متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية — نعود بعد أن أقحمنا هذا الفصل من حياة الرشيد في سياق الحديث عن الإمام فيصل بن تركي آل سعود لنواصل الحديث عن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود الذي توفي سنة ١٢٨٢ ه الموافق ١٨٦٦ م وسُرّت كل نجد بموته كثيرا، وقد جرت بعد ذلك محاولات كثيرة للقضاء على نفوذ هذه الأسرة السعودية الشريرة غير أنها لم تنجح، وبموته خلف وراءه ولدين هما عبد الله وسعود بن فيصل ولكن هذين الولدين اختلفا كما يختلف الآن امراء الاسرة السعودية الفاسدة على الغنيمة “والغنيمة هي الشعب وممتلكاته ” وراح كل واحد من هذين الاميرين عبد الله وسعود يجمع حوله الدلاديل والذيول كما يفعل بعض الأمراء الآن تماما، لكن كل شعب نجد ثار في حينه على جور هذه الأسرة اليهودية ولم يبق مع آل سعود الا المرتزقة، فثارت قبلية العجم ان بقيادة زعيمها العظيم راكان بن حثلين تناصرهم قبائل آل مر ة. فتقدموا إلى الهفوف عاصمة الاحساء وكان فيها أحمد السديري حاكما من قبل عبد الله بن فيصل فحاصروه فيها، واستولوا عليها وحرر العجمان والاحساء من الرجس السعودي، وحاول عبد الله بن فيصل آل سعود أن ينتقم فأرسل عددا من أذنابه لإحراق عدد من بساتين الاحساء ودور الفلاحين ففعلوا وأحرقوا الكثير منها وهرب العديد من الفلاحين إلى العراق، ولكن ما فعله آل سعود قد زاد النقمة وحقد المواطنون عليهم، ثم لم يكتف عبد الله بن فيصل بذلك، بل أرسل الماء المسمى (جودة) حيث كان يقيم عليها العجمان بني مرة بقيادة راكان ابن حثلين، وطلب عبد الله بن فيصل آل سعود من جنده أن يأخذوا العجمان على غرة قبيل طلوع الشمس فيقتلونهم، ولكن العجمان وبني مرة تنبهوا لهذه الخطة الغادرة فدحروا الجند السعودي وقتلوا منهم ٢٧٠٠ مقاتل سعودي مأجور، فسارع سعود وأتباعه (وهو شقيق عبد الله ) باحتلال الرياض وطرد أخيه عبد الله منها وذلك سنة ١٢٨٧ ه الموافق ١٨٧٠ م فأعلن سعود الثاني نفسه إماما على نجد، وهكذا يتخاصم أمراء آل سعود الذين زعموا أنهم “أحرارًا” على الشعب لسلب قوته والتسلط عليه وقتله، فحاول عبد الله بن فيصل أن يغتال شقيقه ولكنه لم ينجح وبعد ذلك حمل ما سرقه من أرزاق الشعب من ذهب وفضة ونفائس على مائة بعير وراح يتنقل من مكان إلى آخر لعله يجد من ينصره من المرتزقة، ولكنه لم يجد أحدًا سوى التافهين المرتزقة والمنتفعين الذين أغراهم بما سرقه من أموال الشعب فأرادوا الانتفاع بها، ولما رأى عبد الله بن فيصل عدم جدوى التافهين في اعادة السلطة السعودية إليه من أخيه، توجه عبد الله بن فيصل إلى زامل السليم حاكم مدينة عنيزة في لواء القصيم ولكن شعبنا المؤمن في عنيزة طلب من عبد الله آل سعود أن يغادرها حالا لأنه لا يمكن للشعب أن يناصر أميرا سعوديا على أخيه ليستولي هذا الامير على الحكم بينما جميع آل سعود ضد مصلحة الشعب وجميع الشعب يريد الخلاص من حكم آل سعود جميعا فاخرج أيها الأمير فكل العرب يريدون النجاة من شرور الأسرة السعودية الخبيثة …
وفي هذا العصر يحاول بعض أمراء الأسرة السعودية الفاسدة إعادة نفس التاريخ السعودي القديم
فغادر الأمير السعودي عبد الله بن فيصل عنيزة إلى حائل فاتصل بحاكمها محمد العبد الله الرشيد غير أنه لم يجد صدرا رحبا منه وكان موقف شعبنا في حائل بوجه عبد الله بن فيصل السعودي لا يختلف عن موقف شعبنا في عنيزة، وهو (عدم مناصرة أي أمير سعودي وجميع الناس يريدون التخلص من جرثومة العائلة السعودية كله ا)، فرحل عبد الله بن فيصل آل سعود من حائل إلى سلطان الدويش (والد فيصل الدويش) زعيم قبيلة مطير الذي قتله الطاغية الأخير عبد العزيز كما سبق لسعود الأول أن قطع رؤوس شيوخ هذه القبيلة ووضع رؤوسهم على مائدة الاكل وطلب من أبناء مطير الذين جاءوا يطالبون باطلاق شيوخهم أن يأكلوا من مائدة وضعها فوق رؤوس أبنائهم واخوانهم أبناء قبيلة مطير، ولكن مع كل هذا فقد التجأ عبد الله بن فيصل آل سعود آل قبلية مطير واتصل بشيوخها سلطان الدويش والد فيصل الدويش كما اتصل مع عساف أبو اثنين رئيس قبيلة سبيع يستنصرهم على أخيه سعود لمعرفته بأن شيوخ هذه ا لقبائل يكرهون أخاه سعود، ولكن سلطان الدويش وعساف أبو اثنين ابلغا عبد الله آل سعود بأنهما وشيوخ القبيلة يكرهون الحكم السعودي كله لأنهم ذاقوا العذاب على أيدي كل آل سعود الدخلاء وانهم سيعملون على تحطيم العائلة السعودية كلها، ولم ينجح عبد الله آل سعود بما حمله معه من ذهب مسروق من الشعب أن يغري به شيوخ مطير وسبيه، حيث رأى أنه لا حياة لآل سعود ما لم يعتمدوا على المستعمرين والاجانب فأرسل صديقه عبد العزيز بن بطبين إلى مدحت باشا العثماني منصوب السلطات التركية في بغداد آنذاك ليستمد منه المعونة لقتل أخيه سعود وتسليم البلاد.
