فيينا / الثلاثاء 13 . 05 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
جاء في صفحة تراث البصرة عن الزبير للكاتب محمد حسين الراشد: (معالم مدينة الزبير): جامع وضريح الزبير بن العوام نواة تأسيس مدينة الزبير ومنه ُ أخذت المدينة اسمها. بُني الجامع بأمر من السلطان سليم الثاني سنة 1571م. وفي المسجد قبر عتبة بن غزوان، يقع الجامع في محلة الكوت وهي أول منطقة سكنية. يقول الشاعر: وللزبير بقلبي موطنٌ عجبٌ * من سمرة الكوت مصنوع ومن رطب وعتبة ٌ من حرير السدر ألبسها * ثوب الإباء ومجداً غير مقتضب. هي وريثة البصرة الأولى، مدينة الجاحظ والفرزدق، مدينة السور والدراويز، مدينة الأثل والنّوار، مدينة الموانئ والصحراء مدينة النفط والغاز، والخير. أقول شعرا ً: زبير ٌ كل ما أهوى زبير البدو والحضر. المناطق التي تُسمى (بـ محلة) هي قديمة، أما المناطق التي تُسمى (بــ حي) هي جديدة وعمرها لا يتجاوز الخمسين سنة وصولاً إلى العشرين سنة. خطوة الإمام علي المسجد بناه عتبة بن غزوان وتتلمذ به كثير من العلماء في ذاك الوقت ومن ضمنهم وابرزهن الحسن البصري وأول مسجد خارج الجزيرة العربية هذا المسجد في الزبير البصرة. من تراث الزبير الأصيل المعايد تجمع الاهل والاصدقاء والجيران بعد صلاة العيد في أول وجبة فطور صباح العيد يفترشون السكيك ويتشاركون أول فطور وعادة ما تكون وجبة المعايد لحم ورز ودقوس على طريقة اهل زبير والحمد لله لازال المعايد محافظ على وجوده وقد نقل قسم من اهل الزبير هذه العادة معهم الى الخبر والدمام والكويت. هذه العادات كانت موجودة في كل انحاء البصرة الزبير وأبو الخصيب بعد 2003 قلت هذه التقاليد بسبب غياب اهل البصره الاصليين. على طريق الشعيبة وقبالة المصفى في قضاء الزبير غرب البصرة تقع مقبرة الكنيسة الانجيلية الوطنية والتي يصل عمرها الى نحو ثمانية عقود وتضم رفات عدد من المواطنين المسيح ومن الطائفة الانجيلية كما كانت تضم سابقاً جنود ألمان من الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى. المقبرة التي يندر زائروها لبعدها وإهمالها لم يتبق فيها سوى صليبين رسما على بوابة المقبرة التي اختفت لافتة دلالتها ولا يزال أثر منها معلق بمسامير التثبيت في مدخلها، فيما تضم داخلها بعض الصلبان المحطمة والقبور المهدمة وأشجار بالية. ويقول ممثل الكنيسة الانجيلية في البصرة زهير فاضل للمربد ان المقبرة كانت في الاساس مقبرة للجيش الالماني ابان الحرب العالمية الأولى ولاتزال تحتفظ بقبورهم في الجانب الأيمن للمقبرة، مبينا أن السلطات الحكومية في أربعينيات القرن الماضي قامت بإلغاء المقبرة الرئيسية في منطقة المطيحة لتكون هذه المقبرة في الشعيبة هي الرئيسية للطائفة الانجيلية، ولاتزال تحتفظ بالقبور منذ أكثر من 70 عاما. مقبرة المسيحيين في المطيحة. موجودة لحد اليوم يدفن بها ولم يتجاوز عليها وتم توسيعها قبل عشرة سنوات وكانت عبارة عن بركة للمياه الآسنة لكنها جففت من مياه المجاري واحيطت بسياج عالي. بالقرب من آثار مدينة المربد يمينا وبمسافة بضع مئات الأمتار من الشارع العام وهي مقبرة للجنود الإنكليز والمسيحيين فقط وهنالك حارس لحد الان للاهتمام والحماية لها وتحتاج اهتمام من الوقف المسيحي. شركة أجنيية جكسلوفاكية تعاقدت مع شركة عمر أخوان لمسح الأرض وحفر الأسس في سنة 1969 وعثروا على هياكل الجنود في أحد التلال مع الأسلحة الحربية والذخائر وكانت مقبرة جماعية ألمانية.
