السيمر / الأحد 02 . 04 . 2017
أحمد الحربي
قمة عمان، زيارة وزير الخارجية السعودي للعراق، انهزام داعش، زيارة العبادي للولايات المتحدة ولقائه الرئيس ترامب.
سلسلة أحداث سترسم مستقبل الخارطة السياسية الدولية والإقليمية بالنسبة للعراق والمنطقة نستعرضها بوصول الرئيس الأمريكي لمنتخب ترامب الى منصة الحكم وتلك التصريحات والقرارت المثير للجدل والتي شغلت الشارع العراقي العربي أن لم نقل الدولي وعلى مقدمتها الأمريكي.
السياسة الأمريكية
الحكومة الأمريكية، ومنظومة الدولة الأمريكية تعتمد وبشكل أساس على سياسة المؤسسات، وبالأخص المنظومة الاقتصادية والتي لها دور مباشر في صناعة القرارات السياسية والعسكرية وحتى الأمنية والقومية منها.
فالقرار الأمريكي الرئاسي، لا يمكن ان يكون قراراً ارتجاليا او متأتي عن طريق قناعات شخصية أو حزبية بل يعتمد على منظومة واسعة من مستشاري البيت الأبيض المعتمد على سياسات صارمة للخطوط العامة للمصلحة الأمريكية، والمتأثرة بشكل مباشر بمصالح المؤسسات والشركات ورؤوس الأموال الأمريكية.
المنطقة العربية وإيران
بغض النظر عن تصريحات الرئيس ترامب النارية التي أطلقها في بدء حملته الرأسية ومابعدها، فالولايات المتحدة قررت مؤخرا التخلي عن التيار الوهابي السني المتطرف، الذي كانت تحابيه على مدى سنين عديدة بدأت منذ الغزو السوفيتي لأفغانستان فاتخذته كحليف لها في مقاتلة الاتحاد السوفيتي هناك أثناء الحرب الباردة ، مرورا بتفجير برج التجارة العالمي في نيويورك الذي أتى بما لا يحمد عقباه في المنطقة العربية، وفي الشرق الأوسط بشكل أعم، أثبتت الأحداث بعده ان التنظيمات المتطرفة كالقاعدة وداعش تسببت بأحداث خطيرة ليس على مستوى المنطقة حسب بل على المستوى العالمي وامتدت تأثيرات هذه الأحداث الى الاقتصاد الدولي وبالتأكيد الى المؤسسة الاقتصادية الأمريكية.
من هنا بدأ صياغة السياسة الجديدة للوقوف أمام هذه التغيرات
هذا ما ذكرته صحيفة التايمز البريطانية في تقرير لها حول سياسة الحكومة الأمريكية في المنطقة، فالحكومة الأمريكية اليوم تتجه لتغيير سياسيتها مع الدول العربية ذات الأغلبية الشيعة بشكل عام ومع إيران بشكل خاص، ومن الأفضل أن يكون هذا التقارب مبني تحت رعاية ودعم أمريكي حتى بالنسبة للدول العربي.
لقاء العبادي بترامب
المؤشرات التي، أعقبت زيارة العبادي الى الولايات المتحدة ولقائه بالرئيس ترامب أقل ما توصف بالجيدة، فعلى المستوى المحلي أكسبت هذه الزيارة السيد العبادي دعما سياسيا كبيراً له ولمكانته بين الأحزاب والكتل الحاكمة، أما على المستوى العربي فقد أكسب العراق دورا تم تأكيده بعد انتصارات محققة على عصابات داعش وأكد على دوره في الحفاظ على امن المنطقة.
بدأ هذا التغيير بزيارة وزير الخارجية السعودي الى العراق بعد قطيعة أربعة عشر عاماً، وفتح أبواب التعاون السعودية العراقية من جديد، وهذا ما تم في قمة عمان ولقائه بمعظم من حضر القمة، بدأ من ملك السعودية مرورا برئيس مصر السيسي والرئيس اللبناني ومعظم قادة المغرب العربي، مشيرة وبشكل واضح الى أن العراق عاد وبشكل قوي ليأخذ مكانته بين الدول العربية بقوة بترحيب دولي عربي في المنطقة والأهم من هذا كله بقبول لمكونات هذه الحكومة، وأتضح ذلك جليا، بنوعية الخطاب الذي أخذ يطلقه السيد العبادي، ومدى الثقة الموجودة في تلك الخطب واللقاءات ،وأخرها وليس أخيرها ، ما أثار موجة من التصفيق في ذكرى 1 من رجب ( ذكرى الشهيد العراقي) في قاعة المجلس الأعلى العراقي وبحضور وتمثيل دولي وسياسي اجتمعت فيه الرئاسات الثلاث بالإضافة الى عدد غفير من السفراء والوزراء والنواب.
من هنا أستطيع أن أقول ان بوادر التغيير قد دنت.