وبهذا الاتصال السعودي القذر وجد مدحت باشا الفرصة سانحة للاستيلاء على الاحساء وسائر البلاد التي لم تخضع لتركيا قبل وجود آل سعود فسار الاتراك يساعدهم ناصر باشا السعدون رئيس قبيلة المنتفق وعبد الله بن صباح حاكم الكويت بجندهما واحتلت القوة التركية الاحساء وأطلقوا عليها اسم (ولاية نجد) وبعد ذلك طرد الاتراك عبد الله بن السعود .
هذا ما أوردته كتب التاريخ، كما ورد هذا في كتاب المستشار السعودي حافظ وهبة في صفحة ٢٢٩ من كتابه (جزيرة العرب في القرن العشرين ) الذي صدر بموافقة الطاغية الملك عبد العزيز (الاخير) وأمر له بنفقات طبعه، وحافظ وهبة هو مستشار الملك عبد العزيز والعضو البارز سابقا في (مجلس الربع) الذي كان يرأسه جون فيلبي خالق هذا العرش الأخير. من هذا يتضح حّتى لسذج الناس أن العائلة السعودية الدخيلة لم يقم حكمها في بلادنا قديما وحديثا الا على أعمدة أجنبية يهودية أولا ثم عثمانية انكليزية وأمريكية، ومن ذلك يتضح: أن الأمير السعودي كان يقتل أخاه في سبيل ملذاته وشهواته للحكم، وفي سبيل محافظته على هذه الشهوات التي يوفرها له الحكم يبيع آل سعود بلادنا للشيطان الرجيم، وفي هذا العصر يحاول بعض أمراء الأسرة السعودية الفاسدة إعادة نفس التاريخ السعودي القديم بقتل الآلاف من شعبنا وقتل حّتى بعض أفراد الأسرة ممن حاولوا شهر نفس السلاح، سلاح (الدين المزيف) بوجه الأسرة فقتل أفراد الأسرة بعضهم، كما حصل للأمير خالد بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود الذي قتله أعمامه آل فهد (فهد وسلطان وسلمان. بتهمة أن عددًا من أبناء الشعب حاولوا دفعه لمعارضة فساد أسرته)..وذلك عام ١٩٦٤.
والد الطاغية الأخير الملك عبد العزيز
عودة إلى ماضي الأسرة السعودية لنعود الآن إلى ما حدث بسعود الثاني عام ١٢٥٩ ه الموافق ١٨٧١ م.. لقد تململ شعبنا في الرياض من جور هذه العائلة السعودية ومن تسابق أمرائها على الحكم والتحكم في رقاب الشعب مع الادعاء الزائف بحبهم للشعب وتبني مطالبه عام ١٨٧١ م وأجمعوا على خلع سعود وطرده من الرياض .. ، فاجتمع شعبنا في قصر الرياض في يوم ١٧ رجب ١٢٨٨ فوجد أخوه عبد الله المقيم في الاحساء كالدمية في يد العثمانيين بعد أن أدخلهم إلى الاحساء، وجد الفرصة مواتية له فترك الاحساء ودخل الرياض يدعمه الجند العثماني، وحيث أن شعبنا في الرياض لم يقتل سعود الثاني وانما اكتفى بطرده من الحكم فقد حمّل سعود ستين بعير ! بما سرقه من ذهب وراح يستنصر الناس لقتل أخيه عبد الله رافعا راية”الأمير الحر ” فاستطاع بذلك أن يخدع البعض من قبيلة الدواسر والبعض من قبيلة عتيبة بما كذبه عليهم من أكاذيب قائلا (أنه يريد قتل أخيه عبد الله عميل بني عثمان وإبعاد الأتراك من البلاد التي سلمها لهم شقيقه عبد الله ) واستمر سعود الثاني يكذب على الدواسر وقبيلة عتيبة وعلى عدد آخر من أبناء نجد قائلا (اّنه سيجعل الأمر شورى بينهم ويحكم البلاد بالعدل وسيترك الأمر للناس باختبار من يريدون لحكمهم الذي يرتضونه وان آل سعود سوف لن يكون لهم صفة أو حكم ..).
وبمثل هذه المواعيد أخذ سعود الثاني يعدهم ويمنيهم، وما يعدهم آل سعود الا غرور ا.. فاقتنع بعض أبناء الدواسر بالكذب السعودي وساروا معه وحاصروا أخاه عبد الله في أرض الجزعة قرب الرياض فحطموه وهرب عبد الله واستولى سعود من بعده على الرياض وأعلن نفسه (إماما) وانتظر الدواسر وعتيبة أن يحقق ما وعدهم به فإذا ما وعد به سعود لم يكن سوى مواعيد سعودية .. لا يختلف ماضيهم فيها عن حاضرهم ولا أولهم عن آخرهم.. فطلبوا من سعود الثاني أن يسير بهم لتحرير الاحساء وبقية البلاد من الجند العثماني، ولكنه ضحك عليهم بالمواعيد الكاذبة، فبدأت معظم قبائلنا تطالب الجيوش العثمانية بالرحيل من البلاد، وعندما رأى سعود عزم القبائل على الثورة و تحرير البلاد من الحكم السعودي الخائن والتسلط العثماني، أرسل لهم أخاه عبد الرحمن الفيصل (والد الطاغية الأخير الملك عبد العزيز) أرسله إلى بغداد مخادعا بارساله العرب، قائلا (إنني أرسلت أخوي عبد الرحمن إلى الوالي التركي في بغداد ليتفاوض معه على إبعاد حكم الأتراك وإعطاءكم الحق في اختيار من تريدون !) فهدأ العرب بعد أن سافر أخوه عبد الرحمن الفيصل إلى بغداد وبقي في ضيافة الحكم العثماني وطالت غيبته فيه ا!.. فياله من ماكر؟. إذ مكث أربع سنوات في بغداد.. فعرف العرب الخديعة، فثارت القبائل على آل سعود، وعند ذلك أخرج الحكم العثماني عبد الرحمن آل فيصل من بغداد ليلعبوا به لعبتهم على العرب فوصل عبد الرحمن آل فيصل إلى الاحساء وادعى (اّنه لم ينجح في مفاوضاته مع الأتراك، وانه كان يتفاوض معهم طيلة هذه المدة) كما يزعم. ولكي يحرف الحكم العثماني الثورة عن طريقها الصحيح طلبوا من عبد ا لرحمن آل فيصل آل سعود أن يتصل بالبادية ويقود ثورتهم فيحرفها عن طريقها القويم الذي أرادوا بها الخلاص من آل سعود والحكم العثماني ..
