أخبار عاجلة
الرئيسية / اصدارات جديدة / اللاجئون والاجانب في الدنمارك عام 1850 – 1980 / الجزء الاول

اللاجئون والاجانب في الدنمارك عام 1850 – 1980 / الجزء الاول

السيمر / الثلاثاء 28 . 02 . 2017

للمؤلف الدنمركي هنريك لوند
تقديم / مكارم إبراهيم

1850 — 1914 من السويد
اول مهاجرين ولاجئين وصلوا للدنمارك جاؤا من مملكة السويد المجاورة ويقال بان اكثر من مليون سويدي هاجر الى امريكا في بداية 1800 هربا من الفقر والبؤس واكثر من 200 الف سويدي هاجرالى دول اوربية مجاورة قريبة مثل الدنمرك وصلوا الى جزيرة بورنهولم الدنماركية وعملوا في تكسير الاحجار والصخور الكثيرة فيها وبنوا معامل للاحجار وبيعها هناك وخلال 3 سنوات وصل عددهم الى 36 الف ويزيد من تعداد سكان الدنمرك وعملوا في بناء السكك الحديدية مما سهل التنقل بين المملكتين للعمل وبارتفاع عدد السويديون في جزيرة بورنهولم اثر على اللغة الدنماركية فيها الى درجة ان اللهجة السويدية اصبحت هي السائدة الى اليوم في جزيرة بورنهولم طبعا في البداية لم يكن يحق للاجنبي السويدي العلاج المجاني ولكن الكنيسة السويدية في الدنمارك كانت تعالج الاطفال المصابين بالملاريا مجانا.
1860-1913 جماعات الغجر
في منتصف ال 1800 بدات جماعات الغجراصحاب البشرة السمراء الداكنة والشعر الغامق المشعث والملابس البسيطة وكان يطلق عليهم اسم ابناء الطبيعة لبساطة شكلهم وهندامهم وبدا الغجربالهجرة غربا هربا من الفقر والبوؤس من دول اوربا الشرقية خصوصا من هنغاريا ورومانيا وبلغاريا يهاجرون غربا باتجاه الدنمارك والسويد والنرويج وفنلندا وكانوا يعيشون في خيم بسيطة من ثلاثة اعواد طويلة توضع عليها ثلاثة قطع جلدية وبدون ارضية تحميهم من برودة الارض والثلج في الشتاء والاغنياء منهم يعيشون في العربات يحترفون العزف والغناء والرقص والاعمال اليدوية مثل تنظيف الاواني المعدنية والنساء يحترفن قراءة الكف ومن لايجد مهنة يخرج للتسول على الطرقات بكل الاحوال كانت الاهالي تضيق ذرعا بهم اينما نصبوا خيامهم فيطلبون من الشرطة بترحيلهم وبالفعل كانوا يرحلون وفي نهاية 1800 اصدرت الحكومة الدنماركية قانونا يمنع دخولهم للدنمارك ووضع خيامهم ولكنهم ياتون من جديد في كل مرة ولم يرحل طبعا من تزوج من الدنمركيين وكانت الصحف الدنمركية مشغولة بتوثيق جرائم سرقاتهم ! وحتى اليوم طبعا ترى في شوارع الدنمارك والسويد المتسولون من اوربا الشرقية رغم مرور مئات السنين .
1860- 1917الدنمركيين السود من غرب الهند !
حتى عام 1917كانت بعض الجزر الهندية مستعمرات دنمركية يسكنها العبيد الافارقة الذين يشتريهم الدنمركيين الاغنياء من غرب افريقيا ويعبرون بهم المحيط الاطلسي وياتون بهم الى الجزر الهندية المستعمرة ليعملون هناك كعبيد في حقول السكر وبسب البعد الجغرافي بين الهند والدنمارك فكان من الصعب سفرهم الى الدنمرك بشكل فردي ولكن وصلوا للدنمارك كخدم وفي تربية الاطفال يخدمون الاسر الغنية التي تشتريهم في المستعمرات الدنمركية ويعودون الى الجزر الهندية بانتهاء خدمتهم ولكن منهم من بقي في الدنمارك بالحصول على عمل جديد في المطاعم والفنادق او بالزواج من دنمركي وعلى كل حال كان اللون الاسود والشكل الزنجي يثير فضول الشخص الدنمركي الابيض البشرة وينجذب للمراة الزنجية ويتزوج بها وحقيقة ونحن الان في عام 2017 وانا اكتب هذه السطور بعد طبع الكتاب قبل 9 سنوات حتى يومنا هذا ينجذب الاوربي الابيض البشرة للمراة الزنجية والعكس اي المراة الدنمركية البيضاء تنجذب للزنجي الاسود حتى عارضات الازياء اليوم يفضل ان تكون زنجية او ذات بشرة داكنة!

