فيينا / الأحد 15. 06 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
في ظل تصاعد وتيرة المواجهة المفتوحة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، دخلت المنطقة مرحلة جديدة من التوتر غير المسبوق، حيث بات الرد العسكري الإيراني لا يُقرأ كمجرد إجراء انتقامي، بل كجزء من استراتيجية مدروسة لتغيير قواعد الاشتباك وكسر ميزان التفوق العسكري الذي طالما تباهت به “تل أبيب”.
الضربات الصاروخية الدقيقة التي طالت أهدافاً إسرائيلية حساسة، وحجم الإرباك الذي سببته لطيران العدو ومنظوماته الدفاعية، تعكس إصراراً إيرانياً على فرض معادلة ردع جديدة، تتجاوز الردود الرمزية إلى عمليات نوعية لها وقع مباشر على البنية الأمنية والعسكرية للاحتلال.
وفي المقابل، يعيش الكيان الصهيوني حالة من الارتباك السياسي والعسكري، ترافقها محاولات للتقليل من حجم الخسائر، وسط تعتيم إعلامي داخلي وتضييق على وسائل الإعلام لكبح تسريبات قد تكشف حجم الانكشاف الأمني الذي تعرضت له إسرائيل لأول مرة بهذا الشكل العلني والمباشر.
* ردّ مدروس
وبخصوص هذه الموضوع, أكد النائب مختار الموسوي، اليوم الاحد، أن استمرار الضربات العسكرية الإيرانية على الكيان الصهيوني يُشير بوضوح إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تحقق بعد جميع الأهداف من ردّها العسكري، ما يعني أن العمليات لن تتوقف في المدى القريب.
وقال الموسوي في تصريح لوكالة / المعلومة /، إن “استمرار القصف الإيراني يؤكد أن طهران لم تصل حتى الآن إلى مستوى الرد المطلوب، وأنها ماضية في عملياتها حتى تحقق غايتها الاستراتيجية من تلك الضربات”، مشيراً إلى أن “طبيعة التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين تحمل رسائل واضحة بأن وقف الهجمات ليس مطروحاً حالياً، ما لم تتحقق النتائج التي تضعها إيران نصب أعينها”.
وأضاف أن “الرد الإيراني لم يأتِ كرد فعل عشوائي، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى فرض معادلة ردع جديدة في المنطقة، وتغيير قواعد الاشتباك مع الكيان الصهيوني”، مشدداً على أن “التصعيد الأخير يعكس تصميماً إيرانياً على إحداث تغيير حقيقي في ميزان الردع وأن أي تهدئة قادمة ستكون مرهونة بتحقيق هذه الأهداف”.
* خسائر صامتة
والى ذلك أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، سمير أبو صالح، الاحد، أن الكيان الصهيوني فقد جزءاً كبيراً من هيبته العسكرية، مشيراً إلى أن الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة كشفت هشاشة منظوماته الدفاعية، بما فيها “القبّة الحديدية” ومنظومات الدفاع الأمريكية المتقدمة التي لم تتمكن من صد الهجمات الإيرانية بشكل كامل.
وقال أبو صالح في تصريح خاص لـ/المعلومة/، إن “عشرات الصواريخ والمسيرات الإيرانية تمكنت من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية والوصول إلى أهداف شديدة الحساسية”، لافتاً إلى أن “الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرضت تعتيماً تاماً على حجم الخسائر الحقيقية التي لحقت بالبنى التحتية والمواقع الحيوية”.
وأضاف أن “الهجمات الإيرانية أصابت منشآت أمنية وعلمية ومراكز أبحاث وتجارب عسكرية، فضلاً عن قصف منشآت لتكرير النفط في ميناء حيفا، إضافة إلى احتراق عدد من مخازن الأمونيا”.
وأشار إلى أن “إسرائيل حاولت التقليل من آثار الضربة الإيرانية عبر التعتيم الإعلامي وشن حملات نفسية، إلا أن المؤشرات القادمة من الداخل تؤكد وقوع خسائر فادحة لم يتم الإفصاح عنها للرأي العام حتى اللحظة”.
ومع استمرار القصف واستبعاد أي تهدئة قريبة، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة إعادة رسم خرائط الردع وتوازنات القوة، حيث لم تعد تل أبيب الطرف الوحيد القادر على المبادرة، بل باتت في موقع دفاعي هش يُراقب الضربات ويخشى القادم.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات