الرئيسية / مقالات / إرتفاع مقياس الرعب لدى الشيخ شعلان الكريِّم حتى قبل تصريحات أردوغان/ 1 !!!!
الكاتب القدير الأستاذ محمد ضياء عيسى العقابي

إرتفاع مقياس الرعب لدى الشيخ شعلان الكريِّم حتى قبل تصريحات أردوغان/ 1 !!!!

السيمر / السبت 22 . 04 . 2017

محمد ضياء عيسى العقابي

الشيخ شعلان الكريّم هو أحد قادة “تحالف الوطنية” الذي يقوده الدكتور أياد علاوي رئيس وزراء العراق الأسبق الذي عيّنه تعييناً، وليس عن غير قصد، الأمريكيون والنظامُ الرسمي العربي، بقيادة مملكة آل سعود، والأمم المتحدة يوم كانت تابعة قلباً وقالباً للولايات المتحدة قبل نهوض الدب الروسي صديق الشعوب ومعه التنين الصيني.
القصد من وراء التعيين هو التعويل على أمل أن يمتثل الشعب العراقي للصيغة الأزلية التي تربط معظم الشعوب بحكامها وهي “الناس على دين ملوكهم” فيستمر الدكتور علاوي، ومعه مصالح الأمبريالية الأمريكية والنظام السعودي والتركي والقطري والإسرائيلي، جالساً على كرسيه بقوة صناديق الإقتراع بعد تحكيمها بدل التعيين هذه المرة.
ولكن الصناديق أبعدته عن الكرسي لصالح الدكتور إبراهيم الجعفري وخلفه الإئتلاف العراقي الموحد الذي مثل الشعب العراقي حسب مخرجات صناديق الديمقراطية الوليدة التي سكبها السيد السيستاني في قوالب عراقية مُجهضاً عزم الأمريكيين على صبها في قوالب أمريكية ليصنعوا من العراق “جمهورية خلال الطوش” على غرار “جمهوريات الموز” في أمريكا اللاتينية وهي الساحة التي لمع فيها نجم نيكَروبونتي الذي أرسلوه الى العراق ليزداد ألقاً في ساحة ” خلال الطوش” ولكنه فشل منذ البداية فيها كما فشل في النهاية في ساحة الموز. ولإفشال أمريكا في العراق ثمنُه الذي دفعه العراقيون بدمائهم وشقائهم على أيدي العملاء من طغمويين وحلفائهم الإرهابيين.
ولإستكمال تفهم الوضع العام أقول إن للشيخ شعلان قائداً آخر هو أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب “المهمش” (المسيكين هو المهمش وليس المجلس!!). أطلق أسامة صرخته الطائفية من واشنطن في منتصف عام 2011 حال خروجه من إجتماع ضمه مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن صاحب أعرق مشروع لتقسيم العراق. صرخ أسامة “السنة مهمشون وقد يطالبون بالإنفصال وهم يريدون تشكيل أقاليم” وهو، بالمناسبة، ما تريده أمريكا حسبما وشت الأحداث اللاحقة. إنهم يريدون إقليماً عربياً سنياً على غرار إقليم مسعود برزاني وهو شبه دولة مستقلة تتمول من العراق وتطعن فيه تنفيذاً لمخطط تخريبي وضعته غرف العمليات المشتركة في واشنطن وتل أبيب ولندن واسطنبول والرياض والدوحة ودبي. يريدون إنشاء دولة كردية عربية سنية (حقيقية الفاعلية المستقلة، شكلية التبعية للعراق لمص أمواله وتخريبه وتمرير المخطط الإمبريالي الصهيوني الذي برزت معالمه الرسمية في مؤتمر قمة الموت للقضية الفلسطينية على شاطئ البحر الميت). يكون واجب تلك “الدولة اللادولة” كسرَ الهلال الشيعي الممتد من إيران ثم العراق فسوريا فلبنان ففلسطين. أول من نبَّه الى هذا الهلال الخطر على أمن إسرائيل “الغالي” كان جلالة ملك الأردن عبد الله الثاني الموكلة الى دولته مهمة حماية الحدود الإسرائيلية منذ عقود.
