متابعة السيمر / السبت 21 . 01 . 2017 — توجه الاف الاشخاص بينهم غالبية من النساء صباح السبت الى وسط واشنطن للتظاهر ضد الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب الذي تم تنصيبه الجمعة لولاية من اربعة اعوام.
وتعكس هذه “المسيرة النسائية” التي تامل بجمع نصف مليون شخص في العاصمة الفدرالية من كل انحاء البلاد، وفق تقديرات جديدة للمنظمين، الانقسام داخل المجتمع الاميركي.
واعلنت منظمات التظاهرات ان حوالى 300 “مسيرة شقيقة” ستجرى في مدن اخرى في الولايات المتحدة بينها نيويورك وبوسطن ولوس انجليس وسياتل، وكذلك خارج الولايات المتحدة في اوروبا واسيا.
فقد سار الاف المتظاهرين السبت في لندن ضد ترامب يتقدمهم رئيس بلدية المدينة صادق خان. وتجمع هؤلاء امام السفارة الاميركية قبل ان يتجهوا الى ساحة الطرف الاغر.
وغردت هيلاري كلينتون المنافسة الديموقراطية السابقة لترامب مخاطبة المتظاهرين “شكرا لانكم تحركتم وعبرتم عن موقفكم من اجل قيمنا. ما زلت اؤمن باننا اقوى معا”.
وقال كانديس فيغلز الممرضة المتقاعدة (69 عاما) الاتية من فرجينيا المجاورة لفرانس برس “هذه التظاهرة هي تعبير مبدئي. علينا ان نقوم بامر ما. الشخص الذي بات رئيسا هو انسان فظيع. لم يفز باصوات الشعب”.
واعتمر عدد كبير من المتظاهرات قبعات زهرية التي باتت رمزا لمعارضة ترامب.
من جهته، اشار الرئيس الاميركي الجديد في تغريدة صباحية الى “يوم رائع في العاصمة واشنطن” موجها الشكر الى شبكة فوكس نيوز بعد تعليقات مقدميها الذين اشادوا بخطابه الجمعة.
وهي المرة الاولى منذ اربعين عاما يبرز تيار مناهض لرئيس اميركي جديد.
فبالكاد مرت 24 ساعة على دخوله البيت الابيض حتى وجد ترامب نفسه في مواجهة فئات من الاميركيين يتحدرون من اصول مختلفة يجمعهم شعور واحد بالقلق.
وقالت باربرا هيلتون (62 عاما) المتظاهرة في المترو “افراد عائلة زوجي مهاجرون، انهم مسلمون وليس ثمة واحد منهم ارهابيا”.
ووقع ترامب الجمعة فور دخوله الى البيت الابيض مرسوما تنفيذيا ضد قانون التأمين الصحي الذي وضعه الرئيس السابق باراك اوباما والمعروف باسم “اوباماكير”، مفتتحا بذلك سياسة قطيعة عرضها قبل ذلك على العالم في خطاب شعبوي وقومي.
وقال “اعتبارا من اليوم، ستكون اميركا اولا وفقط اميركا!”، مشددا على “قاعدتين بسيطتين هما شراء البضائع الاميركية وتوظيف الاميركيين”.
وشارك ترامب السبت في قداس في كاتدرائية واشنطن بمشاركة رجال دين مسيحيين ومسلمين ويهود وبوذيين.
وسيتوجه بعد الظهر الى مقر وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) في ضاحية واشنطن حيث “يتطلع الى توجيه الشكر الى الرجال والنساء العاملين في وكالات الاستخبارات” وفق ما قال المتحدث باسمه شون سبايسر.
وتنطوي هذه الزيارة على دلالات كثيرة بعد انتقادات ترامب لوكالات الاستخبارات.
– “تعبئة ضعيفة”-
والمشاركون في تحرك السبت سيتظاهرون قرب باحة مقر الكونغرس (الكابيتول) حيث تم تنصيب قطب العقارات الجمعة رئيسا في مراسم حضرها كما قال خبير، ثلث الذين جاؤوا لتحية سلفه باراك اوباما عند تنصيبه العام 2009.
وقالت كاثي سمول (67 عاما) الاتية من اريزونا ان التعبئة “كانت فعلا ضعيفة. لم يشبه الامر بتاتا تنصيب اوباما حين كانت البلاد باسرها سعيدة بصدق”.
وتمت الدعوة الى هذه التظاهرة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وقد اطلقتها جدة تدعى تيريزا شوك المحامية المتقاعدة التي كانت مجهولة وتعيش قبل ذلك بهدوء في هاواي.
وسيتحدث خلالها المخرج مايكل مور والممثلة سكارلت يوهانسون والناشطة الحقوقية انجيلا ديفيس. ويحظى التحرك بتاييد المغنيتين كاتي بيري وشير.
وتاتي التظاهرة غداة فوضى واعمال شغب تمثلت بسلال قمامة وسيارات محروقة وواجهات زجاجية محطمة وقنابل مسيلة للدموع خلال مواجهات بين مئات المتظاهرين المعادين لترامب وعناصر الشرطة.
وكان مجلس الشيوخ الاميركي وافق الجمعة على تعيين اول وزيرين في ادارة ترامب، هما الجنرال جيمس ماتيس للدفاع وجون كيلي للامن الداخلي. وقد اقسما اليمين في البيت الابيض.
وغادر اوباما وزوجته ميشيل الجمعة واشنطن بعد اداء ترامب القسم متوجهين الى بالم سبرينغز في كاليفورنيا حيث سيمضيان اجازة عائلية. وقال اوباما في اخر تصريحات له من قاعدة اندروز العسكرية في ضواحي العاصمة واشنطن “ان ديموقراطيتنا ليست مباني او صروحا، بل انتم”.
فرانس برس