السيمر / الأربعاء 22 . 02 . 2017
معمر حبار / الجزائر
أنا الآن قادم من ندوة أدبية قدمتها الأستاذة والأديبة ربيعة جلطي لعرض آخر رواياتها وبمناسبة إقامة المعرض الوطني الثاني الممتد من 18 فيفري إلى 4 ما س 2017 بـ المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الشلف ، ومما جاء في كلمتها..
زرت دول عربية وغربية وأقسم أن جمال الجزائر لا يضاهيه جمال، والمطلوب أن نتحدث عن هذا الجمال وأن يدفعنا إلى الإبداع. وعلينا أولا أن نسأل أنفسنا لماذا مجتمعنا لا يقرأ؟. والإجابة تكمن في أداء الكاتب الضعيف، لأن الكاتب مطالب أن يحترم القارئ، ومن الاستخفاف لعقل القارئ حشو الكتاب بـ 400 صفحة كان يمكن اختصارها بـ 100 صفحة. فالقارىء كالكاتب له أشغال، وأهل، وأولاد يحتاج للدقة والاختصار، ونقل زبدة الكلام.
وعلى الكاتب أن يكون صادقا أولا مع نفسه ليصدقه القارئ، وأن يعيش هموم القارئ، وأن يكون هو السوق، وهو الدكان، وأن يخالط الناس ليتحدث عن علم وتجربة.
ثم تحدثت عن الجهد المبذول في كتابة الرواية وبأنها تتطلب 12 ساعة يوميا للقراءة والكتابة في نفس الوقت، والإلمام الجيد للشخص والمكان المراد التحدث عنه من كل النواحي. وتقول رغم أنها تدرس في الجامعات الجزائرية منذ 25 سنة إلا أنها لم تدخل عالم الرواية إلا منذ 10 سنوات فقط، لأنه كان لي أولاد أقوم بتربيتهم وهو ما استغرق مني كل الوقت، ما يعني أن الكتابة تحتاج إلى جهد وتفرغ وتركيز أشد يفوق بكثير التركيز الذي تتطلبه القراءة.
تحدثت عن أثر فترة العشرية الحمراء على الجزائر والتي لا يوجد فرد من أفرادها إلا أصيب في عزيز عليه، أما فيما يخصها فقد كانت – حسب ربيعة جلطي – سيارتها أول سيارة تفخخ، ما اضطرها للجوء إلى فرنسا مدة عام واحد رغم أنه كان من المقرر أن تبقى هناك 3سنوات.
تطرقت إلى العلاقة القائمة بين الأدب والأعمال السينمائية، فقالت أن الأدب العالمي الآن السائد هو الأدب المكتوب باللغة الإسبانية لأنه يكتب بلغة عالية المستوى ونابعة من عمق المجتمع، لذلك ظلت تنصح الشباب الجزائري المهتم بعالم السينما إلى الاقتباس من أدباء جزائريين بلغوا العالمية لجودة ما قدموا ونشروا وذكرت أسماء بعينها. وقالت بأن الأديب نجيب محفوظ عرف من خلال الأفلام الرائعة التي كانت بفضل رواياته العالمية العالية الجودة. وعرف نجيب من خلال الأفلام قبل رواياته التي تحصل بفضلها على جائزة نوبل للآداب التي يعود الفضل فيها إلى الأفلام الرائعة التي كانت تجسيدا لأدبه العالي جدا.
وعن الجو الأسري، تقول.. ما زالت الكتب في بيتي تنافس الأكل، والشرب، والملبس، ولا يوجد مكان إلا وبه كتاب. وتحدثت بإعجاب عن المكتبة التي كان يملكها جدها، وتعترف بأنه كان أكثر تنظيما منها. وعن علاقتها بالزوج الأستاذ الروائي أمين الزاوي تقول: بعد أن ينتهي من الرواية أكون أول من يقرأها، وأقدم له نقدا عنيفا جدا، وإعجابا بعيدا عن إعجاب الزوج بزوجه إنما يخص الجانب العلمي الأدبي. وحين أنهي روايتي يكون أول من يقرأها وبدوره يقدم لي نقدا عنيفا جدا، وإعجابا بعيدا عن إعجاب الزوج بزوجه.
وأبدعت الأستاذة حين قالت: أنا لست من الداعين إلى الأدب النسوي، ومن المبالغة المفرطة تكرار مقولة أن المرأة مظلومة مهضومة الحقوق، لأن المرأة هي التي تغرس في الزوج والابن احتقار المرأة. فظلم المرأة المنتشر عبر المجتمعات العربية مرده ـفيما مرده- لثقافة الاستصغار والاحتقار التي تنقلها المرأة لابنها وزوجها عبر الجهل والتخلف، لأني قبل أن أكون أستاذة وأديبة وروائية فأنا أم لأبناء وزوج لرجل إسمه الزاوي.
سئلت عن إمكانية إنضمامها لحزب من الأحزاب، فأجابت ودون تردد بالرفض المطلق، وأنها لم تنضم يوما لحزب بعينه، لأن المثقف مطالب أن يبقى بعيدا عن الأحزاب وليس فوق الأحزاب. وقالت إني أمارس السياسة من خلال كتاباتي.