أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / مزاجية التخلف

مزاجية التخلف

السيمر / الأربعاء 20 . 04 . 2016

عبد الصاحب الناصر

مزاجية “التخلف” تنتصر دائما في العراق
بدءاً بالقادة الذين اتفقوا على نهب الشعب و الوطن و اتفقوا على غسل وجوههم بـ (…)، يليهم الوسطاء الذين يحللون كما يشاؤون، و كل شيء حسب رغبات قادتهم، ومعهم المتحذلقون الذين تهمهم السفسطة، فيساهمون من اجلها فقط و يتناغم معهم بقايا من لم يكن في زمن الطاغية ذو شأن ليعوض في هذا الزمن الاغبر ما فاته من وجاهة. الكل مهتم و مشمول و مستفيد و يتباكى على الماضي. هذه حالة لم تحدث في اي بلد من بلدان العالم حتى التي لا تاريخ لها. و نواب صحوا قبل ان يُسحلوا، و شعب يستحسن سباته، ومتعلمون لا يعلمون. و بلد بات من احسن صفاته و اجملها الافلاس و الاعتصام بـ”العزة بالاثم“. حتى رب العالمين ابتعد وتنصل و توقف عن السعي، فهرب يأسا كظيماً، واستسلم للطغاة فتركها للاطفال ذوي النزعات والاهواء الشاذة والجشع، و إن اصبح كلهم من المتخمين ”ابدا” ابناء العوائل التي لم يكن يوما لها أي اهتمام بالشعب .
و اضحت من سمات هذا العصر الأغبر، أن وطن و ارض و شعب و تاريخ كلهم في مهب الريح، لا يملك اي دالة او نزعة للالتحاق بأي مسيرة مهما كانت بطيئة كمسيرة السلحفاة. يا لها من حالة بائسة امست خارج مساحات الفهم و المنطق و حتى الحلم .
الامريكان و الايرانيون و السعوديون و الخليجيون و الاسرائيليون ! نصر بخجل مؤلم و نقول نعم هم هؤلاء الاشرار، ولكن لم نسأل انفسنا ماذا فعلنا نحن ؟؟؟ فبات نشيد هذه الامة البكاء والنحيب والحسرة والخنوع والتأسف والتأفف، والاسترحام وطلب العطف والغفران. حتى المتحدون مختلفون في كل شيء، إلا في موضوع واحد برفض كل شيء، لكنهم مختلفون في كل الامور الباقية وهم يقفون في ساحة التحرير. يساري يميني اسلامي علماني طائفي وعنصري، و كأنه لا يوجد اي شيء على ندرته واهميته يجمعهم إلا الاقتتال و التفرقة و السب و الاتهام، و الاختلاف، وكلهم يعرفون ان اعادة إنتاج وتسويق الاكاذيب يخدم الارهابيين والفاسدين، فتصر على اعادة توزيعها و تدويرها وترويجها. فاضحينا ننتظر (ابن جلاّ وطلاع الثنايا!)، لكن بيننا الف ابن جلا و اخوته و أنسبائه و حمايته وتوابعه و مرتزقته .
يقول و يكرر و لا يستحي وهو يساهم مع المتظاهرين و المعتصمين احد “زبانية مقتدى“ في ساحة التحرير يوم امس، يكرر ان سماحة حجة الاسلام والمسلمين، اية الله مقتدى الصدر، (القائد الضرورة) و تعليماته للمتظاهرين بالاستمرار في الاحتجاجات كان هذا امس مباشرة من ساحة التحرير، و ما الامس ببعيد؟ الم نكتب و نحذر مرارا من مقتدى الجاهل هذا بأنه لا يؤتمن! ها هو مقتدى الصدر يسحب نوابه بخلاف ما تظاهروا زورا، يسحبهم كالقطيع من الاستمرار بالتظاهر داخل البرلمان، و الانكى، أنه يطالبهم بعدم الانخراط بالمهاترات السياسية ؟ و كأن غيره من هدد و توعد و شمر عن ساعده و(تكرش حتى عاد بلا رقبة – كما قال مظفر النواب). ما هذا الافتراء و الاستعلاء على الناس، و كأنهم بهائم تتبع راعي القطيع. الم يؤنبه ضميره باحتواء كل هؤلاء الناس في وعاء من اوعية المدعي مقتدى الصدر ، و آخر يتكلم باسم اليسارية في نفس تلك المظاهرات يتهم كل الاسلام و الاسلاميين بالفساد، فهل نحن رعاع ننعق مع كل ناعق الى هذه الدرجة، و نتبع رجل مسخ مثل فخري كريم ليقود هذه الاحتجاجات، بينما هو يقدس مسعود بارزاني الذي مازال يمنع نواب الاقليم و مجلسه من الاجتماع و يمنع وزراء الاقليم من العودة الى وزاراتهم، كيف يتبجح نواب كردستان العراق بكل صلافة انهم متفاهمون في بغداد وان كانوا مختلفين في الاقليم؟ ثم من قال ان اختيار وزير تكنوقراط من الكرد هو تجاوز على الدستور الذي يؤكد على مساهمة الجميع في خدمة العراق، وهل ان اي كردي لا يتبع آل بارزان ثم آل زيباري هم من الدرجة الثالثة بعد اكراد الاتحاد الوطني و بعد الاكراد الفيلية ذوي الدرجة الرابعة او الخامسة؟ الم يأتمر صاحب موقع (صوت العراق) بأوامر المسخ فخري كريم، فيمنع اي انتقاد لفخري حتى أصبح الموقع بوقاً لفخري ؟ ثم يطلب من القراء و الكتاب بمساعدة الصفحة ماديا. ليدلني اي انسان او صديق او كاتب او مفكر، يدلني الى كلمة اصدق من هذه الحكمة: (كيفما تكونوا يولى عليكم !).و الم يقل سبحانه في صورة “”الرعد”” (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)؟ لم يقل ما بفئة بل قال “ما بقوم “.
اصبحنا شعب كوعاء لتجميع الاختلافات لنسجل سبقا في “ كتاب غينيز” للمفارقات و للارقام القياسية.
في نفس الوقت يتظاهر الاطباء و ذوي الاختصاصات الصحية في النجف الاشرف احتجاجا على تجاوز اهالي المرضى عليهم و لا نجد من يساندهم، ثم ننتقدهم لو هاجروا مع عوائلهم و نتباكى على الكفاءات المهاجرة !!
لو ان للاصلاج امل و حض و مستقبل في هذا البلد ، علينا ان نبدآ بانفسنا، و بسؤال واحد فقط ،هل نحن مع اعدة بناء العراق ؟. و عندما نتوصل الى قناعة غير مشوشة او منتمية طائفيا و عنصريا و بدون افكار مؤدلجة باصرار و صادقون مع انفسنا.
سننظر للامور من منظور واقعي ، حقيقي و سنتعرف على ما نحتاجه لهذا البناء .غير ذلك هو هراء و عقم و ضحك على الذقون .

اترك تعليقاً