الرئيسية / الأخبار / المحلل التركي حسني محلي : اردوغان في أضعف حالته لكن لم ينته دوره بعد

المحلل التركي حسني محلي : اردوغان في أضعف حالته لكن لم ينته دوره بعد

متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الثلاثاء 19 . 01 . 2016 — في ظل المتغيرات السياسية الأخيرة على الساحة الدولية وانعكاسها على الساحة الإقليمية كان لابد من متابعة الدور التركي الذي تلعبه حكومة أردوغان خاصة بأنها تمتلك اليد الطولى في دعم التنظيمات الإرهابية على مختلف مسمياتها ناهيك عن دورها في تجارة النفط مع تنظيم “داعش” ومن أجل ذلك كان لنا اللقاء مع الاستاذ حسني محلي الخبير في الشأن التركي وفيما يلي نصل المقابلة ..

هل يدفع تحرير سلمى و وصول الجيش السوري الى الحدود مع تركيا بدعم و اسناد روسي , اردوغان الى مغامرة عسكرية في سوريا؟

لا هذا غير ممكن لان اردوغان يدرك تماما اذا ما قام بهكذا مغامرة فإنها ستكون الآن في مواجهة روسيا, فقد اختلفت الحسابات بالنسبة لاردوغان, في السابق كان يصول و يجول على الحدود الشمالية بسبب ضعف و غياب الجيش السوري اما الآن و خصوصا بعد اسقاط الطائرة الروسية و الموقف الحاسم لموسكو فان اردوغان اصبح يحسب مئة حساب قبل القيام بأي خطوة و ذلك يبدو جليا في تراجع تصريحاته و تصريحات داوود اوغلو حول التركمان و ما سمي بالابادة السنية التي كان يرددها قبل فترة, تحررت سلمى و استمر الجيش السوري بالتقدم و اردوغان لم يعلق على الموضوع بكلمة لا بل أصبح لدى اردوغان قناعة بان المعركة في ريف اللاذقية ستحسم لصالح الجيش السوري.. مع الاشارة ايضا الى ان الموقف الأمريكي الرافض للمنطقة العازلة اضعف اردوغان كثيرا.

من يقف خلف الاحداث الامنية المتنقلة في تركيا وهل الحكومة التركية مستفيدة من مثل هكذا عمليات ؟

لا احد يستطيع ان يجزم من هو وراء العمليات الامنية في تركيا إلا في حال اعلنت جهة ما مسؤوليتها عنها, و لكن اردوغان دائما يعمل على الاستفادة منها سياسيا بالداخل و ذلك بسبب سيطرته و هيمنته على الاعلام و الصحف اذ إن حوالي 80 بالمائة من الميديا في تركيا هي تحت سيطرة اردوغان شخصيا و كل من يقف ضده مصيره الاعتقال والشعب التركي مسكين لا وسائل اخرى لديه لتبيان الحقيقة و قلة قليلة من الناس تجرأ على فعل ذلك.
اردوغان نجح بتصوير كل حروبه على انها لخير الامة التركية و اخرها حربه ضد العمال الكردستاني فهو يسوقها داخليا على انها حرب على الارهاب.
و هنا المسؤولية ايضا على الغرب الذي يكيل بمكيالين و لايقف بوجه اردوغان و لايتحدث عن الحرية و الديمقراطية و لا حقوق الانسان.

اين تركيا من تحضيرات مؤتمر جنيف القادم و من هي المعارضة المدعومة منها و التي ستمثلها؟

