متابعة السيمر / الجمعة 14 . 10 . 2016 — “تعالوا أنقذونا! داعش لم يبق على حالنا حال من القتل والتمثيل بالجثث والجوع وسلب الأموال”…مفاد رسالة لمرأة عراقية شجاعة خصت مراسلة “سبوتنيك” بتسجيل فيديو من داخل مدينة الموصل، الأشد رعبا تحت هيمنة تنظيم “داعش” الإرهابي في شمال العراق.
وحفاظاً على هوية المرأة التي نتحفظ عن ذكر اسمها وصوتها الواضح الذي أجرينا تتغيرا عليه لتجنب معرفتها وملاحقتها وقتلها من قبل تنظيم “داعش”، قالت في كلمتها الموجهة إلى القوات العراقية التي تستعد لاقتحام الموصل قريبا.
“أخوتي أنا من الموصل…تعالوا أنقذونا”. وتكلمت المرأة بنبرة خوف ممزوجة بشجاعة لم تسبقها امرأة من قبلها في داخل الموصل، لأن تنظيم “داعش” الذي قام حديثا في المدينة بتحطيم أجهزة الستلايت وصادر أجهزة التلفاز والحواسيب والهواتف النقالة منعا لأي تواصل بين الأهالي وذويهم في باقي محافظات العراق، والإعلام.
وألمحت المرأة، في رسالتها “أولادنا راحت والشباب قتلوهم وذبحوهم وبيوتنا راحت” بسبب تنظيم “داعش”.
وعبرت المرأة، بلهجتها الموصلية، نحن نموت من الخوف، كل يوم يدخل علينا الدواعش ويسلبونا أموالنا، بحجة الزكاة، و”موتونا من جوعنا، لم يبقوا على حالنا حال، ولم يتركوا اعتباراً امرأة، ولا لرجل ولا لعجوز”. وأشارت في فحوى كلامها، إلى البنت التي تخرج من الدار في مناطق الموصل، يأخذها تنظيم “داعش”، وكذلك حال الأولاد يأخذهم التنظيم الذي ينفذ عقوبات جلد بحق الزوج إذا رافق زوجته عندما تخرج. وأبدت المرأة استعدادها لاستقبال القوات العراقية، وحتى القتال معها وكذلك أبناء المدينة الذين يرتهنهم تنظيم “داعش” كدروع بشرية لصد ضربات طيران التحالف الدولي ضد الإرهاب، والتقدم المزمع انطلاقه للقوات المحررة للمدينة قريباً، مؤكدة للقوات”سنقف معكم يدا واحدة ونخرج ضد هؤلاء الظلام الكفرة الذين فجوعنا”. وجددت المرأة نداءها إلى القوات العراقية، بعبارة “أنقذونا” لدعم المقاومة التي تنفذ عمليات نوعية ضد تنظيم “داعش” في الموصل، لكنها كشفت عن إعدامات وتعذيب تمثيل بالجثث ينفذها التنظيم بحق عدد من رجال المقاومة عندما يقعون بيده ليلاً.
وتطرقت المرأة إلى مصادرة البيوت والجوامع من قبل تنظيم “داعش” في المدينة، ومع هذا يتسلل عناصر التنظيم إلى داخل غرف المدنيين دون علمهم من أسطح منازلهم متسببين للعائلات بالخوف والرعب بالإضافة إلى الجوع.
وتقول المرأة أيضا “صبرنا على الجوع، لكننا نخاف على بناتنا وأطفالنا الصغار من الداوعش”، في إشارة منها لاختطاف الأطفال والنساء من قبل التنظيم الإرهابي. واستفهمت المرأة في حديثها ونبرة صوتها المرتجف، من أين أتوا هؤلاء “أي الدواعش”، نحن ربينا أبناءنا على الدين الإسلامي الحقيقي…الأفغاني والمصري والسعودي من أين أتوا لنا؟”. وفي ختام رسالتها التي سجلتها لمراسلتنا في العراق، أعربت المرأة عن خوفها من أن يكون هناك أحد يسترق السمع، حتى أنها خائفة من أن يكون الحائط يسترق السمع، في ظل حياة من العزلة والمجاعة، بسبب التنظيم الذي منع عن المدنيين مشتقات النفط للطبخ والستلايت لمتابعة أخبار تقدم القوات العراقية. “أنقذونا لخاطر الله…بسرعة بجاهكم وجاه الله”…عبارة أنهت المرأة رسالتها بها بانتظار رد القوات العراقية لاقتحام الموصل التي يتخذها التنظيم وكراً لخلافته المزعومة القائمة على الذبح والسبي في العراق وسوريا.
سبوتنيك