وفي الكويت أقام عبد الرحمن بعد ذلك ضيفا على الحاكم العثماني قبل اعلان الحماية الانكليزية على الكويت وذلك عام ١٣٠٩ ه ١٨٩١ م وكان يتقاضى مرتبا من الاتراك قدره ( ٧٠ روبية ما يعادل سبعة جنيهات استرلينية ) ومن ثم أخذ ولاة الحكم العثماني في بغداد والكويت والاحساء والقطيف يهددون به محمد ابن الرشيد الذي كان يحارب نفوذهم في الجزيرة العربية آنذاك .. ومنذ ذلك الوقت ساءت العلاقات بين محمد بن الرشيد وحاكم الكويت مبارك آل صباح… في هذا الوقت بدأ الانكليز يحاولون فرض سيطرتهم التامة على الكويت والعراق وأجزاء كثيرة من الجزيرة العربية فاتفقوا مع عبد الرحمن آل سعود على أن “يوسوس” للشيخ مبارك الصباح، ويزعم أن أخويه محمد وجراح آل صباح قد صرحا له (بأنهما ينويان اغتيال أخاهما مبارك ليستأثرا بحكم الكويت ) ووعد الانكليز عبد الرحمن آل سعود أنه بعد نجاح ما يقوم به سيجعلان من الكويت منطلقا له لإعادته إلى الرياض … ومن ناحية أخرى اتصل الانكليز بالشيخ مبارك الصباح وأوعزوا له بنفس الموضوع وزعموا (أن أخويه محمد وجراح قد طلبا مناصرة الانكليز في اغتيالهما لأخيهما مبارك الصباح !) علمًا أن شيئا هذا لم يحدث، فالاخوان محمد وجراح كانا على خلاف مع الانكليز … هنالك هاج مبارك الصباح فقتل أخويه محمد وجراح وذلك في أواخر ١٣١٤ ه ١٨٩٧ م واتهم بقتلهما أحد أقاربهما وهو الشيخ يوسف ابن إبراهيم وكان هذا الشخص يقيم في البصر ة.. ولم يقف الانكليز عند ذلك بل أبلغوا مبارك الصباح بأن أولاد أخويه (محمد وجراح ) ينوون اغتياله ثأرا لوالديهم، فحاول مبارك الصباح اغتيال أولاد أخويه الصغار ولكنهم هربوا ولجأوا إلى الشيخ يوسف بن إبراهيم في العراق، وبعد ذلك بدأ الخلاف بين عائلة آل إبراهيم يناصرهم قسم من أهال الكويت وبعض عائلة الصباح وبين الشيخ مبارك الصباح، وجهز الشيخ يوسف بن إبراهيم حملة من العراق للاستيلاء على الكويت ولم تنجح، وفي هذا الأثناء أرسل الانكليز سفينة حربية صغيرة إلى شواطئ الكويت وقالوا (انها سفينة تركية ارسلها الاتراك لنقل مبارك الصباح إلى استنبول لأنه عّين عضوا في المجلس الشورى التركي بعد عزله من الحكم ) وكانت أكذوبة الانكليز هذه بداية الحماية. فأعلن الانكليز حمايتهم للكويت.
وهددوا السفينة باطلاق النار إذا لم تنسحب فانسحبت السفينة بالطبع . لأنها انكليزية!.. عندئذ بدأ الانكليز يفكرون في ابراز مطية لهم في قلب الجزيرة العربية، وكان محمد العبد الله الرشيد قد مات بعد حكم دام ٣٠ سنة وهي أطول فترة مر بها حاكم من آل رشيد حيث حكم من عام ١٢٨٦ ه حّتى ما بعد عام ١٣١٥ ه ومات موتا طبيعيا. بينما مات كل حكام آل رشيد قتلا.. بل لعل فترة حكمه كانت أطول فترة مر بها حاكم فرد في الجزيرة العربية … وفي اليوم نفسه: استولى مكانه عبد العزيز المتعب الرشيد، وهو رجل شجاع اّنما ينقصه من الصفات الشخصية الحسنة التي يتحلى بها عمه العبد الله كثيرا، وحاول الانكليز إقناع عبد العزيز المتعب الرشيد بالاستفادة من شجاعته بالسير في ركابهم ليجعلوا منهم ملكا للجزيرة العربية بدلا من ابن السعود أو غيره… لكنه أبى أن يسير معهم ولو خطوة واحد ة… وبدأت الأحوال تسوء بين الصباح والانكليز بينما تتحسن بين الاتراك ويوسف بن إبراهيم وعبد العزيز المتعب الرشيد، وبدأ الانكليز في البحث عن المطية، أو القناع الذي يستتر به الانكليز للقضاء على ابن الرشيد للسير في درب العمالة … ووضع ركيزة للانكليز في قلب الجزيرة، فلم يجدوا أسهل من آل سعود ففاتحوا عبد الرحمن الفيصل آل سعود بالخروج من الكويت لمحاربة ابن الرشيد .
