الرئيسية / اصدارات جديدة / اللاجئون والاجانب الدنمارك 1850-1980 / الجزء السادس والاخير

اللاجئون والاجانب الدنمارك 1850-1980 / الجزء السادس والاخير

السيمر / الأحد 01 . 04 . 2017

تأليف : هنريك لوند
تقديم : مكارم إبراهيم

1968-1973
معاداة السامية اجبرت الاف اليهود الهرب من وطنهم الام بولنداالى الخارج باتجاه الغرب باعتبار بوبندا دولة اوربية شرقية.
في عام1968 انتشرت معاداة السامية في بولندا لدرجة خطيرة بحيث فجاة اصبح اليهودي بلا عمل ولايحق له دخول الجامعة والمواطن اليهودي وجد نفسه فجاة في الشارع فقد طردت جميع العوائل اليهودية وصودرت املاكهم وطبيعي ان يهرب البقية الباقية منهم من بولندا الى الخارج , ولكن الحكومة البولندية انذاك ارادت ان تظهر للعالم بان اليهود في بولوندا ليسوا مواطنون بولنديون بل هم في الحقيقة صهاينة ويرغبون العيش في اسرائيل وليس بولندا , ولهذا السبب غادروا بولندا . ولقد فرضت عليهم الحكومة انذاك التخلي عن الجنسية البولندية والحصول على فيزا الى اسرائيل قبل المغادرة من بولندا. وبالفعل غادر مايقارب 15,000 الى 20,000 يهودي بين عامي 1969 و1973 فلم يبقى رابين ولا مدارس يهودية في بولندا.
وقد توقعت الحكومة الدنمركية انها سوف تستقبل 200 او 300 يهودي لاجئ ولكن الحقيقة وصل للدنمارك 1500 لاجئ يهودي من بولندا مما اضطر منظمة هيئة مساعدة اللاجئين الدنماركية باستجار فندق الباخرة سانت لورنس المتواجد في منطقة كالفة بود بغوكة واضطرت لارسال البعض الى مدينة ارهوس ومدينة اوذنسة خارج جزيرة شيلاند.
وللعلم فان الحكومة الدنمركية فتحت ذراعيها لاستقبال جميع اليهود الهاربين من بولنداوقد وصل عددهم الى 1600 لاجئ ساعدتهم بتامين سكن لهم ومصروف للجيب 25 كرونة دنمركية يوميا وحصل كل واحد منهم على فيزا واقامة عمل صالحة لمدة سنة وتعلم اللغة الدنمركية مجانا لكل اللاجئين في مدرسة اللغة في منطقة ايسلاندبغوكة وخلال سنتين من قدوم اللاجئين اليهود استطاعت منظمة مساعدة اللاجئين تامين شقق سكنية لاكثر من 300 عائلة في مدينة كوبنهاكن و75 عائلة في مدينة ارهوس وبالاجمالي فان جميع اليهود القادمين من بولندا وعددهم تجاوز بين 2600 و 3000 جميعهم حصل على لجوء سياسي في الفترة 1969 و1973 .
والجدير بالذكر ان فندق الباخرة سانت لورانس يتجاوز طوله 158 متر تم بنائه في كندا عام1928 ويضم 250 كابينة ومطعم ومسرح ومرقص وبار وقد تم بيع هذا الفندق العائم سانت لورانس عام 1975 لاحد شيوخ البترول في الامارات العربية المتحدة .
وكان الفندق العائم هو مكان يسكن فيه اللاجئين بدلا من معسكرات اللجوء القديمة وقبل 15 شهر من عام 1969 كان يوضع اللاجئ اليهودي في سجن فيسترا بسبب عدم توفر مكان كافي لهم .
الكثير من العوائل تسللت الى الدنمارك عبر بواخر الصيد الدنمركية وعندما تصل الى جزيرة بورنهولم الدنماركية يطلبون اللجوء السياسي عند الشرطة والجدير بالاشارة ان الدنمارك كانت تتوقع بانها ستسقبل سنويا مئة لاجئ يهودي ولكن في الحقيقة استقبلت اسبوعيا مئة لاجئ وكان 45 % منهم في عمر مافوق الخمسين ولكن الغالبية منهم خلال شهرين من وجودهم في الدنمارك بدؤا بالعمل مثل عائلة ترومر في عام 1971 وصلت للدنمارك وخلال اربعة اشهر من الوصول فتحوا محلا لملابس الاطفال في شارع نورغاذة في مدينة اوذنسة وبعضهم نجا من المحرقة النازية وهرب من معسكرات الاعتقال النازية كما حدث مع البولندي اليهودي جوزيف سينجر.

1973-1980
لجوء 940 لاجئ من دولة شيلي في امريكا اللاتينية الى الدنمارك بسبب الانقلاب العسكري للجيش في شيلي واستلام الحكم الديكتاتور الجنرال اوغيستو بينوشيه غالبية اللاجئين من شيلي كانوا شبابا او زوجين شباب مع اطفالهم .
ولمعرفة تاريخ هذه المرحلة في الشيلي يرجى العودة الى الويكيبيديا لمعرفة تفاصيل الانقلاب العسكري على الحاكم الاشتراكي سلفادورالذي انتخبه الشعب ديمقراطيا عام 1970 وكان سلفادور ضد الراسمالية الامريكية ولهذا لم يعجب امريكا تواجده في الحكم ولهذا ساعدت امريكا على الانقلاب العسكري ضده وجاءت امريكا بالجنرال الديكتاتور اوغيستو بينوشيه الذي حارب كل معارضيه وقتل وسجن ونفى اعداد كبيرة من السياسيين المعارضين له في شيلي وقد هرب مليون شخص وطلب اللجوء السياسي في دول اخرى وقد وصل للدنمارك 940 لاجئ سياسي وكانوا بوضع نفسي صعب للغاية كالاصابة بالصدمات النفسية التراوما بسبب التعذيب الجسدي والنفسي في سجون الاعتقال الديكتاتوري وللاسف الشديد لم يحصل اللاجئ السياسي الشيلي على الرعاية الطبية الصحيحة نفسيا كما هو مفروض من قبل منظمة مساعدة اللاجئين الدنماركية وغالبية اللاجئين استمر في نضاله اثناء الاقامة في الدنمارك ضد الفاشية الديكتاتورية في الوطن الام الشيلي والمطالبة بمعرفة مصير الاشخاص الذين اختفوا في شيلي رغم بعد المسافة وسلطوا الضوء في الاعلام الدنمركي على الاضطهاد السياسي الديكتاتوري ومعاناة الشعب الشيلي ونظموا النقابات اليسارية بالتعاون مع النقابات اليسارية الدنمركية التي تدعم الشعب الشيلي في مظاهراته ضد فاشية الديكتاتور بينوشيه وقد ساهم اللاجئين في تاسيس فرقة موسيقية اسمها افارا التي ساهمت مع فرقة مسرحية بتنظيم اول مهرجان ثقافي امريكي لاتيني في كوبنهاكن عام 1980.

