اعداد ـ شه مال عادل سليم
شهادات عن الشهيد عادل سليم في ذكرى استشهاده :
كتب الشاعر العراقي الكبير ( خلدون جاويد )(1 ) قصيدة بعنوان ( قصيدة على قبر ) , في الذكرى السنوية لاستشهاد المناضل عادل سليم يقول فيها :
( قصيدة على قبر )
عادلْ سليمْ الراية ُالحمراءُ
بكَ تهتدي، والكوكبُ الوضّاءُ
والبدرُ يجهشُ والنجومُ حزينة ٌ
يبكي هلالُ العيدِ والشهداءُ
والفجرُ يَخفتُ تارة ً فتنيرُهُ
أوْ جَفّ ينبوعٌ فأنتَ الماءُ
وتعودُ للبدرِ الكليمِ تضمّهُ
فيُضئُ طلعتـَهُ سنى وسناءُ
وبمشعلِ الاولمبِ توقدُ انجماً
فتعودُ تلتمعُ السما الدكناءُ
وعلامَ لا ؟ مادمْتَ منبعَ طيبةٍ
ومصبّها والوهجُ يامعطاءُ
مادامَ وجهُك بالمآثر والندى
متألقا ًفستورقُ الصحراءُ
مادمتَ توباد الشموس بُكورُهُ
وحُبورُهُ فستـُهزَمُ الظلماءُ
ورفاقك الأبرارُ أبراجُ النـُهى
وفنارُها والمجدُ والأضواءُ
هاأنت ليثـُهُمُ وغرة ُ نهجهـِمْ
ومسارُهمْ والنجمة ُالحمراءُ
شهداءُ كردستانَ قد خلدوا وهل
لا يخلد الكرماءُ والنجباءُ
طوبى لهم ،لحلبجةٍ ، لذراهمُ
فهمُ الفضاءُ ولن يُذلّ َ فضاءُ
عادلْ سليمُ أبي ،وفخرُ أبوة ٍ
أنْ يستقي من وهْجـِهِ الأبناءُ
ياسامياً كالشمسِ ، كعبُ حذائِهِ
يعلو ، ويسقط ُدونـَهُ العملاءُ
أعلى وسام ٍ أنْ سيبغضكَ العِدا
ويُحبّكَ الزهّادُ والفقراءُ
نـَمْ ياقريرَ العين أتربة ُالدُنا
بكَ تستضيىءُ ، وتـُسعدُ البيداءُ
فأديمُنا كاسٌ إذا ما اُفرِغـَتْ
ستـُصَبُ أرواحٌ بها ودماءُ
عنقاءَ كردستانَ حلـّقْ ، كلّما
صغرَ الفضاءُ ستكبرُ العنقاءُ
2 ـ
يقول المناضل (ارا خاجادور )(2 ) :
تعرفت على الشهيد عادل سليم اول مرة في سجن التحقيقات في بغداد بعد اعترافات (رفيق جالاك )من اهالي السليمانية وصبري عبد الكريم من البصرة، وقد أعترف (رفيق جالاك) على الرفاق (عمرعلي الشيخ ) من السليمانية و(عادل سليم )من أربيل وكذلك على( يعقوب يعقوب مصري )و(عميده مصري) و(أنا ـ ارا خاجادور ) و(ساسون دلال) ، وقد أجريت لنا محاكمة وكان اسم الحاكم( النعساني) ، وقد حكم علينا بالاحكام التالية(ساسون دلال ) اعدام على اعتبار أنه عميل صهيوني و(أنا ـ ارا خاجا دور ) مؤبد على اساس انني عميل روسي و(عميده مصري) و(يعقوب مصري ) مؤبد (عمرالشيخ ) عشرة اعوام و(عادل سليم) 7 سنوات مع الاعمال الشاقة ، كان هذا بعد اسبوع من اعدام الرفيق( فهد ) اي في 21 من شهر شباط عام 1949
وقد أتخذوا قرارا بتسفيرينا إلى (سجن نقرة السلمان )(3 ) وقد اتخذ (يعقوب مصري) قرار بأن يكون (عمر الشيخ ) هو رئيس قافلتنا
بعد وصولنا الى سجن( نقرة السلمان ) رأينا هناك رفاق لنا تم نقلهم من سجن الكوت وكان المسؤول الاول هو( سالم عبيد النعمان) ، وقد التقى بنا جميعيا ولكن الرفيق (عمر الشيخ ) بدأ يناقشه، مما حدا بـ(سالم عبيد النعمان) أن يصرفنا ويستمر بنقاشه مع (عمر الشيخ) .
اتذكر جيدا , كنا ننام في المحجر انا في المنتصف وعن يميني عادل سليم وعمر الشيخ عن شمالي .