وقالوا (أنهم سيمدون له العون مالا وسلاحا ورجالا)، لكنه خاف ولم يعد يحتمل مقاتلة جيش عبد العزيز الرشيد، فصرح عبد الرحمن بقوله : (انني كبرت الآن ولا أستطيع مقابلة عبد العزيز المتعب الرشيد ) فاغرى الانكليز مبارك الصباح حاكم الكويت ووعدوه (بجعله حاكما على حائل ونجد بالاضافة إلى الكويت وغيرها فسال لعابه ووافق وبدأ يستعد للصفقة وخرج من الكويت متوجها صوب نجد وحائل، لكن عبد العزيز المتعب الرشيد علم بذلك فاستنفر جيشه وقابل ابن صباح في ضواحي القسيم في مكان يدعى (الصريف) وذلك في سنة ١٣١٨ ه أول فبراير سنة ١٩٠١ م وانقضت قوات ابن الرشيد على قوات ابن صباح فأبادتها عن آخرها، وهرب مبارك الصباح بجلده ولم يكن معه إلا نفر قليل كانوا في المؤخرة بعيدا عن المعركة . وتعرف هذه المجزرة (بمجزرة الصريف والطرقية) حيث لم يبق بيت من بيوت اخواننا وابناء شعبنا الاحباء في الكويت إلا وفقد فيها عزيز عليه أو أكثر من جراء الجريمة الشنيعة التي كان المتسبب الأول فيها الانكليز وأطماع الحكام الذين ساقوا وما زالوا يسوقون الشعوب مرغمة لتقابل بعضها لمصلحة الحكام ليكون للشعوب المغرم وللحكام المغنم، ان الحروب جرائم الحكام … وكان أبناء شعبنا في الكويت لا يعرفون بالطبع لماذا أخرجوا من الكويت لقتال اخوانهم في حائل ونجد وقبائل شمر إ ّ لأن الحكام خدعوهم قائلين (هذا هو الدفاع عن الوطن!) .. فاقتتل الشعب بعضه بعضا لمصالح الحكام الرجعيين والانكليز يسميه هؤلاء باسم الدفاع عن الوطن !.. لقد ذهب الكثير من الضحايا من اخوتنا الاعزاء في الكويت في تلك المعركة، وعاد مبارك الصباح بفائدة واحدة وهي (أن لا فائدة لمثل هذه المعارك مع ابن الرشيد وشمّر ).. فأول الانكليز فشل مبارك الصباح ومن معه (على أنهم ربما لكونهم غرباء عن أرض نجد ولذا لابد من اخراج شخص جديد من نجد نفسه ا). وهكذا قال الانكليز… ولكن من يا ترى هذا الشخص؟. (لقد فشل ابن صباح . وسيفشل عبد الرحمن آل سعود لخوفه ولكونه كبير السن ! وانهارت أعصابه من مطاردات عدد من قبائل وشعوب الجزيرة العربية له).
ان لدى المخابرات البريطانية ما يثبت أن هذه العائلة تنتمي إلى أصل يهودي يرجع إلى قبيلة بني القينقاع
يقول جون فيلبي : (لقد رأى بعض رجال المخابرات العامة أن يبرزوا لهذه المهمة فيصل الدويش رئيس قبيلة مطير فهو رجل قوي الشكيمة قوي القبيلة يستطيع أن يكون سلطانا وملكا على الجزيرة العربية بقوة الانكليز، ولكن بعض رؤساء المخابرات الانكليزية ترددوا أخيرا لأن لصفات الدويش الشخصية هذه والقبيلة مضارها ولان ايمانه الإسلامي
صادق واعتزازه بعروبته قوي وهذا ما سيجعل منه ا لشخص غير القابل للترويض ومن خلال دراسة لشخصيته ثبت أنه ليس مطواعا للانكليز ولا يعتمد عليه ولهذا غض عنه النظر ) ويقول جون فيلبي: (وعاد رجالنا في المخابرات الانكليزية للتكرار على عبد الرحمن آل سعود قائلية له : “نحن لا نريد منك أن تخرج من الكويت بل تبقى هنا وكل ما نريده أن نستخدم اسمك في حركتنا هذه فقد منحناك الثقة الكاملة وسنكون لك جيشا بعدته وعتاده ليستولي هو وحده على الرياض فيسلمها لك ويجعل من الرياض قاعدة ينطلق جيشنا منها لتصفية نجد وحائل ولنصد خطر عبد العزيز المتعب الرشيد والاتراك.. وأنت أقرب الناس إلى قلوبنا”. فكرر عبد الرحمن آل سعود تخوفه من الفشل الذي سيصيبه وقال: “أما بالنسبة لي فقد انتهيت لكنني أعرض عليكم ابني عبد العزيز لأنه رغم صغر سنه سيعينكم” ويتابع: أولا لان عبد العزيز شاب صغير في مستقبل العمر وبالإمكان توجيهه كما ينبغي..
ثانيا ان لدى المخابرات البريطانية ما يثبت أن هذه العائلة تنتمي إلى أصل يهودي يرجع إلى قبيلة بني القينقاع وكان عبد الرحمن آل فيصل آل سعود يفخر بهذا الأصل عندما قالوا له ذلك ويقول ان هذا ما يقربني من بريطانيا زلفى .. الشخصية التي ستحقق تنفيذ الرغبات في حل مشكلة فلسطين لصالح اليهو د لتكون لليهود ارضا يقطنونها بعد تشرد طويل.) هذا ما قاله جون فيلبي . وليس الأصل هو المهم، فهناك من العرب من تآمر على فلسطين وهو لا يمت إلى اليهود بصلة.. ويتابع فيلبي قوله : (وبدأ توجيه الفتى عبد العزيز ووجد الانكليز القابلية التامة فيه والاستعداد وقوة الذاكرة لتلقي ما يملى عليه .. فقامت المخابرات الانكليزية بتجنيد حملة قوامها خمسة آلاف جندي من البدو سارت من الكويت بقيادة الكابتن شكسبير متجهة إلى حائل عبر نجد فعلم بها عبد العزيز المتعب الرشيد وقابلها بجنده في نجد “بمكان يسمى جراب قرب بلدة الزلفى ” وأبادها وفي مقدمتها