في الواقع هناك تخبط في اختيار الشخصيات التي ستمثل تركيا في المعارضة كون جميع هذه الشخصيات هي متغيرة الولاء ولا قوة فاعلة لها على الأرض لذا بتقديري اردوغان سوف يلجأ الى التصعيد العسكري و دعم الجماعات المسلحة اكثر في ادلب و ريفها كونها باتت المنطقة الوحيدة التي مازال لديه نفوذها فيها.
خريطة الشمال السوري تغيرت بعد معارك ريف حلب و التواجد الايراني الكبير و الواضح الى جانب مقاتلي حزب الله , و قوات سوريا الديمقراطية و وحدات حماية الشعب الكردية,اردوغان لم يبقى لديه سوى ورقة عسكرية واحدة و هي دعم احرار الشام و جبهة النصرة و كل من ينضوي تحت لواء جيش الفتح علما بأنه اصبح ضعيفا ايضا..هو سيدعم عسكريا حتى يثبت وجوده بالحل السياسي و بأن له دور في القادم من الايام.
من جهة اخرى اردوغان يسعى الى التحالف مع السعودية و هذا كان الهدف الرئيسي من وراء زيارته الاخيرة ال الرياض..لا يمكن لتركيا ان تثبت قوتها بالمنطقة من دون تحالف مع دولة عربية ذات ثقل و دور ..قطر تبقى دولة صغيرة و البعد الاستراتيجي للتحالف مع السعودية لا يقارن مع الدوحة.

هل تعتقد ان لاردوغان دور في مجزرة البغيلية؟

لا اظن ذلك..علاقته حاليا متوترة مع داعش و نفوذه بالمنطقة الشرقية و الشرقية الشمالية تراجع كثيرا اما بما يخص تجارة النفط فهي حاليا تتم عبر وسطاء من العشائر السنية في العراق و بعض اكراد البرزاني.

تركيا الى اين بالمرحلة المقبلة؟

داخليا تركيا الى مزيد من الارهاب و التوتر و الاحداث الامنية اضافة الى الاحتدام السياسي ما بين اردوغان و معارضيه و بالتالي اخطاء متراكمة له و لحزبه من قمع للحريات و تسلط و ديكتاتورية و هذا لابد سينعكس على الاستقرار و الاقتصاد
خارجيا..اردوغان اصبح في اضعف مراحله..انا لا اقول بأن دوره انتهى و لكن ما بعد الاتفاق النووي الايراني مع المجتمع الدولي ليس كما قبله…الآن ايران هي اللاعب الاقليمي الاقوى على الاطلاق و قدا اثبتت ذلك بالسياسة و العسكر..بينما اردوغان يتنقل من فشل الى آخر ..لم يعد لتركيا دور محوري لذا فإن اردوغان سيعمل على مزيد من الدعم العسكري للجماعات المسلحة في منطقة ادلب ليضمن له مقعدا في التفاوض على الحل بسوريا و سياسيا هو يتجه لتشكيل حلف مع السعودية و عينه على مصر من اجل ضمها الى هذا الحلف في وجه حلف المقاومة مع روسيا
و ما زيارة الوفد المصري الى تركيا إلا دليل على ذلك …اردوغان شخص برغماتي و هو مستعد للتصالح مع مصر من اجل مصالحه تماما كما فعل مع اسرائيل و لكن علينا ان ننتظر ما سيكون رد السيسي..هل سيقبل الدخول في هكذا حلف؟ هل سيتمكن من مقاومة الضغوط السعودية و خصوصا الاقتصادية في سبيل تحقيق ذلك؟
فالسعودية ايضا لديها مصلحة كبيرة بهكذا تحالف سني خصوصا بعد اشتباكها الاخير مع ايران و بعد تطبيق الاتفاق النووي الايراني

هل بإمكاننا القول بأن الحل السياسي في سوريا بات على سكة التطبيق؟

نعم بإمكاننا قول ذلك…الاتفاق النووي الايراني الذي ابرم في تموز 2015 كان اول خطوة في طريق حل الازمة السورية و ما جرى منذ يومين من تبلور للعلاقة الايرانية مع المجتمع الدولي ما هو إلا اعتراف من العالم بدور ايران المحوري في قضايا المنطقة و ابرزها الحرب في سوريا
و بالطبع لا يمكن ان نتجاهل الدور الروسي الكبير سياسيا في السابق و عسكريا الآن وكل ما يجري ما هو الا نتيجة لتفاهم روسي اميركي وفق الاجندة الروسية.

الواقع نيوز

اترك تعليقاً