السيمر / الاثنين 26 . 06 . 2017 — دعا مُمثِّل المرجع الدينيِّ السيِّد كمال الحيدريِّ اليوم الأحد الموافق 25/6/2017 العراقيِّين كافَّة إلى اتِّـخاذ أسلوب آخر للدفاع عن بلدهم عبر اختيار شخصياتٍ مُخلصةٍ وذات خبرةٍ وكفايةٍ، مُعرباً عن أسفه لتصدُّر نخبٍ ليست أهلاً لإدارة الدولة بعد 2003 وتسبَّبت بتردِّي الأوضاع الخدميَّة والأمنيَّة.
الشيخُ علي قاسم أوضح، خلال خطبة صلاة العيد، أنَّ العراق الذي هدمه الطاغية صدام كان الشعب يرنو إلى أنَّ الطبقة السياسيَّة التي تسنَّـمت الحكم بعده أن تقوم بإعماره والنهوض به أمنياً واقتصاديَّاً واجتماعياً، مُؤكِّـداً أنَّ السياسيِّين والوزراء أثبتوا من خلال تجربتهم خلال عقدٍ ونصف العقد إخفاقهم في المجالات كافَّة، وقد تسببوا نتيجة فسادهم وعدم كفاءتهم في كلِّ الأوضاع المتردِّية في البلد حتى سقوط الموصل بيد تنظيم داعش الإرهابيِّ، مُستغرباً من الازدواجيَّة التي تعيشها الدولة العراقيَّة، فمنهم من يدَّعي أنَّ نظام الحكم في البلد هو النظام الإسلاميُّ، وآخرون يدَّعون تطبيق مبادئ الدولة المدنيَّة، مُبيِّـناً أنَّ لا أسس الدولة الإسلاميَّة مُطبَّـقةٌ في العراق ولا أسس النظام العلمانيِّ.
ودعا قاسم مقلِّدي الحيدريِّ ومحبيه إلى التزام توجيهات المرجع وعدم الركون إلى تأويل آرائه وكلامه المبثوث على مواقع التواصل الاجتماعيِّ بما ينسجم وميول الفرد، حاثاً إياهم على العمل وبذل الجهد؛ من أجل النهوض بأعباء مشروع المرجعيَّة الحيدريَّة، مُنبِّـهاً إلى أنَّه (أي الحيدريَّ) لا يبغي من مقلِّديه تذكُّر مرجعهم في وقت طروء المسائل الفقهيَّة الابتلائيَّة فحسب كإخراج الخمس ومسائل الصلاة والصيام، مُشدِّداً على ضرورة حضورهم الفكريِّ والثقافيِّ مع سماحته في شتَّى الساحات التي يحاول طرقها وإيصال صوت الحقِّ إلى الجماهير عبرها، لافتاً إلى عدم تركيزه على جذب المُقلِّـدين على الرغم من أهميَّـته، بل على كسب أكبر عددٍ من الشباب إلى جانب المشروع الفكريِّ والثقافيِّ الذي يريد بناء قواعده ومرتكزاته ” فأهمُّ شيءٍ لدى هذه المرجعيَّة هو بثُّ الوعي في صفوف الأمَّة”.
كما طالب أفراد المجتمع العراقيِّ إلى الوحدة والتعاون ومساعدة العوائل الفقيرة والمتعفِّفة والتزام أحكام الشريعة وإخراج زكاة الفطرة، مشيداً بدور القوات الأمنيَّة الحشد الشعبيِّ بما يقدِّمانه من تضحياتٍ جسامٍ ؛ بغية تطهير أرض الوطن من براثن داعش الإجرامي ونشر الأمن في ربوع البلا
وحضَّ مُمثِّـل المرجع الحيدريِّ في خطبة صلاة العيد على نشر المحبة وأسس التسامح والعيش المشترك، مُؤكِّـداً أنَّ أخطر ما أصاب الإسلام هو الوقوع في فتنة التطرُّف والطائفيَّة واتِّـباع الهوى وفتاوى وعَّاظ السلاطين الذين مزَّقوا الأمَّة وجعلوا بعضها يكفر البعض الآخر ويستحلُّ قتله، مناشداً العلماء وجميع أفراد الأمَّة الإسلاميَّة إلى التزام الوسطيَّة والعدالة ونبذ الغلو والتطرُّف من جهةٍ، وعدم مخالفة أحكام الشريعة من جهةٍ أخرى، لافتاً إلى أنَّ الانحراف عن خطِّ الوسطيَّة سواء بالزيادة والإفراط (الغلو والتطرُّف) أو بالنقصان والتفريط (إهمال أحكام الشريعة) مرفوضٌ، مُبيِّـناً أنَّ السبيل الوحيد الذي يُجنِّـب الأمَّة من الضلال والوقوع في أحد طرفي الانحراف هو اتِّـباع طريق أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً، عازياً الكثير من الممارسات الخاطئة والجنوح نحو الإلحاد ومقت الدين إلى التطبيق الخاطئ له من قبل جهاتٍ لا تعي مرامي الرسالة المحمديَّة السمحاء؛ فشوَّهت هذا الدين الذي يدعو للخير والمحبَّة والقسط والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة لا القتل والسيف والدماء التي قامت بإزهاقها جماعاتٌ إسلاميَّـةٌ، منها مرتبطٌ بدوائر استخباراتيَّـةٍ.
الرئيسية / الأخبار / مُمثِّل المرجع الحيدريِّ يدعو العراقيِّين إلى اتِّـخاذ أسلوب آخر للدفاع عن بلدهم عبر اختيار شخصياتٍ مُخلصةٍ وذات خبرةٍ وكفايةٍ