قائدها الكابتن شكسبير وكان مع ابن الرشيد قبائل شمر وأهل حائل ).. والذي قتل شكسبير شخص يدعى (صالح الذعيت) هجم عليه بينما كان شكسبير يمسك بمدفعه ولكنه ما أن رأى الشخص يهجم عليه شاهرا سيفه حّتى أخذ القائد الانكليزي يرفع الخوذة وينزلها من على رأسه احتراما وسلاما واستسلاما، ولكن الذعيت لم يقبل بسلام واستسلام الانكليزي قائد الجيش السعودي المدعي بالدين الحنيف زورا بل ضربه بالسيف ضربة فصلت رأسه عن جسده وهو يردد (هذا جزاء المعتدين فلتمت حّتى يعلم الناس أننا لم نقتل الانكليزي شكسبير قائد جيش من زيفوا الإسلام .. وأفتوا بأننا كافرين إلا لأننا ندافع عن بلادنا).. ولنعطي المجال لجون فيلبي مرة أخرى.. فهو أحق من غيره بالكلام !.. لأنه صانع العرش .. خالق هذا الكيان السعودي الجديد .. وبالأصح: اّنه الرسول الأمين للخالق فالمخابرات الانكليزية بقضّها وقضيضها هي الخالقة للعروش .. ولننظر ما سيقوله “الرسول” هذا الجون فيلبي.. يقول: (بعد أن قضى شمر وأهل حائل على بعثة الكابتن الجون فيلبي .. يقول: (بعد أن قضى شمر وأهل حائل على بعثة الكابتن شكسبير رأى المكتب الهندي “مكتب المخابرات ” أن أتولى أنا شخصيا.. هذه المهمة الشاقة مانحا اياي ثقته .. فرأيت أن لا أخيّب هذه الثقة.. رأيت أن أقدم نوعا جديدا غير ما قدمه سلفي شكسبير …
ليفتوا بتكفير من يعارض عبد العزيز آل سعود وإباحة دم كل من يعارض ابن السعود وإباحة ماله وعرضه وأرضه
ودعمت رأيي بما يلي:
أولا ان كانت مصلحة بريطانيا قد قضت بتقوية الشريف حسين رغم كونه ينادي بالثورة العربية الكبرى فقد كان دعم الانكليز للثورة العربية الكبرى يعتبر من صالح الانكليز وقد قصد به استقطاب العرب حول الشريف للقضاء به على عدونا النفوذ التركي وإخراج الأتراك من البلاد العربية لكون الأتراك يحاربون النفوذ البريطاني باسم الإسلام ويصعب على بريطانيا محاربة دولة مسلمة تدعي أنها جاءت لخدمة الكعبة وحماية الأراضي المقدسة من جور “الكفار ” وتعتبر أن الأراضي العربية كلها مقدسة بالنسبة لها ولم يكن لنا أي بد من محاربة دولة المدعين بالاسلام إلا بدولة إسلامية وعربية أيضًا ولها أيضًا من الأحقية والقداسة لدى المسلمين ما ليس لتركيا نظرا لدعوى الشريف أنه من سلالة محمد بن عبد الله نبي هذا الدين .. أما الآن وقد أصبح النفوذ التركي باطلا بعد ضربه باسم الوحدة العربية والثورة العربية وأخذ بالانقراض. فيجب أن لا تتركه ينقرض وحده بل وينقرض معه النفوذ الهاشمي من الأراضي المقدسة لكيلا يستخدم هذا النفوذ ضدنا نفس السلاح الذي استخدمناه ضد الأتراك وليكلا تستغل العائلة الهاشمية “قداستها” ! في المناورات السياسية ويندفع حسين بن علي في دعوة توحيد الوطن العربي تحت تاجه مدفوعا بقوة العرب المؤمنين بالوحدة حقًا، وتوحيد الوطن العربي لن يكون بالطبع من صالح بريطانيا حّتى ولو جاء التوحيد هذا تحت حكم ملكي مؤيد لبريطانيا “مائة بالمائة ” فقد يتغير هذا الحكم بإحدى الثورات ا لتي تقضي على المصالح البريطانية بين عشية وضحاها ويصبح من العسير على بريطانيا تفريق الشعور العربي الذي سيتوحد ويتقد بالعداء لبريطانيا..
فوافق البعض من رجال المخابرات أما البعض الأخر فقد وقف مع لورنس إلى جانب الاشراف لكن الجميع قد استسلموا لآرائي أخيرا بعدما لمسوا ذلك بأيديهم . ولهذا الموضوع قصة طويلة انتهت بنفي الشريف حسين إلى قبرص وابتدأت بأولى عملياتي مع عبد العزيز آل سعود، فرأيت أن لا أقود المعارك كما فعل سلفي الكابتن شكسبير فأقتل كما قتل وإنما أبقى في المؤخرة وأخطط لها فبدأت بصنع مستلزماتها وكانت ما يلي:
تجميع أكبر عدد ممكن من آل الشيخ والدارسين لأصول الفقه وإطلاق لحاهم
١ إطلاق لحيتي وشعر وجهي كله.
٢ إشهار إسلامي واستبدال اسمي “جون فيلبي” باسم الشيخ محمد فيلبي، وقد رأيت أن المصلحة بالابتعاد عن اسم”محمد” فاستبدلته باسم الحاج عبد الله فيلبي.
٣ وضع مرتب شهري مبدئي لعبد العزيز قدره ( ٥٠٠ ) جنيه إسترليني ومبلغ ١٠٠ جنيه إسترليني لوالده عبد الرحمن ٢٥,٠ لكل واحد من إخوته.. ٣٠
٤ صك مبالغ كثيرة من العملة المزيفة “جنيهات ذهب وريالات ماري تريزا” وإحضار / ٣٠٠٠٠ / بندقية مع ذخيرتها وكمية من المدافع الرشاشة وجعل عدد من البواخر والطائرات تحت طلب هذه العمليات.
٥ تجميع أكبر عدد ممكن من آل الشيخ والدارسين لأصول الفقه وإطلاق لحاهم كحالتي وصرف مرتبات ثابتة لهم ليفتوا بتكفير من يعارض عبد العزيز آل سعود وإباحة دم كل من يعارض ابن السعود وإباحة ماله وعرضه وأرضه.
