السيمر / فيينا / الثلاثاء 12 . 11 . 2019
رحمن الفياض
يقول مهاتير محمد: لابد من ضرورة توجيه الجهود والطاقات للملفات الحقيقية و هي: الفقر والبطالة والجوع والجهل… لأن الانشغال بالايدلوجيا, ومحاولة الهيمنة على المجتمع, و فرض أجندات و وصايا ثقافية و فكرية عليه لن يقود إلا إلى مزيد من الاحتقان والتنازع..فالناس مع الجوع و الفقر لا يمكنك أن تطلب منهم بناء الوعي و نشر الثقافة!.
من لديه شخصية كالسيد السيستاني الأجدر به أن يصبح من الدول العظمى والمتقدمة في جميع النواحي.. الإقتصادية والخدمية والعلمية، فلا عقلية مهاتير كعقلية المرجع الأعلى ، ولا المدرسة التي ينتمي مثل مدارسنا العقائدية والتاريخية فأين يقع الخلل ؟..
منذ خمسة عشر عاما والمرجعية الدينية رسمت خريطة واضحة للبلاد، يتنعم فيها جميع أبناء الوطن الواحد دون تفرقة على أساس العرق أو المذهب يكون فيها الوطن للجميع ، إلا أن أصرار الطبقة السياسية على الإغتنام وتوزيع المغانم فيما بينهم دون التفات إلى حاجة المواطن الحقيقية أضاع الوطن والمواطن ..
الوطن وقع تحت وطأة الإرهاب والمليشيات وأمراء الحرب التي تفتك فسادا فيه والمواطن ضاع بين نقص الخدمات والعوز المادي والإنحراف الفكري ، فكان النتائج صادمة للكل رغم أنها متوقعة في ظل الطبقة السياسية الحاكمة، التي لا تفكر إلا ببقائها في سدة الحكم أو سرقة ما تبقى من ثروات البلاد.
لم يكن يتوقع أغلب المراقبين للشأن العراقي، أن تكون المرجعية بهذه الشدة من الغضب “وأنها دعت المواطنين للمطالبة بحقوقهم “عبر الطرق السلمية، والضغط على الحكومة في توفير مستلزمات الحياة الكريمة والحفاظ على ارواح المواطنيين، وكذالك كشف المتسببين بأراقة دماء الأبرياء” فلولا يأسها من أن الطبقة الحاكمة أصبحت عاجزة عن توفير مستلزمات الحياة الكريمة للمواطنين، والنهوض بالبلاد لمصاف الدولة المتقدمة لما دعت المواطنين للمطالبة بحقوقهم ،وكانت هذه المطالبات هي طوق النجاة لحكومة ماتت سريريا وتعيش الأن على أجهزة الأنعاش.
هل يستطيع العراق أن ينهض وهو بين سندان الفقر وأزمة الخدمات والفساد الذي يضرب كل مفاضله وطمع جامح لساسة البلاد؟
الفرصة الأخيرة بيد الطبقة الحاكمة والكتل الداعمة لها ، فالمرجعية الدينية أنقذت العراق في عديد من الأزمات الخانقة ،الدور الأن والكرة في ملعب الكتل السياسية فهل يوجد بينهم مثل مهاتير محمد يفكر في بناء وطن؟..
لا شك في أن العراق ولود ويوجد فيه من العقول ما يضاهي الفا مثل مهاتير محمد لكن نحتاج الى أرادة حقيقية في التخلص من أجهزة الأنعاش التي تضعها الحكومة وتنزع أغلال الكتل الكبيرة المتحكمة بها ، وهي أمام أختبار حقيقي للنجاة وفرصة قد لا تتكرر مرة أخرى ، فطوق النجاة قد لا يرمى ثانية..