عبد الستار نورعلي
أنا ثائرٌ
منْ عهدِ راياتِ الحسينِ،
وذاكَ جيفارا عيوني
في دروب الشمسِ،
أنشرُ نورَها بينَ المسالكِ، أقتفي
أثرَ الفصولِ مسيرةً كبرى،
أقاومُ بالفؤادِ، وباللسانِ، وبالأظافرِ،
بالكلام السيفِ،
كلُّ الثائرينَ على قيودِ الرقِّ سُمّاري،
وفي الوجدانِ حالِمْ.
الساكنُ الساكتُ عنْ حقٍّ شهيدٍ،
عن لصوص خزينةِ الأموالِ،
والوطنِ الخرابِ،
هو اللسانُ الأخرسُ الشيطانُ
في دَرَكِ العوالمْ….
والرافعُ الرايةَ بيضاءَ
على جُنحِ الحمامِ مُحاوراً
يدعو إلى سِلمِ الطريقِ
لَغافلٌ، في الوهمِ نائمْ!
اللصُّ إنْ أمِنَ العقابَ
فلا الرغيفُ، ولا الحلالُ بمَأْمَنٍ،
والسيلُ قادمْ؟
انهَلْ لظى الثوّارِ،
واحملْ فأسَكَ المشحوذَ،
واهدِمْ قلعةَ السفّاحِ
والموبوءِ والسرّاقِ،
واخلعْ كلَّ ظالمْ!
لا فرقَ بينَ السارقِ القوتَ
وبينَ مُزوِّرٍ حرفاً،
وبينَ القاتلِ النفسَ البريئةَ،
كلُّهُمْ في الوحلِ قائِمْ….
وخواتِمُ الفضّاتِ بينَ أصابعِ النصّابِ
والنهّازِ والهذّارِ
لا تُعلي المنازلَ والعمائمْ!
شبَّ الحريقُ بدارةِ النهرينِ،
والفوضى سيادةُ مَشْيَخاتِ النهبِ
والسلبِ، وتحليلِ المحارِمْ.
البيتُ محروقٌ،
زرافاتٍ ووحداناً تنادى السارقونَ،
وكلّهمْ لهِفٌ على بحرِ الكنوزِ،
لعلّهُ يحظى بصيدٍ،
أو فُتاتٍ منْ بقايا ذيلِ حاكمْ…
هذا الذي اعتمرَ العمامةَ ناهزٌ
فُرَ صَ السباحةِ وسطَ تيّارِ: اغترِفْ!
ذاكَ الذي امتهنَ السياسةَ
مثلَ أغنامِ الرعاةِ،
فنالَ حصّتَهُ بكرسيِّ المغانِمْ!
ماعادَ في قوسِ المسيرة ثائراً
مِنْ مَنْزَعٍ.
إنَّ الذي يجري على أرضِ السوادِ
سوادةٌ هوجاءُ مِنْ سُودِ الخواتِمْ.
فانشرْ جناحَ العزمِ فوقَ رؤوسِهمْ،
واهجِمْ هجومَ السهمِ مسدوداً
إلى قلبِ المظالمْ!