تكوين جيش متدين يلتزم بفتاوى هؤلاء
تكوين جيش متدين يلتزم بفتاوى هؤلاء “الشيوخ” التزاما كليا ويسمى “جيش الاخوان” علامتهم الفارقة “عمامة ” فوق الرأس، وشعارهم “هبّت هبوب الجنة وينك ياباغيها” أي فاحت روائح الجنة ومن يريد الجنة فليتقدم للموت في سبيلها.. وقفة عندما وقف عنده فيلبي إلى هنا نقف عندما وقف عنده جون فيلبي!.. فيلبي الذي قال وفعل!. ثم أخذ في تجميع هذا الجيش، وأخذ عدد أصحاب اللحى الطويلة المزيفة يزداد كل يوم والأموال الانكليزية المزيفة تدفع لهم بلا حساب .. وأخذ جيش المرتزقة والمخدوعين يتكاثر.. وعين الانكليز مستشارين من كل بلد عربي لعبد العزيز آل سعود وكونوا لهم مجلسا أطلقوا عليه اسم (مجلس الربع ) أي مجلس الجماعة، وهذا المجلس يرأسه الشيخ جون فيلبي نفسه، ومن أعضائه حافظ وهبه من مصر وخالد قرقرى من المغرب وفؤاد حمزة ويوسف يس من سوريا وبشير السعداوي من ليبيا وعبد الله الدملوجي من العراق وحسين العويني من لبنان، وغيرهم … ورأوا أن يتجمع جيش الإخوان في أماكن يطلق على كل منها اسم (الهجرة) تشبّها مع الفارق الكبير بالمهاجرين الذين هاجروا مع النبي العربي محمد بن عبد الله من مكة إلى المدينة !.. وطفق تجار الدين في تلقين هؤلاء الجنود المخدوعين بالفتاوى الصادرة عليهم من (مجلس الربع ) الواردة من مكتب المخابرات الانكليزي (المكتب الهندي) عن طريق الحاج جون فيلبي، ومنها قولهم (كل من قتل عشرة من قبيلة شمّر أو أهالي حائل أو ممن يعادون ابن سعود يدخل الجنة بلا حساب ليجد فيها عشر حوريات من الحسان الكواعب الاتراب اللائي لا يكبرن عن ١٥ سنة ولا يصغرن عن هذه السنين عمرا، بالاضافة إلى لحوم الطيور المشوية التي سيجدها كل من يُقتل تحت بيارق آل سعود في الجنة، وما عليه الا أن يفتح فمه فتسقط في فمه مشوية دون عظام بالاضافة إلى أنهر العسل واللبن ).. إلى غير ذلك مما يتمناه كل محروم في الدنيا!.. ولم يعلم أبناء البادية أن الذي لم يجد في دنياه شيئا لن يجد بعد موته أي شئ.. وكما يقول القرآن الكريم: (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا(72). ال|إسراء ).. وكنوع من التضليل: أخذ “مجلس الربع” هذا يحجب مجموعات من الدجالين والمرتزقة عن نظر المخدوعين من جنود القبائل “ثم يبث” مجلس الربع إشاعات تقول: بأن (فلان، وفلان، وعلان ) قد تسللوا إلى حائل فشاهدوا بأعينهم “الحور العين ” داخل أسوار حائل وغيرها ثم يكرر رجال الدين دجلهم قائلين لجنود البادية المخدوعين ( ان مشاريع العمران قائمة عند الله لمن يقاتل المشركين من أهل حائل وأهل الحجاز وعسير وتهامة واليمن والجوف والاحساء و”بعض الكفار من أهالي نجد” أما البعض الآخر التابع لابن السعود فأولئك من أهل الجنة الذين خصص الله لكم واحد منهم قصره فيها وفيه ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين من حور عين ولبن لم يتغير طعمه وعسل مصفى ورعية من الخيل والإبل والأغنام ). ويقول أحد شيوخ القبائل (الشيخ بن سحمي ) في تصريح له نشره المستر (ه. ر.ب ديكسن ) رجل المخابرات البريطاني المعروف في الكويت في كتابه ( الكويت وجاراتها): “لم نكن نعلم بادئ الأمر أن بريطانيا قد جاءت تعلمنا أمور ديننا مرسلة لنا بجون فيلبي وعبد العزيز آل سعود .. ولم ندرك هذه الخديعة٣١ الا في وقت متأخر بعد فوات الاوان وبعد أن انقسمت المدينة الواحدة والعشيرة الواحدة والعائلة الواحدة إلى أقسام عديدة وقام الأخ منا يقتل أخاه وابنه وزوجته ويبيع كل ما يملكه أو يذبح ابله وأغنامه للتخلص منها والتخلص حّتى من أقرب الناس الينا ومن كل ما يعوقنا في الدنيا عن طريق الاخرة الذي لا يعلمه الا الله!.
وبهذا التضليل السعودي اليهودي الانكليزي سارت الحركة الوهابية السعودية أولا وأخيرا
وبهذا التضليل السعودي اليهودي الانكليزي سارت الحركة الوهابية السعودية أولا وأخيرا معتمدة على دراسة نفسية لهذه القبائل ومعتمدة على ايجاد (طوابير خامسة) داخل القبائل والمدن والقرى ومعتمدة على فتاوى عدد ضخم من تجار الدين الذين خادعوا القبائل بطول شعور ذقونهم الضالة وكان لهم أقوى التأثير في نفوس بعض القبائل حّتى جعلوا من الوهم عقيدة تشربت بها عقول ودماء العدد العديد من القبائل إلى الحد الذي أسلفناه: أن الأخ قتل أخاه والأب قتل ابنه لمجرد أن هذا المقتول عارض هذا الضلال الانكلويهودي سعودي الذي حسبوه دينًا برقعوه ببراقع الإسلام والإسلام منه براء، مما جعل أفراد القبائل يتبرأون من كل شئ في الدنيا بحثا عن ملذات الآخرة، وعندما يصاب أحدهم بجرح يمنعه عن المسير يبادره أقرب الواقفين منه بطعنة خنجر، مسرا بأذن الصويب وهو يلفظ آخر أنفاسه قائلا : (لا تنساني عند ربك يافلان أسرع للقاء ربك واحجز لي عنده بيتا في الجنة ) فيرد المطعون وهو يلفظ آخر أنفاسه قائلا : (هل تريد البيت مخومس أو مسودس؟ ) وهو نوع من بيوت الشعر البدوية، فيرد الطاعن والدم لا يزال يقطر من يده يسدد له طعنة أخرى وأخيرة فيقول له : (لا تطول الحكي. اذهب وتفاهم مع الله على نوع البيت وما يريده الله مقبول ولا شروط عندي الا أن تكون فيه فرس مربوطة، وحور ممشوطة، وكلب للغنم، وسلقة للصيد، ودلو لا خراج الماء ، ويكون البيت بالقرب من نهر اللبن وأشجار القهوة) كذا.. وليست هذه الوصايا من أحاديث التندر إنما هي “فتاوى سعودية ” قد حدثت فعلا يرويها من عاصروه ا.. لقد روى أحد أفراد جيش “الإخوان” ممن لا زالوا أحياء لزميل له من “الإخوان” اسمه: فريح الّنبص يقول : (حينما كنت من جند الإخوان التابعين للشيخ فيصل الدويش وجرحت في معركة تربه وتركني “الإخوان ” طريح الأرض ينزف دمي .. لم ينقذ حياتي غير امرأة بدوية مرت بي فأخذتني إلى بيتها وحفرت لي حفرة في التراب ألهبت النار فوقها حّتى حمي التراب ثم دفنتني فيها فالتأمت جراحي بهذه الطريقة و بعناية البدوية وبعد شهرين لحقت بقوم ابن السعود وإذا بي أجد أحد مشايخ الدين قد تزوج زوجتي بحجة “أن زوجها قد تزوج سواها في الجنة”.