بناءً على كل هذه الآمال والتحركات تحرك أسامة النجيفي فطرح جانباً “بلتيقات” علاوي بإدعاء المواطنة أساساً لإئتلاف العراقية وإتهام الإئتلاف العراقي الموحد بالطائفية والولاء لإيران. فأعلن النجيفي الطائفية عالياً دون لف أو دوران وأقصى علاوي تماماً كأداة لتنفيذ الإرادة الأمريكية – التركية – القطرية، فذهب الى غرفة عمليات الدوحة لوضع اللمسات الأخيرة على مخطط تنفيذ “ثورة العشائر” وتلقّي الأوامر العملية. ذهب الى الدوحة بحجة إجراء مقابلة صحفية له من قبل فضائية الجزيرة القطرية، كما صرح هو!!! من فضائية الجزيرة أطلق النجيفي رصاصة الثورة الأولى إذ قال “السنة أغلبية في العراق” ولم يكن هناك من داعٍ لهكذا تصريح. لكنه أراد أن يعلن المبرر للتحرك الإنقلابي “العشائري” القادم ليعلن على الملأ عند نجاحه “ثارت الأغلبية السنية نتيجة إضطهادها وإضطهاد الأقلية الشيعية المسكينة أيضاً على يد طغمة صغيرة تسترت بالدين والطائفية….. إلخ”.
الأمبريالية الأمريكية لم تكلّ ولم تملّ في سعيها للهيمنة على العراق وجعله جمهورية “خلال طوش”، بعد فشل التعويل على إستثمار صيغة “الناس على دين ملوكهم”، خاصة في ظل توفر ثلاث أنواع من “الأصدقاء” لها، أمريكا، في الداخل العراقي وهم: الطغمويون(1) الذين سقطوا في جب الخيانة والعمالة، والواهمون عشاق أمريكا “البريئة التي هي ليست جمعية خيرية ولها مصالحها!!”، والتائهون بعد فقدان بوصلتهم فنسوا الصراع الطبقي والإمبريالية والكومبرادور والسيادة والإستقلال والدستور والديمقراطية والربط الجدلي بينها، ناهيكم عن العملاء في المنطقة من حكومات معروفة. وهنا يتداخل ويتشابك “بودٍّ” الخارجُ البعيدُ والإقليمُ والداخلُ الطغمويُ المصرُّ على إستعادة سلطته المفقودة لصالح صناديق الإقتراع بأي ثمن، والويل كل الويل والمفخخات كل المفخخات للعراقيين وللعراق ولديمقراطيته الوليدة التي هي محور همي وإهتمامي.
قبل أكثر من عام بقليل عبّر الشيخ شعلان (في فضائية الحرة عراق / برنامج “بالعراقي”) عن الرعب الذي ينتابه وينتاب أهالي سامراء (حسب إدعاءه هو!!) من الحالة التالية:
سرايا السلام تتواجد في سامراء. وبعد الإنتهاء من تحرير الموصل المرتقب، فسوف تعود فصائل الحشد الشعبي الأخرى وتطالب بالدخول الى سامراء؛ وهنا سيحصل التصادم والإقتتال والتراشق بالصواريخ (أشهد أنه لم يذكر القنابل النووية ولا “أم القنابل”!!!) بين الحشد الشعبي وسرايا السلام وستبيد تلك الصواريخ جماهير سامراء المحاصرة بين الطرفين المتقاتلين!!!! وهذا ما جعل الشيخ شعلان وأهالي سامراء في رعب دائم!!
اليوم، وبدل أن ينخفض مقياس الرعب لدى الشيخ شعلان بعد أن شاهد العالمُ أجمعُ، والشيخُ من ضمنه بلا شك، تحريرَ تكريت على يد الحشد الشعبي وأُعيدت الى أهلها “صاغ سليم دون إبادة!!”، وشاهد العالم أيضاً جهودَ قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي المتميزة في التعامل الإنساني مع أطفال وبنات ونساء وأبناء ورجال شعبنا الموصلي في معارك تحرير الموصل من براثن طاعون داعش الذي يعرف الشيخ شعلان جيداً “فلمَه كاملاً بمقاصده وبمن وقف ويقف وراءه وكيف تحوّل من [ثورة العشائر] الى داعش الذي أصبح بقدرة قادر وبكل وقاحة يزايد ويتبجح بمحاربته حكامُ السعودية وتركيا وقطر وأمريكا بكل ضراوة!!!!” – أقول بدل أن ينخفض مقياس الرعب لدى الشيخ شعلان وإذا به يرتفع!!…. كيف ذلك … ولماذا؟

