الرئيسية / ثقافة وادب / بُردَة الأمام الحُسين
صناع بردة الحسين

بُردَة الأمام الحُسين

السيمر / السبت 14 . 01 . 2017

د . سعيد عبدالله الجدوع

مِـن موطنِ الهَجـْـرِ والحرمانِ والألمِ .. تدارَكَتْ أحـرُفي في مَـوكبٍ نَهِـمِ
شُــدّتْ إليك على خــيلٍ مُــــطَهّمــــةٍ .. تجري سِـراعاً بلا سُرْجٍ ولا لـُجُـمِ
مُســتبشِــراتٌ أتت بالبُـــــرءِ تَحــمِلهُ .. مـثل التـــمائمِ للمَجــذوبِ والسَقِــمِ
يابنَ الكــــرامِ اذا ما حَــــلَّ في خَلَدي .. شُـــؤمٌ ذكَـرتكَ فاسـتــحيا ولـم يَدُمِ
مـــوجٌ تلاطَمَ بالاخـــــلاق والمُـــثـُلِ .. والمسـكُ ضـاعَ على جنبيك كالنَسَمِ
نَظَمْتُ قِـــــرطَ لآلٍ انت واسِـــطـُــهُ .. كالبدرِ طُـُـوِّقَ بالأجـــرامِ والسُــدُمِ
ماهَـــزّ دوحـَـــكَ أفّــــاكٌ ومُنهــــزمٌ .. ولن تبالي لحشـــدٍ أرعّـــنَ الذِمــمِ
لا ترهبُ الموتَ مَشّاءٌ الى خطـــــرٍ .. مُــبَرّءٌ من حَـــــزازاتٍ ومن تُهَــمِ
وَيحَ الرُعاع فلا ناموا ولا هَجَـــعوا .. وابنُ البتـولِ انكفا في مُوحِشِ الظلَمِ
تبكي السَما وعيونُ الليلِ ساهِمـــــٌة .. والصـبحُ أظلــمَ والأطــيارُ لم تَحُـمِ
وزُفّتْ الى الغَيبِ الـــدِماءُ زَكِيّـــــةً .. دمُ الرَضيعِ ونــزفٌ للحُسيـنِ هَمي
لا أبخَــسُ (الطَـــفَّ) لكنّـي أُســائِلهُ .. كيف استَقَـــرّ ولم يهتـزَّ مــن سـأَمِ
أتيتَ تُصلحُ في أرض العراق ضحى .. لتُنقذ الناسَ من خســفٍ ومن ظـُلـُمِ
وتنشُـــر العـــدلَ بين الخــلقِ مقتفياً .. نهــجَ الرســولِ على الآفاق والأُدُمِ
وتبتغي الحقّ مهما استوحشت سبُلٌ .. كما ابتغــــاهُ علــيّ الفَــذ في شَـممِ
وللضــمائِرِ إيقـــــاظ تُمـــارسـُــــه ُ .. وتَســـتَجِـمُّ على معســــولةِ القِيـَـــمِ
شتّانَ بين امرءٍ يســـعى لمكــــرُمةٍ .. وآخـــرٍ بسِـمــاتِ الــغَدرِ مُـتّسِــــمِ
وَجـْـــدي تعــاظمَ لا زورٌ ولا مَذَقٌ .. لا يطـفئُ الوجــدَ الاّ البـوحَ بالكَلِــمِ
وبالدمــوع على الخَـــدّينِ جـــاريةً .. مـن هـــول فاجــعةٍ جُلّى ومن ألَــمِ
هي المصائبُ أجـــناسٌ ومحنتُنــــا .. عَمّــت جميعَ الورى واستفحَلَت بهمِ
تســــعى إليك ملاييـنٌ علـى شَــغَفٍ .. ما هَــوّمَتْ مُــقَلٌ تهـــوى ولم تَنَـــمِ
ناديتُ قــبركَ ضــمآنا الى رَشَــــفٍ .. يَشفي الفــؤادَ مـن اللأواءِ والحِـمـمِ
عيَّ الجوابُ وما في الأفـْــقِ بارقَــٌة .. كي أســتنيرَ بها مــن شدّةِ القَتَــــــمِ
لا غَــروَ للشــهداءِ الغُـــرِّ أجنحـــــٌة .. طارتْ بهـــم لمـــقامٍ أرفَــعٍ شَبِــــمِ
أقمتَ في السبعِ معْ خير الورى نَسَبا .. حيـّا مُعـافى وأهـل الأفكِ في ضَـرَمِ
قد جازكَ الوصفُ من مخلوقِ معجزةٍ .. تجري المقاديــرُ عن جـنبيك كالحُـلمِ
تمــضي الدهورُ ولا تفنــى محاسنُكُم .. ويلهــجُ الجيــلُ بعد الجيــلِ بالشِــيــَمِ
وأنت كالطَـــودِ ما هـــزّتك عـــاتيـٌة .. ولا تقـاربَ مـن واديـــكَ ذو نقَـــــمِ
وجَدّك المصطفى جبـــريل بشّـــــرَه ُ .. بالنّصر يتبعـُـهُ عَطــفٌ على الأممِ