1893-1929 وصول الفلاحات البولونيات !
في كل فصل ربيع بدا وصول القرويات البولونيات من قرى الجنوب الغربي في بولونيا الى منطقة لولاند فاستر الدنمركية بعد ان رحل العمال القادمون من السويد اي كانت الفلاحات البولونيات اليد العاملة البديلة عن العمال السويديون الذين عادوا الى وطنهم السويد بعد تحسن اوضاعهم المادية. حيث كن يعملن في زراعة الحقول وكان رجل وسيط مسؤول عن تشغيلهن وكن يتكلمن اللغة الالمانية ففي فترة الحرب العالمية الاولى كان الالمان ينقلون السجناء من معسكرات الاعتقال النازية في بولندا الى الدنمارك للعمل باجور قليلة جدا في الزارع ومعامل انتاج الالبان الى ان وصل تعدادهم الى المئة الف100,000 بولوني وقاموا في بناء بيوت رخيصة صغيرة وبسيطة للعيش فيها بعيدا عن العوائل الدنمركية وكانت تسمى بالصناديق البولونية لصغر حجمها واسسوا نقابات بوبونية لهم في كل مدن الدنمارك للحفاظ على هويتهم وحل مشاكل العمل وقاموا في بناء مدارس بولونية وكنائس كاثوليكية خاصة بهم تختلف عن الكنيسة البروتستانتية الدنمركية . وبدا الزواج بينهم تجد رجل دنمركي يتزوج من عاملة او فلاحة بولونية وينتقلون للعيش اما في المانيا او بولنيا وهكذا بدا الاختلاط الجيني …
1902 وصل 34 شخص من الصين !
في عام 1902 لاول مرة تفتح مدينة الالعاب الدنمركية التيفولي ابوابها في وسط كوبنهاكن بمعرض عنوانه الصين في التيفولي حيث جلبت السيدة يوحنا ماسن التي تعمل في حديقة الحيوان جلبت بعقد عمل مع مدينة الالعاب التيفولي 34 رسام صيني من مدينة هونغ كونغ وشنغهاي وكانتون حيث جهز لهم جناح صينيوسمي بالحي الصيني ومازال في مدينة الالعاب التيفولي وقد انجذب لهم الشعب الدنمركي واستمتعوا جدا بعروضهم وجنوا ارباحا كبيرة من عروضهم ونشاطهم في التيفولي ولهذا تكررت عروضهم مع بقائهم في كوبنهاكن للعيش والعمل الثابت رغم انهم كانوا في قلق من اعتبارهم كعبيد في العقد لبيعهم وشرائهم ولكن بعد سنوات من الاختلاك بدا الزواج بين الرجل الصيني القادم من الصين والمراة الدنمركية وهكذا بدا الاختلاط الجيني بينهم.

1905-1917 اليهود الروس
في نهاية 1800 عانى اليهود في روسيا العنصرية الشديدة والفقروكانت الخدمة العسكرية للرجل اليهودي تمتد الى 25 عاما وظروف حياتهم كانت فقر وبؤس شديد مما ادى الى هجرة اليهود من روسيا الى دول اخرى مثل امريكا وبما ان السفر الى امريكا مكلفا جدا لهذا وصلوا اولا الى الدنمارك بشكل مؤقت حتى يجمعوا المال اللازم لبطاقة السفر وتجمعوا في وسط كوبنهاكن في الشوارع التي كانت في ذلك العصر للفقراء مثل الشارع المعروف حاليا بشارع المشي والحديقة الملكية وسميت مناطقهم بحي اليهود او غيت اليهود وكانوا مشهورين بالخياطة وتصليح الاحذية والحدادة فتحوا محلات للخياطة وللاحذية في شارع النوربغو المعروف اليوم لتجمع المسلمين واسسوا لهم نقابة للخياطين ونقابة للعمال اليهود عام 1914 وكان المركز الديني اليهودي مسؤول على مساعدتهم ماليا ومنح الفقراء منهم العاطلين مبالغ مادية اويقرضهم ماكنة الخياطة للخياط الفقير فلقد كانا جدا فقراء واسسوا مطاعم خاصة بطقوسهم واسسوا حضانة لاطفالهم في احدى الشقق السكنية واسسوا ايضا مدرسة للبنات ومدرسة اخرى للصبيان وكانوا غير محبوبين من قبل الشعب الدنمركي لشكلهم الغريب ولغتهم الغريبة وكانوا مثل الطاعون بالنسبة للدنمركيين وازداد عددهم بفترة قصيرة فكان سنويا يصل للدنمرك 4000 يهودي من روسيا والغالبية من المهاجرين اليهود كان يتزوج ضمن جاليته اليهودية للحفاظ على هويتهم رغم ان اليهودي الدنمركي كان يتزوج بالمسيحية الدنمركية للعلم الكنيسة اليهودية للزواج والتعميد مازالت حتى يومنا هذا في نفس الشارع كرستال غاذة

وللبقية تتمة في الجزء الثاني

المصدر :

flygtning og indvandrere 1850-1980

اترك تعليقاً