اللقاء الثاني كان بعد ثورة تموز حيث عرفت من أن هناك وفدا من نقابات كردستان قادم للقاء معي
كان رئيس الوفد (أحمد باني خيلاني ـ ابو سرباز ) وكانوا جميعا جالسين دخلت وسلمت عليهم وقد بدأ (ابو سرباز) بطرح مشاكلهم الحزبية، فقلت له هذه المشاكل يمكن حلها مع الحزب , هنا نقابات العمال ….ثم سمعت صوتا قال ولكن الحزب هو الذي ارسلنا، ورأسأ عرفت الصوت أنه صوت (عادل سليم) فقمت وعانقته وأعتذرت منه لأنني لم أراه ……
أما اللقاء الثالث فكان في عام( 1975 )على ما اعتقد فقد قدم وفد الاقليم ومن ضمنهم الرفيق (عادل سليم) واخرين وبأقتراح من الرفيق ابو سعود تمت دعوتهم في بيتي وقد كان هذا اللقاء الاخير مع الرفيق ( عادل سليم ـ ابو شوان) .
3 ـ
يقول السيد مصطفى سليم , شقيق الشهيد عادل سليم :
إستطاع عادل سليم وببراعة فائقة أن يترك تأثيراته الواضحة و المهمة والعميقة في تاريخ نضال الشعب العراقي والكردستاني وعلى مجالات الحياة بشكل عام وخاصة على الحزب الشيوعي العراقي ….
إن من ابرز الصفات التي تميز وعرف بها الشهيد عادل سليم منذ طفولته فطنته وذكاءه الشديدين، أضف إلى ذلك جديته في كل محطات حياته، كان مقداما سريا جدا ملتزما في مواعيد عمله بشكل لاتوصف ،وايضأ شجاعته وصدقه وحبه لاهله واصدقائه ورفاقه ووطنه وشعبه وتفانيه في سبيل رفعته إضافة إلى ما كان يتمتع به من البساطة والتواضع , والشواهد على ذلك عديدة و لا يتسع المجال لذكرها بهذه العجالة … وان الأشخاص الذين التقوا بالشهيد لا يزال منهم أحياء يتذكروا تلك الصفات النبيلة بتفاصيلها ….
عادل سليم هذا الإنسان الذي يبقى حياً في ذاكرة التاريخ وعلى صفحات الأيام بما قدم من أعمال جليلة ومآثر كبيرة ونجاحات عظيمة لعامة الناس ولمدينة اربيل ولاهلها الطيبين ….. وظلت قدماه الواثقتين تسير في الطريق المستقيم الى اخر لحظة من حياته …. حيث استشهد بيد البعثيين وهو يؤدي واجبه الحزبي في مدينة كركوك …..
رحيل عادل سليم :
في الساعة الواحدة والنصف من ظهر الثلاثاء الثاني عشر من ايلول ـ سبتمبر 1978 .اعلن المستشفى اربيل المركزي وفاة المناضل عادل سليم ، عن عمر يناهز( 51) عاما ……
ختاما اقول : من قال أن الكبار يموتون حين يغادرون هذه الحياة بعد طول عطاء .. هي فقط محطة يرتاحون فيها .. كي نكمل نحن ما بدؤوه ….
فعهدأ بالوفاء يا والدي الشهيد …. الذي علمتنا دومأ….. بان النصر حتما ات لامحال …
المجد الخالد للمناضل الشهيد عادل سليم شهيد الشعب والوطن …………..
و ألف سلام وألف تحية لرفيقة دربه ,شهيدة الغربة , المناضلة الاربيلية ( فتحية محمد مصطفى ) التي ناضلت وقدمت حياتها في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية ومن اجل نيل النساء حقوقهن الكاملة بمساواتهن مع الرجل في جميع مجالات الحياة العلمية والعملية ……..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الشاعر العراقي الكبير خلدون جاويد , شاعر عراقي مغترب، ولد في 25 نيسان 1948 وقيل في 1947 في سدة الهندية التي تتنقل إداريا ما بين محافظة كربلاء ومدينة بابل، ووالده من مدينة بغداد، ووالدته من مدينة بابل، وكان والده موظف يتنقل بين محافظات الجنوب وأخيرا أستقر في بغداد.
أنهى مراحل الدراسة واكمل الدراسة الجامعية عام 1973، وتخرج من فرع اللغة الإنجليزية في كلية الآداب (كلية اللغات الملغاة). وكتب الشعر منذ عام 1964 وفي عام 1966 بدأ ينشر شعره في صحف بغداد باسم خلدون الموالي، ومن الصحف والمجلات التي نشرت اشعاره هي المنار والجمهورية وملحقها الأدبي والشعب ومجلات مثل الاذاعة والتلفزيون والأجيال لاتحاد المعلمين والمتفرج.
ترك فكرة النشر في الصحافة بعد عام 1968 لكنه كتب ونشر باسم خلدون جاويد في جريدة طريق الشعب وحاول جهده ان لا يظهر كأسم في مجال الشعر أو سواه في تلك الفترة.
في عام 1978 غادر العراق على الأمل ان يعود له العام القادم، ولكنه قد مر عليه 30 عاما على غيابه القسري منه لتوالي الآلام والاحزان عليه.
