الرئيسية / مقالات / الزلزال الخليجي .. وجهة نظر؟!

الزلزال الخليجي .. وجهة نظر؟!

السيمر / الثلاثاء 13 . 06 . 2017

عبد الجبار نوري *

المقدمة/ أنّ الزرازير لما طار طائرها—– توهمتْ أنّها صارت شواهينا ( صفي الدين الحلي )، قطر ودوحة تميم جزيرة صغيرة لكنها كبيرة في ثروة الغاز السائل وطموحاتها تتجاوز حجمها ، ظنّ تميم نفسهُ من الكبار ولكن ترامب أفرغهُ من محتواه في لقاء الرياض بأعطاء الضوء الأخضر ليس بحرق أفلامهِ بل لحرقه وجوداً وكياناً بدليل تغريدة الرئيس الأمريكي بعد أعلان المقاطعة الجماعية لدول الخليج ومصر لقطر: ( يبدو أن توصياتي في قمة الرياض تسير وفق الخطة المرسومة ) .
وثرواتها المالية خرافية وبأرقام مرعبة من مكامن الغاز السائل في المياه الأقليمية المشتركة مع ايران لذا أخذتها العزّة بالأثم أخذت تتعامل مع العالم المجاور والخارجي ب( ميثيولوجية ) أسطورية خرافيةٍ غير خاضعة للواقع ونستْ وتناستْ أنّ : الأقراط الذهبية والمجوهرات لا تجملْ الوجه الفبيح ، وأنّ منح ( البغي ) شهادة شرف لا يلغي تأريخهُ ولا يغيّرْ من سلوكهِ ، لذا قامتْ دويلة قطر بأغراق السوق السياسية بمليارات الدولارات في شراء الذمم والعملاء بأعلامها الأخطبوطي بواسطة بوقها الطائفي قناة وأذاعة الجزيرة الحاقدتين على البشرية والمريضة بالهايكرز الحاقدة حتى على نفسها ، والوقوف (ضد) قطر في أزمتها مع أخوة يوسف الخلايجة لا يعني تأييدنا للسعودية – كما يقول المثل حسام الدين أسوأ من أخيه – وذلك لكي لا نقع في المحضور في المشاركة في المشروع “الأمريكي الصهيوني الوهابي”
المدخل/كان يوم الأثنين الخامس من حزيران 2017يوم أنفجار الزلزال الصوتي على مشيخة تميم وجزيرته قطر في قطع شرايين الأتصال بين مجلس التعاون الخليجي وبين قطر وأنهاء المشاركة القطرية في التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن وللحقائق التأريخية لربما ترقى لصحة عنوان المقالة : أن دويلة قطر أسوأ وأقذر مشيخة عبر زمكنة رسمتها عتمة زمن الغفلة ، فالزلزال الذي هزّ عرش الصبي ” تميم ” فهو من عقوبات عدل السماء ( ببشر القاتل بالقتل ) ، حيث أن اللسان ينعقد وتلهب جروح الروح ونضطر أن نردد ” اللهم لا شماتة ” ، لآن في أعماقنا ألف غُصّة وغُصّة وحسرة وألم من قطر موزه وهي فيضٌ من غيض لحماقة هذا النظام العفن والحاقد على البشرية وعلى كل شيءٍ جميل ، فالوقوف مع هذه المشيخة الفاسدة تعتبر منتهى السذاجة والغباء السياسي ، أتركوها تتدحرج وقد سقطت منها ورقة التوت وأنكشفت سوءاتها في الكراهية والحقد والتخريب وتكفير جميع من على الأرض ، وهي في مأمن لا تفجير ولا تخريب ولا — ولا لأنها راعية القاعدة والأخونة وداعش عسكرياً ولوجستياً وأعلامياً بتوظيف قنواتها وأذاعتها ، وربما يسألني أحد الفايخين لماذا هذه الكراهية لقطر بالذات وأنّهم جميعاً قيء مزابل التأريخ ، وهذه بعض الأجوبة عن دونيات المشيخة :
-تورط قطر العلني بالدعم المادي واللوجستي في تأجيج حرائق ما سميّ بالربيع العربي ليبيا وتونس ومصر وسوريا وقلب أنظمتها وتسليمها إلى منظمات ومافيات ألأرهاب الدولي .
– تأجيج التطاحن الطائفي وأثارة الكراهية والأحقاد والنعرات بين روابط الدول العربية وخاصة دول الطاقة ، ولأذكاء هذه الفايروسات المرعبة والمدمرة أستعانت مشيخة الشر بالموساد الأسرائيلي وجهاز السي آي أي الشيطاني الأمريكي وبالوباء السعودي الوهابي المتشدد في نشر وبث بيوض أفعاعي الأرهاب لتفقس في كل من العراق وسوريا بظهور حواضن سياسي الدعشنة جماعة المنصات الأرهابية وحجاج ومعتمري سقيفة واشنطن وهم يمضغون علف الأقصاء والتهميش والأقلمة والتقسيم والتي أصبحت مبررات التدخل الأجنبي في العراق وسوريه .
– دعم قطر لأخوان المسلمين في مصر لوجستياً وعسكرياً وبذلك نقلت التخريب والتدمير إلى سيناء المصرية وتوشيحها بالسواد والدم ، وكذا شملت أعطيات المشيخة الأخونة التركية وتقوية أردوغان في دعم الجماعات المسلحة الأرهابية في الموصل والرقة السورية ، وقطر جزء مهم في المشروع التدميري المرعب للعراق وشعب العراق في دعم داعش بالمال وبأرقام فلكية مرعبة حين تكون المبالغ مليارات الدولارات وبشهادة ويليكيكس بنشره أخطر وثيقة قبل أيام { أن هيلري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية على علم بدعم قطر لداعش} فهي متورطة بدماء العراقيين ودماء الشعب السوري ، وبفضيحة جديدة يوم السبت الماضي من هذا الشهربتصرح مقابلة تلفزيونية للجنرال ” أحمد المسماري ” الناطق بأسم الجيش الليبي بأن السفير القطري في ليبيا “نايف عبدالله العمادي ” جنّد 1800 مقاتل في أيلول 2012 من دول المغرب العربي وشمال أفريفيا وأرسالهم إلى العراق وسوريا على دفعات عبر تركيا مارة بكردستان العراق .
– وبتأريخ اليوم الجمعة 9-6-2017 أعلن مجلس التعاون الخليجي وبقيادة السعودية نشر فضيحة بالعيار الثقيل { بتصنيف قائمة ب59 شخصية متهمة بالأرهاب أعلامياً بالمشاركة الفعلية في دعم وأسناد المنظمات الأرهابية و12 منظمة وكيان مرتبطة جميعاً بالحكومة القطرية وبرعايتها منهم ( الشيخ الخرف القرضاوي المفتي الشرعي للمشيخة وعبدالله المحبسي المفتي الشرعي لمنظمة النصرة الأرهابية وأضافتهم على لائحة الأرهاب .
– ولا ننسى أن في قطر قاعدة عسكرية أسرائيلية وقاعدتين لأمريكا في السيلية من المارينز تشرف عليها قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية ، وتشكل هذه الظاهرة العدوانية أكبر خطر يهدد على الدوام دول المنطقة وخاصة عندما نرجع للتأريخ القريب أنطلاق الطائرات وصواريخ التوماهوك من قاعدة السيلية القطرية لتدك المدن العراقية وتحتل أراضيها في 1991و في 2002عام الأحتلال البغيض .

الأسباب الحقيقية ( المخفية ) وراء الأزمة
أن الكثير من الكتاب والأعلاميين العرب والدوليين أدلوا بدلوهم في الأسباب والدوافع لهذه الأزمة ربما أكثرها ” أفتراضية ، وسوف أستعرض المهم منها ثُم أعرض السبب الحقيقي الذي يخضع للواقع وقوّة المنطق ، وربما تبدو كوجهة نظرولكنها لا تخضع للخطأ بل كما أعتقد أنُها عين ” الصواب ” :
1-الأعلام القطري الموجه من خلال قنوات الجزيرة والبي بي سي في لندن ( القسم العربي ) الذي يسيطر عليه الأخوان توجهاتها تتناغم مع توجهات سياسة قطر في حلفها الغير مقدس والمؤثرة مع المنظمات الأرهابية المطروحة في الساحة العربية والدولية كالقاعدة والأخونة وداعش والنصرة الأرهابية وحماس الفلسطينية والجميع مسجلين في لائحة الأرهاب الدولي .
2- وقد يثير البعض أن الدوحة تدعم أمراء الأسرة السعودية المتنافسين لكرسي الملكية والتاج السعودي .
3- أن هناك سيناريو سعودي قديم يتجدد يوماً بعد يوم هو أن قطر تابعة تأريخياً إلى السعودية وربما سيكون هذا السيناريو ورقة أبتزازعلى الدوحة ، والأطماع السعودية لضم قطراليها وتغيير الخارطة الجيوسياسية – أي أرجاع الولد العاق المتمرد إلى أسرته السعودية القوية المرتبطة بمعاهدة أستراتيجية مع أمريكا ، والفكرة قديمة قد تعود إلى تأسيس مملكة الشر أو لتسعينات القرن الماضي بالتحديد سنة 1994 في تحوّلْ أنظار العالم إلى قطر بأعتبارها أكبر منتج ومصدر للغاز السائل .
4- فوبيا ملوك وأمراء الخليج وعلى رأسهم ملوك السعودية من ظاهرة الأنقلابات في الأسرة القطرية كما حدث في عام 1995 عندما قام الشيخ حمد ابن خليفه آل ثاني بالأنقلاب على حكم والده الذي أعتبرتهُ السعودية وباقي دول الخليج سابقة خطيرة في معطياتها على حكم الملوك ، لذا بادرت السعودية وبمشاركة باقي دول الخليج بتدبير مخططاً لأغتيال حمد وأثنين من أخوته ، وتكررت في نيسان الماضي 2017 بأغتيال فاشل ، ربما أن الدوحة تعتمد على مخابرات الموساد وقنوات الجزيرة التجسسية العنكبوتية التي لها أذرع في واشنطن وتل أبيب وشخصيات وأثرياء رجال أعمال قطرية في الخارج .
وخامساً / السبب الحقيقي والمنطقي لهذه الأزمة الخليجية هو : أن قطر متورطة بالمشاركة مع أيران في حقول الغاز السائل الموجود في مكامن المياه الأقليمية المشتركة بين الدولتين بحكم القوانين الدولية ، وبحكم الأضطرار أتخذت قطر أيران كحليف أقتصادي أستراتيجي للغاز والذي يغيض السعودية وباقي دول الخليج بالتقارب مع عدوتهم التأريخية التقليدية أيران ، مما دفعت أمريكا والسعودية وباقي دول الخليج بالتدخل السياسي لهذه الشركات ، والسبب الحقيقي الآخر: هو زيارة ترامب للرياض الأخيرة وطلبهُ الصريح من دول خليجية ثلاث هي السعودية وقطر والأمارات بجمع ما يقارب ترليون دولار ونصف وبشكلٍ فوري وعلى الطاولة ، وهي أكبر فاتورة وفق تسعيرة ترامبية ، ماطلت قطر بالدفع هوالعجز الكبير في ميزانيتها بصرف الأموال الطائلة على الجماعات الأرهابية في كلٍ من ليبيا وتونس ومصر والعراق وسوريا بالأضافة لمصاريف التحضير لمباريات كأس العالم القادم في الدوحة لعام 2022 في تغطية بناء الملاعب والفنادق وملحقات الضيافة ، مما أغاضت السعودية والأمارات ودفعهما الأنتقام من الأمير القطري عبر فبركة تصريحات وأختراق مواقع حكومية أعلامية لقطر .
كلمة أخيرة /أن لزلزال العنوان لهُ أرتدادات عنيفة ومرعبة على الوضع السياسي والأقتصادي والسوسيولوجي الجمعي للكيان القطري فكانت خسارة قطر في يومٍ واحد 24 ملياردولار ، وهبوط قيمة سنداتها في لندن ، وسوف يشهد التأريخ نهاية محميات الخليج الأرهابية على طريقة رعاة البقر الأمريكية دافعين الجزية بالتمام والكمال وهم صاغرون ، وزادت سكاكين البعير القطري بدخول روسيا على الخط الساخن لطلب التأر من الخلايجة والسعودية الوهابية في معاداتها في الحرب الأفغانية فجاءت فرصتها لتمريغ أنوفهم بالوحل ، وفي غياب ( الأختيار ) أمام تميم ليس أمامهُ ثمة حلٍ واحد لا غير هو دفع الفاتورة الترامبية التعجيزية وقد تتجاوز الفاتورة السعودية وهو العقاب المربع في عالم العصيان والتمرد للعبد الأبق تميم آل ثاني ، أو باي باي للكرسي وللجزيرة القطرية ،وسوف يأخذ الصبي بالحل الأول حتماً ، وأن الأزمة القطرية الخليجية ربما تنتهي بغضون أيام لكونها عركة كصاصيب كما يقول المثل الشعبي العراقي لكنها كشفت تداعيات أخلاقية وملفات أجرامية ونشر الغسيل القذر للأعراب وليس العرب وربما فاقت مقاييس ويلكيكس في نشر الفضائح التجسسية والخيانة الوطنية وأدارة الظهر للقومية العربية والدين الأسلامي وضرب الأنسنة والسلام العالمي بالصميم —-

*كاتب عراقي مغترب

اترك تعليقاً