1975-1980
ضحايا الحرب في فيتنام وصلوا للدنمارك!
منذ عام 1960 كان الناس في جميع بقاع العالم يتابعون على التلفاز الحرب في فيتنام ومشاهدة الضحايا من الشعب الفيتنامي وهم يحترقون وهم احياء بقنابل وصواريخ امريكا . بحيث اجبرت المنظمة الانسانية تيير ديس هوميس على جلب الاطفال من جنوب فيتنام الى الدنمارك وعلى اساس عودتهم الى فيتنام عندما يتعافون ويشفون من اعاقاتهم وجراحهم ولكن لم يعودوا ابدا !!!
بعد سبع سنوات حرب في فيتنام سحبت القوات الامريكية جيوشها مع تقدم الشيوعيون مما سبب هروب العديد من جنوب فيتنام والهرب عبر البحر الصيني في قوارب الصيد الضعيفة وغرقهم في البحر ولا احد يعلم كم عدد الغرقى في البحرالصيني الجنوبي ولكن البعض انقذ من الغرق من السفن العابرة في البحر الصيني الجنوبي مثلا سفينة كلارا ميرسك انقذت 4500 مواطن فيتنامي من الغرق في ايار 1975 وقد وزع الضحايا على الدول المجاورة للبحر الصيني مثل ماليزيا وتايلاند لانه فيما بعد سيتم ارسالهم الى الولايات المتحدة الامريكية واستراليا واوربا الغربية .
اما في ما يخص الدنمارك فقد حصل السيد هيننغ بيكيرس رئيس المنظمة الانسانية تيير ديس هوميس حصل على ترخيص بجلب 240 طفل فيتنامي للدنمارك بين سن 3 و12 سنة في ابريل 1975 ولكن قبل ان يحصل الاطفال على الاقامة في الدنمارك احتدمت خلافات بين السيد هيننغ بيكيرس والحكومة الدنماركية وعند وصول الاطفال الى مطار البورغ في جزيرة يولاند تم نقلهم مباشرة الى جزيرة ليفو ليسكنوا هناك واعتبرت جزيرة ليفة مشروع ومؤسسة ليفو للاطفال الفيتناميين وكان السيد هيينغ يرسل الملابس للاطفال في مدينة سايغون للوقاية من برد الشتاء وكان يصطحب الاطفال شخصيا من فيتنام الى الدنمارك وعلى كل حال استقبل الدنمارك اجمالا 7.646 لاجئ فيتنامي واعتبر حينها اكبر مجموعة لاجئين في الدنمارك .
ومع اشتداد ازمة الحرب الفيتنامية عام 1968 نجحت منظمة تيير ديس هوميس ان تجلب 36 طفل جريح من فيتنام للعلاج في مستشفيات الدنمارك غالبيتهم كانوا يعانون من حروق القنابل او الشلل بسبب انفجار قنابل الرمانات المزروعة في الطرقات
بالنسبة للاطفال 240 في جزيرة ليفو كان المتفق ان يعود الاطفال الى جنوب فيتنام عند حلول الوقت المناسب اي مع توقف الحرب في فيتنام يجب عودة الاطفال فورا وغالبية الاطفال الذين جلبهم السيد هيننغ بيكيرس هم اطفال مشردين من الشوارع والجبال في سايغون فيتنام وكان السؤال دوما الى متى يبقى هؤلاء الاطفال في الدنمارك ومن سيتولى مسؤوليتهم .
في الصفحة 380 نشاهد صورة طفل فيتنامي يشده الشرطي لانه قرر العيش مع السيد هيننغ بيكير الذي فرضت عليه الشرطة عقابا وهو المنع من الاقتراب من الاطفال او الاتصال بهم واخذ الاطفال بعيدا عن السيد هيننغ بينما نراهم يبكون وبعد فترة قصيرة علم الاطفال من وزيرة الضمان الاجتماعي السيدة ايفا جريدال بان الاطفال يمكنهم البقاء في الدنمارك وبعدها تم تقسيم الاطفال الى اربعة مجموعات صغيرة وتوزيعهم على اربعة مناطق في الدنمارك مجموعة في منطقة ديانالوند والاخرى في منطقة سلايلسة وسكيلسكور ومنطقة هاسليو.
في الصفحة رقم390 نشاهد نائب السكرتير العام للصليب الاحمر الدنمركي السيد هولجر رييدز فوندر وهو يستقبل الاطفال اللاجئين من فيتنام في مطاركاستروب الدنمركي في العاصمة كوبنهاكن في سبتمبر ايلول1979. ومن اجل استيعاب العدد الهائل من اللاجئين تم تاسيس العديد من المعسكرات في كل ارجاء الدنمارك في محافظة فايلى , اوبنرو , هاذرسلو ,هورسن ومدية فريدريكهاون الواقعة في شمال جزيرة يولاند !
وفي عام 1975 وبعد استلام الشيوعيين زمام الحكم في فيتنام هرب اكثر من مليون مواطن من فيتنام في قوارب الصيد الصغيرة التي سرعان ماتغرق امام موج البحر العالي وغرق منهم العديد في البحر وقد نجى منهم من الغرق من قبل البواخر الكبيرة التي تبحر في تلك البحار وبين عامي 1975و عام1989 انقذ الملياردير الدنمركي اي بي مولر ميرسك الذي يملك بواخر نقل النفط انقذ 6.954 قارب يحمل لاجئين فيتنام في البحر الصيني الجنوبي والبعض تم انتشاله من البحر في باخرة كلارا ميرسك ونقلهم الى مدينة هونغ كونغ غالبيتهم كانوا حفاة الاقدام وجياع ووضعهم مزري للغاية وبعضهم ترك طفل مريض ذو الثماني سنوات في سايغون ولم شملهم به بعد سنتين .
وفي نهاية 1970 ارتفع عدد اللاجئين الهاربين من فيتنام الى جنوب اسيا مثل تايلاند وماليزيا وهونغ كونغ والفلبيين وتامين سكن واقامة مستقرة الى 359.000لاجئ وفي عام 1979طالب الامين العام للامم المتحدة بول هارتينغ بدعم ومساعدة 500 قارب من اللاجئين الفيتنام ومنح فرصة لم الشمل العائلي للعديد ممن ترك اطفاله في فيتنام.
واستطاع الكابتن الدنمركي للباخرة كلاراميرسك ان ينقذ 106 قارب محمل بالهاربين من فيتنام في البحر الكبير العالي الامواج ونقلوا الى مدينة كوبنهاكن وتم نقلهم الى منطقة سكنية اسمها توستروبكو جنوب كوبنهاكن وقد فتح الصليب الاحمر الدنمركي مكتبا له في هذه المنطقة السكنية لبناء جسر التعايش والتفاهم والاندماج بين اللاجئ الفيتنامي وبين اهالي المنطقة الدنمركية وبالفعل من خلال هذه المؤسسة التي جمعت الاصدقاء من اللاجئين واهالي الدنمرك اشتدت روابط الصداقة بينهم خلال الوقت اثناء الاحتفال باعياد الكريسمس مثلا وراس السنة وغيرها
انتهى

