني بما يحمل من الحكمة والذكاء والمقدرة الخطابية المتميزة ليكون مثلا يحتذى وقدوة حسنة. محاربة الفساد تبدا بالتخلي عن كل مظاهر الفخامة والفخفخة والامتيازات بالتواضع والنزول لمستوى الشعب عندها لا تحتاجون الى تسوية وطنية لان الحكومة التي تكسب ثقة اكثرية الشعب لا تبالي للقلة من المعارضين الذين يستفلسون تباعا كلما كان اداء الحكومة جيدا لا تشوبه شائبة. لولم يركز المسؤولون منذ اليوم الاول على مصالحهم الشخصية والمنافسة فيما بينهم على الحضوة الاكبر لدى الامريكان وما يحصلونه من مكاسب شخصية وفئوية وتخلوا عن مصلحة الشعب والوطن لما وصل الحال لما هو عليه .لو ركز المسؤولون منذ اليوم الاول على خدمة شعبهم ووطنهم والمنافسة فيما بينهم على كسب ثقة الشعب والانطلاق من مصلحة الشعب والوطن في كل تصرفاتهم وممارساتهم وعملوا على بناء دولة مؤسسات وقانون ولا باس ان يكون فيها الفساد بالمستوى المعقول كبقية الدول وليس دولة مبنية على الفساد بمستوى لا معقول وتوزيع الكعكة والمغانم لكان الكل مرتاحين والبلد بتقدم مضطرد ومثل يحتذى في المنطقة .الشعب الذي عان ما عان من الويلات من حكم البعث طيلة عقود كان يتوقع منكم احترام تضحياته وتضياتكم وشهدائه وشهدائكم فتاتون لنجدته من الظلم والجور بكل تواضع تنزلون لمستوى شعبكم بدون القاب المعالي والفخامة والابراج العاجية والقصور كل همكم وغمكم خدمة شعبكم ووطنكم بكل تفاني واخلاص فتغيرون ثقافتكم وثقافة المجتمع من ثقافة حزب وحكم البعث الى ثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة والمساوات بنظام حضاري متطور. فعندها لا تحتاجون للمصالحة مع المنافسين والخصوم والمعارضين ولا حاجة للتسويات ولا مواثيق شرف لان سندكم شعبكم والاستناد على الشعب ما بعده سند.الشعب يريد منهاج وطني يجتمع غليه جميع المخلصين الوطنيين وليس تسويات بين الفاسدين بعيدا غن الشعب لتكريس الفساد. ازمة الحكم في العراق ليست بقلة الخبرة والدراية والكفاءة بقدر ما هي في الاخلاص بالواجب والذوق السليم . عليكم تصحيح غلطتكم والتخلي عن المكابرة ليغفر لكم شعبكم الطيب وربكم وتتمثلون بالامام علي وبالشهيد عبد الكريم قاسم وتتخلون عن قصوركم وثرواتكم الحرام فعندها ستعيشون مرتاحي الضمير و بسعادة محبة شعبكم وتقديره واحترامه مدى الحياة.