بدأ السياحة من أول محطة وهي بلغاريا لقرابة عام ومن ثم الجزائر لتسعة اعوام. ومدينة دمشق لفترة ما، ومدينة موسكو لثمان أشهر، والدانمارك منذ عام 1991. ثم زار العراق لشهر واحد في نوفمبر عام 2003.كتب في كل هذه المراحل شعرا وقصة ونقدا ورواية وخواطر.
لديه الآن بحدود (15 – 20) مخطوطة تنتظر النشر وحاول أن يجمعها في ملفات واضع أياها في مكتبته لربما يأتي يوم يستطيع إخراجها على شكل كتب أو هذا مايعده ولده نوار به، لو قيّض له ذلك من بعده!
حصل على شهادة الماجستير من الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن قبل عامين. لم يستفد منها في التعيين الذي تأمله في بغداد مدينة احلامه! ….. الآن هو متقاعد ومتفرغ للكتابة عن العراق .
(2) ولد آرا خاجادور وسكانيان يوم 8/9/1924 في كمب الأرمن، الكيلاني، محلة باب الشيخ، بغداد , من أب أرمني ولد في يريفان وأم آشورية , درس في بغداد بمدرسة الأرمن، في عكد النصارى. وكان إستاذه المناضل الأرمني الإشتركي الديمقرطي (آرسين كيدور) ، الذي ترك أثراً كبيراً على تفكيره العمالي الأممي ,إنتسب في سن مبكرة الى عضوية الحزب الشيوعي العراقي في 1941 , إنضم الى قيادة الفرع الأرمني للحزب الشيوعي العراقي الذي تشكل في عام 1943، ثم تولى قيادته عام 1948.
ـ أعتقل في يوم 18 شباط/ فبراير عام 1949، بعد إسبوع واحد من إعدام مؤسس الحزب الشيوعي العراقي وقائده الرفيق يوسف سلمان يوسف ـ فهد ـ ورفيقيه حازم وصارم. ثم حكم بالسجن المؤبد قضى منها عشرة أعوام، وأطلق سراحه كآخر سجين سياسي بعد ثورة 14/ تموزـ يوليو/ 1958,عمل في اللجنة العمالية للحزب واللجنة المركزية بعد ثورة تموز ـ يوليو 1958 , عاد الى العمل في مصفي الدورة بغداد، وساهم في تشكيل نقابة صناعة النفط، وانتُخب رئيساً لها، ثم تولى سكرتارية أول إتحاد عام لنقابات عمال العراق بعد ثورة 14/ تموز ـ يوليو/ 1958, ساهم في إعادة بناء الحزب بعد إنقلاب 8/ شباط فبراير/ 1963.
واصل عمله في مختلف الهيات الحزبية: اللجنة المركزية، المكتب السياسي، جهاز صيانة الحزب وغيرها.
الى جانب مهماته الحزبية الأخرى عمل عضواً في المكتب العسكري للحزب بين الأعوام 1979 ـ 1984. تولى مسؤولية قيادة قوات الأنصار لـلحزب الشيوعي العراقي بين الأعوام 1984 ـ 1988 في كردستان إستمر في عضوية المكتب السياسي حتى إجتماع اللجنة المركزية في برلين عام 1989شغلت المخططاتُ الخارجية المعادية، العربية منها والأجنبية، المُعدة للعراق والمنطقة إهتماماته الرئيسية، فرفض الإحتلال، وأعتبر الإحتلال يؤدي الى كوارث للعراقيين والمنطقة تتضح تدريجياً، ولكن ربما بعد فوات الأوان , يواصل دفاعه بكل ما يستطيع عن الطبقة العاملة العراقية ومصالحها، ومصالح العراق الوطنية، ومصالح كل الكادحين العراقيين بكل أعراقهم وأديانهم وطوائفهم، ويؤمن إيماناً مطلقاً بالقدرات الخلاقة للعمال وحلفائهم وكل الكادحين العراقيين، من خلال إيمانه بقيم الروح الوطنية والأممية والصداقة بين الشعوب يقدم جهده في تلك المجالات وفي الوقت نفسه يسترشد بها أيضاً.
3ـ نقرة سلمان : سجن نقرة السلمان , أحد أقدم السجون في العراق يقع في محافظة المثنى في مدينة السماوة ناحية السلمان في منطقة صحراوية بدوية بالقرب من الحدود العراقية السعودية.في عام 1928 بنى القائد الإنكليزي كلوب باشا بعد احتلال العراق قلعة حولتها الحكومات الى سجن ضد الوطنيين وأبطال الانتفاضات والمعارضين .. ثم يأتي عام 1946 لتشيد الحكومة سجناً آخر في هذا المكان الذي تحيطه الصحراء…وهو منفى في ذلك الوقت حيث اختار الإنكليز منخفض السلمان أو ما يعرف بنقرة السلمان، لتكون مقرا لهذا السجن علما ان هنالك سجنين في نقرة السلمان اولها هو السجن الذي بناه الإنكليز والآخر بني على أحد تلال السلمان في ستينيات القرن الماضي من قبل الحكومة العراقية، وهو أكبر من سابقه بكثير.
2015
سبتمبر الفراق والوداع الاخير