يقول السيد وداد فاخر رئيس تحرير صحيفة السيمر: بدأت الهجرة من الزبير على شكل ثلاث هجرات عكسية جرت أولها بزمن القرارات الاشتراكية، والثانية بحرب الخليج الاولى مع ايران، والثالثة بحرب تحرير الكويت. إذ بدأت الهجرة الأولى للنجادة بالبصرة عموما وليس بالزبير لوحدها، لان تجار البصرة سكنوا بعد هجرة التجار اليهود بالبصرة وترك كبار التجار السكن بالزبير، وحلوا محل التجار اليهود فكانت هناك عوائل متعددة كالمزروع، والصالح والبسام والبريكان، والذكير والابراهيم والسعدون، والزهير، وغيرهم الكثير من التجار. وقد ادت التحولات الاقتصادية بالعراق بزمن عبد السلام عارف، او ما سمي بـ “القرارات الاشتراكية”، وهي قرارات ارتجالية نقلت نصا من القانون المصري لأن من قام بها، هو شخصية قومية معروفة وهو “خير الدين حسيب” التي أدت لتدمير الاقتصاد العراقي وهروب رأس المال من العراق، وهجرة التجار النجادة من البصرة لإمارات الخليج والسعودية. ومن ثم وبعد ذلك وبزمن المقبور صدام جرت الهجرتين التاليتين، لان من تبقى منهم بالبصرة كان عددا قليلا جدا.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن زبر “آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا” ﴿الكهف 96﴾ “آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ” أي: أعطوني قطع الحديد أوجيئوا بقطع الحديد على القراءة الأخرى وفي الكلام حذف وهو أنهم أتوه بما طلبه منهم من زبر الحديد ليعمل الردم في وجوه يأجوج ومأجوج فبناه “حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ” أي: سوى بين جانبي الجبل بما جعل بينهما من الزبر قال الأزهري: يقال لجانبي الجبل صدفان لتصادفهما أي تحاذيهما وتلاقيهما. وقيل هما جبلان كل واحد منهما منعدل عن الآخر كأنه قد صدف عنه وقوله “قَالَ انْفُخُوا” معناه: قال ذوالقرنين انفخوا النار على الزبر أمرهم أن يؤتى بمنافخ الحدادين فينفخوا في نار الحديد التي أوقدت فيه “حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا” أي: حتى إذا جعل الحديد كالنار في منظره من الحمي واللهب فصار قطعة واحدة لزم بعضها بعضا “قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا” أي: أعطوني نحاسا مذابا أوصفرا مذابا أوحديدا مذابا أصبه على السدين الجبلين حتى ينسد الثقب الذي فيه ويصير جدارا مصمتا فكانت حجارته الحديد وطينه النحاس الذائب عن ابن عباس ومجاهد والضحاك قال قتادة: فهو كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء.
جاء في صفحة تراث البصرة عن الزبير للكاتب مهند السجافي: إمارة الزبير و حكامها: رسمت الدولة العثمانية أول اتفاقية أبرمها الشيخ يحيى بن محمد بن زهير آل زهير والقاضي إبراهيم بن محمد بن جديد في سنة ( 1211هـ \ 1797م ) نيابة عن أهل الزبير مع الوالي العثماني سليمان باشا على العراق حول أنشأ إمارة الزبير. و ارتبطت إمارة الزبير رسمياً بدولة العثمانية و تميزت علاقتها بالدولة بميزات خاصة و لقد كان للموقع الجغرافي و الطابع الديني لبلد الزبير أكبر الأثر في تميز علاقة الزبير بدولة العثمانية وتحديد معالمها. و إن من أهم شروط تلك الاتفاقية هو تمتع إمارة الزبير باستقلال ذاتي ضمن سلطة الدولة العثمانية و ألا تتدخل حكومة البصرة العثمانية في سياسة الزبير الداخلية و أن يعفى أهل الزبير من الضرائب و من الخدمة العسكرية و أن تقوم الدولة بتزويد إمارة الزبير بعض الاسلحة و المدافع كوسائل الدفاع عن نفسها خارجياً و إخماد الفتن داخلياً. و بموجب هذه الاتفاقية تمتعت إمارة الزبير بنوع من الاستقلالية في اتخاذ القرار ضمن دولة العثمانية. حكام امارة الزبير: 1- الشيخ يحيى بن محمد بن زهير آل زهير من (1211هـ\1798م) إلى (1212هـ\1799م) اول شيخ حكم الزبير و مؤسس الأمارة و اتفق مع العثمانيين حول حكم الزبير الذاتي و تم بناء السور مدينة الزبير في زمنه بإشراف قاضي الزبير بن جديد 2- الشيخ ابراهيم بن ثاقب بن وطبان آل ثاقب من (1212هـ\1799م) إلى (1237هـ\1821م) استلم الحكم بعد وفاة الشيخ يحيى آل زهير إلى أن قتل. 3- الشيخ محمد بن ابراهيم بن ثاقب آل ثاقب من (1237هـ\1821م) إلى (1238هـ\1822م) استلم المشيخه بعد مقتل ابيه ثم تركها بعد ستة شهور و رحل الى الكويت. 4- الشيخ يوسف بن يحيى بن محمد آل زهير من (1238هـ\1822م) إلى (1238هـ \1822م) انتخبه أهل الزبير بعد ان تركها الشيخ محمد آل ثاقب و حكمها لشهور قليلة الا ان الشيخ محمد آل ثاقب عاود الهجوم على الزبير مدعوما ببعض رجال المنتفق ولم يستطع اقتحام السور ولكن خديعة شيخ المنتفق له اوقعه في الاسر حتى وفاته في سجنه سنة ( 1239هـ \1823م ). 5- الشيخ محمد بن ابراهيم بن ثاقب آل ثاقب من (1238هـ\1822م) إلى(1241هـ\1825م) عاد الى المشيخة للمرة الثانية بعد اسر الشيخ يوسف آل زهير واستمر في الحكم حتى ثار عليه أهل الزبير وأخرجوه من البلدة فاتجه ثانية الى الكويت.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات