متابعة السيمر / الاثنين 03 . 10 . 2016 — تماما كربطة عنقه الحمراء التي بقيت تميزه عن غيره، رحل الكاتب والمثقف والناشط الاجتماعي صالح المنصور إثر حادث دهس تعرض له اليوم الاثنين بالرياض.
الأوساط الثقافية السعودية نعت المنصور، ابن الغاط (وسط السعودية)، الذي تبنى شعارات الفكر الشيوعي والاشتراكي. و”الشيوعي الأخير” في مجتمع لا يعرف الشيوعية، بقي اسماً غائباً عن المشهد الثقافي السعودي حتى وفاته، التقته “العربية” عام 2013، وتحدث لها عن الناس الذين كانوا مترابطين في القرى أكثر من المدينة، وفي الأحياء الشعبية أكثر من الأحياء الراقية: “أما الآن نحن نعيش حضارة الخرسانة، لا أحد يعرف جاره”.
عشق الأحياء الشعبية التي قال إن فيها روح البساطة: “المجتمع السعودي كان قبل أربعة عقود أكثر انفتاحاً من اليوم”. وأضاف أن “رواية الشيوعي الأخير هي التي حركتني إلى كتابة شيوعي الرياض، وهي تحاول أن تحكي عن المجتمع عندما كان يعاني من العزلة، قبيل انتشار الراديو ووسائل الاتصال”.
على عصاه التي تعبت تنقّل المنصور بين طاولات المكتبات العامة باحثا عن الشيوعية والاشتراكية، زار في أواخر الثمانينات الاتحاد السوفييتي وعاد حاملا معه أفكارا جعلت منه اسم أشهر من النار على علم.
سأل ذات مرة من قبل مثقفين سعوديين عن سبب تمسكه بالزي، وهو الرجل النجدي القصيمي، ضحك وقال “أنا أوفر عليكم ماء وكهرباء الغسيل”. رحل المنصور وبقي كرفته المؤطر بالأحمر وفيه عرف عن نفسه “باحث في الفكر، ناشط في حقوق الإنسان، شاعر، كاتب، من مؤسسي نقابة العمال ومكتبة الحرية ونقابة أنصار المرأة، تحت التأسيس، وكتب أخيرا “منسق خيري في الزواج الأعزب فقط”.