أفتى “بكفري” زاعما: “أن الله قد أعادني إلى الدنيا وأخرجني من الجنة… لكنه ما أن رآني الشيخ قد رجعت أفتى “بكفري” زاعما: “أن الله قد أعادني إلى الدنيا وأخرجني من الجنة لانني من الكفار والمنافقين، فأمر الشيخ بقتلي من جديد واحراقي بالنار تطهيرًا لجسدي وروحي .. الشريرة..) ويقول: (لقد تمكنت من الهرب بجلدي بعد أن فقدت زوجتي الغالية مما جعلني أكفر في الدنيا والاخرة وألعن كل حبة رمل داستها اقدام”الاخوان” وألعن الجنة والنار معهم ).. هذا الشخص لا زال على قيد الحياة واسمه “علي السلامة” وقد قارب ال ٨٠ سنة.. وبمثل هذه الفتاوى الفاسدة، استطاع الانكليز بث الروح الوهابية اليهودية بمشايخ الدجل الديني فخدعوا بعض القبائل٣٢ التي تبرأت من كل شئ في الحياة باعتباره “شقاء” منادين بأعلى أصواتهم في الشوارع تخلصا من هذا “الشق اء” قائلين(وينك يا شاري الشقاء؟).. لقد تخلى هؤلاء المخدوعين حّتى عن أموالهم باعتبارها “شقاء” يمنعهم ويشقيهم عن الجهاد!.
وأصبح أهم ما يشغلهم قصور الجنة وحورها، وريالات الانكليز وذهبهم المزيف .. وكان من أول من خدع بهذه المغريات ويا للأسف (فيصل الدويش ) رئيس قبيلة مطير (وسلطان بن بجاد) رئيس قبيلة عتيبة (ومحسن الفرم ) رئيس قبيلة حرب (وأبو اثنين ) رئيس قبيلة سبيع (وملبس بن جبرين ) من شيوخ قبيلة شمر وغيرهم ممن قتلهم آل سعود أخيرا حينما اكتشفوا الخداع السعودي فساروا عليه .. وبالطبع فهذه القبائل كانت تابعة لشيوخها.. وبهذه الطريقة هيأ الانكليز الجو لمضغتهم عبد العزيز ونشروا أخباره وأسفاره في كل البلاد العربية وصحفها وصحف العالم، ولكي يعزز الانكليز من مركز الفتى عبد العزيز آل سعود أخرجوه خارج الكويت بقوة كبيرة ليضرب بعض القبائل الموالية لابن الرشيد لكنه فشل.. الا أن حكم آل الرشيد نفسه في الحقيقة قد أسدى بنوعية تركيبه خدمة كبيرة للانكليز وابن السعود، لكون هذا الحكم الفردي العائلي قد تقهقر إلى الوراء بعد أن فقد تلك الشخصية القوية، شخصية محمد العبد الله الرشيد، وأصبح كل واحد من آل الرشيد يغتصب الحكم بقتله لأخيه وابن عمه بعد مدة وجيزة ليحكم، بلا هدف، فيقتله الأخر من أجل أن يحكم الناس بلا هدف الا هدف الحكم وحده، الا أن حكام آل رشيد يشهد لهم أنهم لم يخادعوا الناس باسم الدين ولم يقتلوا أحدًا بحجة
أنهم “كفار ومشركين ” كما يفعل يهود آل سعود وآل عبد الوهاب.. ولو لم يقتل آل رشيد بعضهم بعضا، ولو أن حكمهم قد قام على دعوة إصلاحية أو فكرة عقائدية اقتصادية واجتماعية حّتى ولو كانت مزيفة !.. لعاش مدة أكثر نتيجة لقوة أنصاره من شمر وغيرهم.. ولنرجع مرة أخرى الآن إلى أقوال جون فيلبي رئيس مجلس الربع السعودي؟..
وبدأ الانكليز بتوجيه الضربة من الرياض يقول جون فيلبي (لقد رأت أن نقوم بالاتصال بمشايخ الدين في الرياض تمهيدا لإرسال عبد العزيز إلى الرياض والاستيلاء عليها وجعلها مركزًا رئيسيا لحركتنا الوهابية الدينية التي اعتنقتها نظرا لبعد الرياض عن عاصمة ابن الرشيد وضعف مركز عجلان ت عامل ابن الرشيد في الرياض وقلة حراسته، وبالفعل أرسلنا الرسل ووجدنا الطريق١٩٠١ ومعه ٢٥٠ شخصا وليسوا كما قيل ٤٠ /٨/ ممهدا أمامنا وبذلك أخرجنا عبد العزيز من الكويت بتاريخ ١٣١٩٠١ كانوا /٨/ شخصا وفي رواية أخرى ٢٠ شخصا وحملناهم بسيارات مسلحة إلى مقربة من الرياض، وفي ليلة ١٩ يقيمون جميعا في بيت واحد من آل الشيخ داخل بساتين “الشمسية” وكان يتصل بهم بعض آل الشيخ الذين رتبوا لعبد العزيز طريقة الدخول إلى الرياض واتفقوا مع زوجة عجلان وهي من أقارب عبد العزيز بأن تدخل عبد الله بن جلوي ابن عم عبد العزيز وعدد معه إلى بيتها وتخفيهم حتى إذا ما نام عجلان باغتوه واغتالوه في فراشه فوافقت الزوجة ولكنها اظهرت مخاوفها أن يطلع عجلان على أمرهم فيقتل الجميع واقترحت أن لا يدخلوا إلى بيتها رأسا وإنما تدخلهم إلى حظيرة البقر في البيت المجاور وتختلق للبّقار عذرا فترسله تلك الليلة بعيدا عن البيت فكانت خطة ناجحة١٩٠١ دخل عشرون منهم إلى الرياض بثياب نسائية إلى بيت /٨/ شاركت في إنجاحها زوجة عجلان . وفي عشية ليلة ٢٠ زوجة عجلان رأس وكأنهن نساء زائرات وتظاهرت زوجة عجلان بالترحيب “بهن لزيارتهن” لها. ثم “أدخلتهن” إلى بيت البقر، وانتظروا طويلا ولكن عجلان لم يأت حيث أرسل لها رسولا يخبرها بأنه سينام تلك الليلة في قصر الحكم .. وخيل للزوجة أن خطتها قد كشفت .. وكاد المريب أن يقول خذوني، فكادت أن تطلع زوجها على الأمر إتقاء لنقمته ..
