السيمر / الأحد 19 . 06 . 2016
كاظم فنجان الحمامي
أيعقل أن تكون هيلاري كلنتون أكثر فطنة ودراية من الدكتور (نبيل العربي) الأمين العام لجامعتنا التي لا تجمع ولا تنفع ؟، أيعقل أن تكون هي التي تحذر العرب من مخاطر الدعم الخليجي المتواصل للخلايا الإرهابية، وهي التي تندد بدور الأقطار الخليجية في تأجيج الفتنة الطائفية وتعميقها في أرجاء العالم العربي ؟، في الوقت الذي يعقد فيه أمين الجامعة مؤتمراته المتلاحقة بذريعة القضاء على منابع الإرهاب بدعم ورعاية الأقطار المتورطة بدعم الإرهاب ؟، لقد استمعنا لتنديدات المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركي، واستمعنا لشجبها الصريح للأقطار الخليجية، التي وضعت ثرواتها في خدمة التطرف التكفيري المتشدد، وذلك غداة اعتداء اورلاندو.
لقد جاءت تصريحاتها بعد الهجوم الإرهابي الأخير في ولاية فلوريدا، وطالبت السعودية وقطر والكويت بوجوب منع مواطنيها من تمويل المنظمات المتطرفة، وقالت في خطاب لها في كليفلاند بولاية اوهايو: (حان الوقت ليمنع السعوديون والقطريون والكويتيون وآخرون مواطنيهم من تمويل منظمات متطرفة. يجب أن يكفوا عن دعم مدارس ومساجد متطرفة دفعت بعدد كبير من الشبان على طريق التطرف في العالم)، وقالت أيضا: (قد يموت الانتحاري بتفجير نفسه، لكن الجرثومة التي سممت روحه لا تزال تعيش في أماكن معروفة ومكشوفة في ضواحي المدن الخليجية، فالتهديدات الإرهابية أورام متنقلة متنقل لابد من استئصالها).
لم تكن (هيلاري ديام رودهام كلنتون) سورية من تدمر، ولا عراقية من ذي قار، ولا ليبية من طرابلس، ولا يمانية من مأرب، ولا مصرية من سيناء، بل أمريكية من أصول انجليزية. مولودة في ولاية إلينوي عام 1947. أي أصغر سنا من نبيل العربي المولود عام 1935 بحوالي (12) سنة، فمن غير المعقول أن تكون أكثر معرفة منه بالأخطار المحدقة بعواصمنا التي فقدت أمنها وأمانها ؟، ومن غير المعقول أن تكون أكثر دقة منه في تشخيص منابع الإرهاب، وأكثر جرأة في توجيه أصابع الاتهام لدول عربية هي أقرب لأمريكا منها إلى العرب ؟.
المثير للغرابة إن زعماء الأقطار العربية الأخرى (المستهدفة)، التي اكتوت بنيران الإرهاب، لم يكونوا أيضاً بهذا الوضوح، وبهذه الصراحة في تحذيرهم للأمراء العرب، الذين احتضنوا الخلايا الإرهابية، ووفروا لها مستلزمات النمو والانتشار بقصد تدمير المدن العربية الواقعة خارج دائرة الحصانة التي تتمتع بها أقطار مجلس التعاون الخليجي ؟؟.
يقولون: فهم السؤال يساوي نصف الجواب، وبالتالي فإن فهم المعضلة السياسية يقودك لمعرفة ظروف نشأتها، ويمنحك القدرة على التصدي لها، فهل يدري (نبيل العربي) بالذين يتآمرون علينا، والذين يتربصون بنا، أم أنه لا يدري ولا يعلم ؟؟.