السيمر / الجمعة 10 . 03 . 2017 — حذَّر مُمثلُ المرجع الدينيِّ السيِّد كمال الحيدريِّ اليوم الجمعة الموافق 10/3/2017 ممَّا أسماها مؤامراتٍ تُحاكُ في الغرف المُظلمة لتقسيم العراق على أساس طائفيٍّ، مُستنكراً بشدَّةٍ اجتماع بعض الشخصيَّات السنيَّة في إسطنبول وتأليف هيأةٍ تنفيذيَّةٍ من10 أعضاء وأخرى إداريَّةٍ من 25 عضواً؛ لتمرير هذا المشروع الذي قال: إنه يُخطَّط له في تركيا والأردن وبدعمٍ من دول الخليج والولايات المُتحدة الأمريكية وإسرائيل.
الشيخُ علي قاسم طالب، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أُقِيْمَت في مسجد الشيخ الوائليِّ بشارع فلسطين في العاصمة بغداد، طالب الجهات المُختصَّة لمحاكمة تلك الشخصيَّات التي تعقد مؤتمراتٍ خارج العراق بتهمة المخابرة مع دولٍ أجنبيَّةٍ خلافاً للأطر القانونيَّة، مُنبِّهاً القوى الشيعيَّة والكرديَّة (المخلصة) إلى رفض هذه المؤتمرات التي تُحاكُ فيها المؤامرات لزعزعة استقرار المناطق المُحرَّرة من قبضة داعش مرَّة أخرى، لافتاً إلى أنَّ أبناء المناطق الغربيَّة من الطائفة السنية الكريمة قد لفظوا تلك الشخصيَّات التي لم تجلب لهم سوى الإرهاب وداعش، ولن تنطلي عليهم ألاعيبهم وهم يثمِّنون تضحيات إخوانهم من أبناءالجنوب لتحريرهم من براثن الإرهاب، مشيراً إلى سعي تلك الشخصيَّات من وراء تلك المؤتمرات للاستحواذ على الأموال التي ستُخصَّصُ لإعمار المناطق الغربيَّة ولا يوجد لديهم مشروعٌ حقيقيٌّ لخدمة أبناء مناطقهم التي خرَّبها الإرهاب الذي جاء به هؤلاء السياسيُّون أنفسهم.
وانتقد قاسم بطء خطوات الحكومة للتصدِّي لمشاكل نقص الخدمات والبطاقة التموينيَّة والقضاء على البطالة وإيجاد فرص عملٍ للخريجين، مُعرباً عن أسفه لتسييس هذه الملفَّات المُهمَّة التي تخدم المواطن وتحريك بعضها عند اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات أو مجلس النوَّاب، مُؤكِّداً أنَّ الفساد الماليَّ والإداريَّ غدا يفعل فعله في جميع الملفَّات، واصفاً السلطة التنفيذيَّة بأنَّها باتت كالكتل السياسيَّة (التي ألَّفتها) لا تعمل إلا للانتخابات، وأنَّها تغاضت عن الوضع الاجتماعيِّ والخدميِّ والاقتصاديِّ الذي قال: إنَّه تحت مستوى الفقر.
وناشد أساتذة الجامعات والتربويِّين والمثقَّفين ورجال الدين والإعلاميِّين للقيام بحملةٍ وطنيَّةٍ كبيرةٍ مُركَّزة للحفاظ على القيم الأخلاقيَّة والدينيَّة والتصدِّي للانحرافات الكبيرة التي وفدت على المجتمع مع تدفُّق وسائل الاتصال الحديثة من فضائيَّات ومواقع تواصلٍ اجتماعيٍّ، لافتاً إلى أنَّ المجتمع العراقيَّ لم يكنْ مهيأً بعد 2003 لاستقبال هذا الكم الهائل من تلك الوسائل، داعياً الشباب إلى الاستخدام الأمثل لتلك الوسائل والإفادة منها في ترويج الثقافة وإزالة الجهل من بين أوساط المجتمع للإسهام في تطوره وازدهاره، مُوصياً الآباء والأمهات لمتابعة أبنائهم وتنشئتهم التنشئة الصحيحة وعدم اللجوء إلى الأساليب الخاطئة في التربية كالضرب والتعنيف، والركون إلى الأساليب المُحبَّبة التي تجذب النشء إلى ما يُراد له من تربيةٍ وتنشئةٍ صالحةٍ ووصايا مفيدةٍ.
وأكمل مُمثِّلُ الحيدريِّ بحوثه عن الإيمان والتقوى واليقين، مُوضحاً أنَّ التقوى من حيث المادة اللغويَّة والاصطلاح والمنازل تختلف كثيراً عن اليقين، مُبيِّناً أنَّ اليقين كالاعتقاد بأصول الدين وضروراته اعتقاداً ثابتاً يطابق الواقع لا تزعزعه الشبهات وهو ذرى الفضائل النفسيَّة وأعزُّ المواهب الإلهيَّة ورمزُ الوعي والكمال وسبيل السعادة في الدارين، مُعرِّجاً على بيان قول الصادق (ع) : ” إنَّ الايمان أفضل من الإسلام وإنَّ اليقين أفضل من الإيمان وما من شيءٍ أعزّ من اليقين، وإنَّ العمل الدائم القليل على يقينٍ أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقينٍ”.
وأشار الشيخ علي قاسم إلى مراتب اليقين ومنازله التي أكَّد أنه أفضل ما يناله الإنسان وأعزُّ ملكةٍ نفسانيَّةٍ، مُوضحاً أنَّ تلك المراتب هي علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، مُنبِّهاً إلى أنَّ النبيَّ إبراهيم (ع) كان من الموقنين وفي دائرة اليقين لكنَّه أراد أن ينتقل من مرتبةٍ في عالم اليقين إلى مرتبة أخرى من اليقين، مُسلطاً الضوء على ذلك عبر تفسير قوله تعالى من سورة البقرة ” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) ” .
وذكر قاسم حقيقة اليقين وآثاره مُوجزاً إياها بالتوكُّل على الله في كلِّ الأعمال والمقاصد، والتسليم لأحكامه (عزَّ وجل) وطاعة من أمر الله بطاعتهم، فضلاً عن الرضا بما أمر الله ونهى في جميع الأحوال والحوادث والظروف الجارية، أمَّا الرابعة فالتفويض الكامل في كلِّ أمرٍ حتى تصبح نفس العبد بلا إرادةٍ مقابل إرادة الله، فتكون حركته وحركة الله وإرادته وفعله وأمره ونهيه واحداً وهي من مراتب القانتين، مُوضحاً أنَّ لليقين حدّاً وحدُّه أن لا تخشى مع الله شيئاً وأن لا ترضي الناس بسخطه (تعالى)، مُحذِّراً من مفسدات اليقين التي ذكر منها الشكوك وغلبة الهوى، فضلاً عن الحرص على الدنيا والتعلق بها والركون اليها وهو ما أشار إليه علي (ع) ” من كثر حرصه قلَّ يقينه”
الرئيسية / الأخبار / محذِّراً من “مؤامراتٍ تُحاكُ لتقسيم العراق” :: مُمثل المرجع الحيدريِّ يطالب بمحاكمة شخصيَّات تعقد مؤتمراتٍ خارج البلد بتهمة المخابرة مع دولٍ أجنبيَّةٍ