وهنا ينتهي الكتاب ولكن يمكن كتابة مجلدات عديدة اضافية عن اللاجئين الذين جاؤا للدنمارك بعد تلك الحقبة وبعد سقوط جدار برلين وتقسيم يوغسلافيا الى دول عديدة والحرب بين البوسنة والهرسك وكوسوفو الحرب الدينية بين المسلمين والمسيحين وقدوم العديد من الفلسطينين القادمين من الدول العربية الى الدنمارك وكل اوربا والعديد من العراقيين وصلوا الى الدنمارك منذ سبيعينات القرن الماضي من الحزب الشيوعي العراقي الهاربين من سجون واعتقالات النظام البعثي في العراق وهربهم اولا الى روسيا ودول اوربا الشرقية ثم الهرب من روسيا و دول اوربا الشرقية الفقيرة الى الدنمارك ودول الرفاه الاجتماعي وكذلك العديد من الاخوان المسلمين هربوا من الدول العربية الى الدنمارك وكل اوربا في تلك الحقبة وغالبية الشعب العراقي هرب مع اندلاع الحرب العراقية الايرانية عام 1980وتسفير العديد من عوائل الاكراد الفيلية في العراق الى ايران ومن هناك وصل العديد منهم الى الدنمارك وكل اوربا وقد وصل للدنمارك الالاف الافغان الهاربين من حكومة طالبان في افغانستان منذ بداية 1990واستمرار وصول اللاجئين من العراق حتى الان ومن سورية منذ عام 2011 هرب الملايين من سورية مع اندلاع الحرب في سورية المستمرة الى الان ولانعلم الى متى تستمر !!

اترك تعليقاً