الحكم اليوم لله ولعبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود
لكنها انتظرت.. وأبلغت المقيمين في بيت البقر بالأمر وهو أن زوجها أخبرها بأنه سينام في القصر .. وخيل لهم أيضًا أن أمرهم قد كشف .. ففكروا بالهرب.. ولكنهم وجدوا أخيرا أن خروجهم سيكشفهم أكثر ولم يكن من المؤكد أن يكون أمرهم قد٣٣ كشف.. وبعد ساعات تبين لهم بواسطة الزوجة الثانية ستبات معه تلك الليلة … وبذلك وضعت للمتآمرين الخطة ..
وقالت لهم: باتوا هنا.. واخرجوا في الصباح لتغتالوه، فعجلان بعد أن يصلي الصبح يشرب القهوة ثم يخرج بعد شروق الشمس ليطلع على حالة الخيل بجوار القصر وفي هذا الأثناء لن يكون معه أحدا فحراسه وعددهم ثمانية عشر يرقدون في القصر بعد صلاة الصبح وهناك تتاح لكم الفرصة لقتله .. وكانت خطة منها ناجحة لقتل زوجها.. ففعلوا واتجه قسم منهم قوامه ال ٢٠ شخصا، وانقسم بقيتهم إلى قسمين لامداد الاولين في حال فشلهم أو قتلهم .. واتجهت المجموعة الأولى من قبيل الفجر نحو القصر وجعلوا من أنفسهم ضيوف ا!.. فمثلوا دور الضيوف النائمين عند باب القصر!.. ولم يناموا وإنما غطى كل واحد منهم جسده وسلاحه بعباءته وتمدد على الأرض .. ولم يكن هذا المنظر مستغرب ا.. فهون المنظر الدائم للضيوف!.. وما أكثر الضيوف.. وما أن خرج عجلان من القصر كعادته التي أرشدتهم عنها زوجته حّتى أمطروه”الضيوف” بوابل من الرصاص !.. واستطاع أن يتراجع عجلان إلى داخل باب القصر لكن رصاصة من عبد الله بن جلوي قد أدركته فسقط قتيلا وسحبوه إلى خارج القصر .. غير أن حراس القصر تمكنوا من إغلاق الباب والاستمرار في إطلاق النار والمقاومة فقتلوا خمسة وجرحوا سبعة من جنود السعوديين الذين لحقت بهم الهزيمة لو لم تكن الإمدادات الكامنة في بيوت الشيخ قد تداركتهم وهاجمت القصر بما يزيد عن الثلاثمائة مسلح .. ورغم ذلك لم يستسلم حرس القصر إلا بعد أن عاهدهم السعوديون مقسمين (بوجه الله ووجه عبد العزيز) بالمحافظة على أرواحهم واعطاءهم الخيار في الاقامة في أي مكان يريدون، وبذلك فتح الحراس باب القصر واستسلموا ( ١) لكن السعوديين لم يفوا بعهدهم … فقتلوهم شر قتلة ومزقوا أوصالهم ومثلوا بهم وبقروا بطونهم وأخذوا يقذفون بلحومهم إلى الحيطان .. ولا زالت دماءهم عالقة يشاهدها الناس في بعض جدران قصر عجلان ( ١) الذي أصبح الآن سجنا يسمى “مصمك الرياض”..
وبعد ذلك خرج عبد العزيز حيث كان مختفيا في بيت أحد مشايخ الدين .. وكان القصد من إخفائه هو أن يخرج إذا نجحت الخطة. أما إذا فشلت فنكون قد حافظنا على حياته لنعيد التجربة مرة أخرى .. وليس صحيحا ما قيل غير ذلك أن عبد العزيز قد طرق بابا البّقار، ودخل ثم قفز إلى بيت زوجة عجلان وقفل الباب عليها ثم هجم على قصر عجلان الخ)… فكل هذا الكلام السائف كان بعض ما قاله أحد المشرفين على نشأة الخلق .. خلق هذه العائلة الشريرة من لا شئ.. ومنذ ذلك اليوم برز اسم عبد العزيز وراح الانكليز والدجالون من سلالة عائلة الدجل الوهابية وتجار الدين ينسجون حول عبد العزيز الخرافات ويلبسونه حلل البطولات بلا قياس . منذ ذلك اليوم .. وفي ضحى ذلك اليوم أخذوا رأس عجلان ومعه رؤوس الحراس يحملونها على الرماح ثم دخلوا بها المسجد ونادى المنادي في أهل الرياض أن اجتمعوا!.. فاجتمعوا.. وأذن مؤذن سعودي من تجار الدين يقول (الحكم اليوم لله ولعبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وهذه رؤوس الكفرة والمشركين ومن لم يسمع ويطيع فهو مشرك وكافر مثلهم وسنجازيه بالمثل ومن يريد أن يدخل في الإسلام فليسلم على أيدينا) فسكت الناس مرغمين بالقوة من ناحية ومن ناحية أخرى لم يكن في حكم عجلان ما يدعو للارتياح فكلا الحكمين من نوع واحد، واستسلم شعبنا في الرياض للحكم الواقع .