يشكو إليك حُفــاةُ الحيِّ مـن وَصـَبٍ .. والمُعـوِزون من الحِـرمانِ واليُتُــــمِ
والنـازحــــون بـآلافٍ مــؤلّفـــــــــةٍ .. باتــــوا على هَمَـلٍ مستعصيَ الفهِمِ
عاشوا كَفــافا كأن الغـــيثَ جانَبَهــم .. والحاكمـون عن المُـقْوينَ في صَمَمِ
والرافـــــدان بـلا مــــــاءٍ ولا بَـــللٍ .. والنِفط غاضَ وكل الناس في وَجَـمِ
اين الملايينُ من مـــالٍ ومـن نِعَـــمٍ .. وابن البلاد بلا كَـسـبٍ ولا نـِــــعَـِم
واهاً حسينُ تــردّى حالنا وغـَــــدت .. ســوداً مواضعُنا من سَورة ِالعـَـدَمِ
شـراكة بخـسُ لم نكسـَـبْ بها نَصَـبا .. شـراكة الـذئبِ والعُقبانِ في اللَحَـمِ
حاشاك باسمكَ عاش البعضُ في رَغَدٍ .. وأنت في خيمــــةٍ خــرقاءَ لم تُقِــمِ
ياابنَ البتـــولِ شُقــينا من مُــواربــةٍ .. نكراءَ تدعــو الى الأحقـــادِ والنِقَـمِ
فافتضّت الجُـدُرُ العصماءُ واتّسـعتْ .. مـداخلُ السَفَـلِ الداجين في الحُـرَمِ
جاسـوا خلال الحِمى يبغونَ بيضَتنا .. ويُـطـبقون علـى الخـيراتِ والنِعـَـمِ
و فرّقوا الشعبَ حتى أصبحوا شِيَعاً .. بعضٌ لبعضٍ يدوف السُـمَّ في الدَسَمِ
وأضرموا الفتنةَ العمـياءَ في بلــدي .. وشـرّدونا بلا عَــطفٍ ولا رَحِـــــمِ
وحَطـّمـوا حُلـُمي للعيش في وطنـي .. مع الحمـامِ على الشَطأينِ والأجَـمِ
ويح الخؤون ومن في ركبهم سَرِبٌ .. كالعــبدِ يلهَـُث بالإخلاصِ والسَــلّمِ
ماذا يقـــول لآل البيـتِ إن نُشِرَت .. يومَ التنادي صِحافُ الإثـمِ والتُهَــمِ
يا ســــــيدَ الشهــداءِ الغُــرِّ أرفَعُها .. إليكَ شكــوى من الآلام والضَــرَمِ
ضاقتْ وما فرَجَتْ والظلمُ مُسـتَعِرٌ .. وللمنايا اســـتباقٌ غــيرُ مُنْحَـسِـمِ
فيك العــراقُ تَحلّى واستوى وسما .. ونَــوَّرتْ بَــســمَة زهــراءُ كلّ فَـمِ
يهفو الى غَدِهِ الوَضّـاء في دَعَــــةٍ .. وتســتنيـــرُ بك الآفــــاقُ من ظـُلـَمِ
سادَ الفسادُ وكل الناس في ضَجــَـرٍ .. وأرضُنا اغتُصِبت من فـظِ مُقتَحِـمِ
كيف الخلاصُ وقد ضاقت بنا سُبلٌ .. وكيف نَســـــتَأصِلُ الآفاتِ كالوَرَمِ
نبكي الحسينَ ولا نسعى الى عمـلٍ .. كما سعى ونصـونُ الـدارَ بالرُجُـمِ
ولانصولُ كما صـالَ الحسينُ بها .. نهوى التقاعُـسَ بين البُؤسِ والعَدَمِ
ولا التآخي على ديــــنٍ بلا مِـــللٍ .. ولا الوِئامُ بحبــــــلٍ غيرِ مُنفَصِـمِ
فما تبعناكَ عـُــــذراً سيدَ العــربِ .. ولا اقتفينـا خـطــىً قدســيّةَ النَغَــم ِ
أنتَ العروبـُة في أسمى مَـراتِبهـا .. وانت سِبــُط أجــــلِّ الخــلقِ كلّهِــمِ
من أمــةِ الغـارِ نورُ الله شرّفَــــها .. على الخـــلائِقِ بالإخــلاقِ والحِكَـمِ
وأنت زهــرةُ عـــدنانٍ وروعَـتِها .. من مَحْــتِدٍ أرِجٍ زاكٍ ومن كَــــرَمِ
هبّت عليك رياحُ الحقــدِ من حَسَدٍ .. واستأســدَتْ زُمَرُالأوباشِ من وَخَمِ
قُدتَ الفوارسَ تستقصي مآربَهـُـم .. قومٌ جُناةُ امتطوا في الاشهرِ الحُرُمِ
كي يخدعــوك وإنّ الله خادِعُهـُـمْ .. يلقَونَ مَــقتاً غـــداً من بارئ النَسَـمِ
فانعَمْ بفردوسِكَ الموعودُ وادعُ لنا .. بالصَفح من خـالقٍ في حُسنِ مختَتَمِ

اترك تعليقاً