السيمر / الثلاثاء 13 . 06 . 2017 — استنكر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، “عزل قطر” من قبل عدد من الدول العربية واصفا إياه بأنه “غير إنساني ومخالف لتعاليم الإسلام”.
وقال أردوغان إن قرار المملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر بقطع كل العلاقات مع قطر هو “بمثابة إصدار حكم بالإعدام ضدها”.
وتتهم هذه الدول قطر بدعم جماعات “إرهابية” وإيران، وهي اتهامات تنفيها.
ودعا أردوغان إلى مساعدة قطر للتغلب على تأثيرات الأزمة، وحض السعودية على المبادرة لحلها.
وقد أرسلت تركيا جوا شحنات من منتجات الألبان والدواجن والعصائر إلى الدوحة، وزعت في أسواقها في نهاية الأسبوع.
وأعلن المغرب، الذي قال إنه سيظل محايدا في النزاع، مساء الاثنين أنه يعتزم إرسال طائرة محملة بالمواد الغذائية إلى قطر.
وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن هذه الخطوة لا علاقة لها بالنزاع السياسي بشأن علاقات الدوحة المزعومة بالإرهاب.
وأضافت أن الخطوة تأتي تماشيا مع “تعاليم الدين الإسلامي وما يستوجبه -وخاصة في شهر رمضان- من تكافل وتآزر وتضامن بين الشعوب الإسلامية”.
وكان العاهل المغربي الملك، محمد السادس، عرض في وقت سابق الوساطة بين الطرفين بعد أن علق المغرب رحلاته من الدوحة وإليها.
وفي الخامس من يونيو/حزيران، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين اغلاق المجالات الجوية والبحرية والحدود الأرضية مع قطر.
كما أمرت الدول الخليجية الثلاث مواطنيها بمغادرة قطر وأمهلت الزائرين والمقيمين القطريين فترة أسبوعين للمغادرة.
وتسبب القرار في حالة إرباك في الدولة الخليجية التي تعد أكبر مصدر للغاز المسال في العالم، والتي تعتمد على الاستيراد لتغطية الحاجات الأساسية لسكانها البالغ عددهم 2.7 مليون نسمة.
و قال أردوغان في خطاب في البرلمان أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم الثلاثاء إن الطرق التي استخدمها جيران قطر غير مقبولة تماما.
وأضاف “ما يجري ضد قطر خطأ قاتل، فحصار شعب بالكامل عمل غير إنساني ومخالف لتعاليم الإسلام وقيمه، إنه بمثابة إصدار حكم بالإعدام ضد قطر”.
ونفى أردوغان الاتهامات الموجهة إلى قطر مشددا على أنها أظهرت “موقفا حازما ضد تنظيم الدولة الإسلامية جنبا إلى جنب مع تركيا”.
وأضاف إن “محاولة استهداف قطر وتشويهها بهذه الحملات الدعائية لن تحقق أي هدف”.
ولم ينتقد أردوغان السعودية بشكل مباشر ولكنه قال إن الملك سلمان بن عبد العزيز بوصفه “أكبر رجل دولة في منطقة الخليج، عليه أن يبادر لحل الأزمة”.
وقد أشارت وزارة الخارجية التركية في وقت سابق إلى أن أردوغان سيناقش الأزمة في الخليج مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعاد الاثنين تأكيد دعمه لفرض القيود، على الرغم من استضافة قطر لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.
وقال ترامب “سنوقف تمويل الإرهاب. وسنجوّع الوحش”.
وعبر وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، عن مخاوفه من التأثيرات الوخيمة لهذه التقييدات على الناس العاديين في قطر، لكنه قال إن ثمة حاجة ملحة لأن تفعل السلطات هناك ما هو “أكثر لمعالجة دعم الجماعات الإرهابية”.
وتقر قطر بدعم جماعات إسلامية في عموم المنطقة، ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين، ولكنها تنفي تمويل جماعات “جهادية” من أمثال تنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة، وترفض أيضا الاتهامات الموجهة اليه بإقامة علاقات وطيدة مع إيران، المنافس الأقليمي الرئيسي للسعودية.
وقال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال زيارة لباريس الاثنين ” ما زالنا لا نمتلك أي تلميح يدل عما يقف وراء هذه الاجراءات”.
واضاف ” في كل ما يتعلق بالأمن الجماعي لدول الخليج، قطر مستعدة للتفاوض … ولكن نحتفظ بحقنا في الرد على تلك الاتهامات بأننا نتدخل في شؤونهم الداخلية”.
بي بي سي