(يتبع في الحلقة2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1): الطغموية والطغمويون:
الطغمويون هم لملوم من جميع أطياف الشعب العراقي حكموا العراق منذ تأسيسه وفق صيغة تبادل المصالح مع القوى الإمبريالية وبالحديد والنار للإنتفاع الطبقي من ثرواته المادية والمعنوية بذرائع مختلفة منها إدعاء القومية. سمات الطغمويين: الطائفية والعنصرية والدكتاتورية والديماغوجية. لقد مارسوا في العهد البعثي سياسة ممنهجة للتطهير العرقي والطائفي فاقترفوا جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب؛ ولم يعد قادراً على إطاحة النظام سوى الله أو أمريكا. وأطاحت به أمريكا كناتج عرضي على طريق تحقيق أهدافها الخاصة، وفق المشروع العالمي الذي رسمه المحافظون الجدد للهيمنة على العالم، ولكنها ساعدت على تأسيس النظام الديمقراطي الذي جعله السيستاني نظاماً ديمقراطياً حقيقياً عراقياً لا شكلياً، ومن ثم أخرج العراقيون قواتها، أمريكا، واستعاد العراق استقلاله وسيادته في 1/1/2012 ورفض تمرير مشروع المحافظين الجدد باستخدام العراق كوسيلة.
لم يترتب على العراق، إذاً، أي إلتزام قانوني أو تبعات مالية نتيجة أي عمل قام به الأمريكيون حسب أعلاه حتى إذا كان مفيداً للعراق كإطاحة النظام لأن العمل برمته أمريكي بحت ولم يحظَ بموافقة الأمم المتحدة، ولا يعني شيئاً قانونياً عزوفُ العراقيين عن الدفاع عن النظام الفاشي في وجه الغزو الأمريكي. العاطفة شيء والقانون شيء آخر خاصة وأن الأمريكيين لم يتصرفوا بحسن نية وكشفوا عن نوايا ومشاريع سيئة.
العكس هو الصحيح حيث يتوجب على أمريكا تعويض العراق عن كل ما لحق ببنيته التحتية وكل ما ترتبه القوانين الدولية على دولة الإحتلال.
غير أن الأمريكيين ركبوا حصان داعش الذي أوجده الطغمويون وحكام تركيا والسعودية وقطر بإيحاء من أمريكا نفسها، ودخلوا العراق من الشباك فتصدى الحشد الشعبي لحصانهم الداعشي وأذرعه السياسية.
بعد سقوط نظامهم في عام 2003 أجج الطغمويون الطائفية بأعلى وتيرة، بعد أن كانت مبرقعة مبطنة منذ تأسيس الدولة العراقية، وذلك لشق صفوف الشعب والمحافظة على ولاء أعوانهم ودفعهم الى عرقلة بناء العراق الديمقراطي الجديد عبر الإرهاب والتخريب من داخل العملية السياسية إصطفافاً وتنفيذاً للمشروع الطائفي السعودي الوهابي المطروح على نطاق المنطقة والعالم لدرء خطر الديمقراطية الزاحفة على النظام في المملكة من الجار الشرقي ودرء خطر الإحراج الذي سببته إيران للمملكة بعد أن كشفت، إيران، تآمرهم على القضية الفلسطينية حينما مدت المقاومتين الفلسطينية واللبنانية بالسلاح بينما إقتصر الدعم السعودي على المال المسموم ثم إنحدرت الى مستوى التآمر لتصفية القضية الفلسطينية وتآمرت على التضامن العربي.
وقد انتفع الامريكيون من اثارة الطائفية في العراق بقدر كبير جداً وكفاءة عالية مستخدمين الطغمويين أنفسهم في هذا المجال كأدوات طيّعة لإضعاف العراق الجديد وتشويه الديمقراطية والإستهانة بها وتحويله، العراق، الى دولة فاشلة؛ وربما كان الأمريكيون هم المحرضين على تأجيجها، الطائفية، وذلك من أجل تنفيذ مشروع المحافظين الجدد الحقيقي وهو الهيمنة على منابع البترول في العالم للي أذرع جميع الدول المؤثرة عالمياً للقبول بنتائج ما بعد الحرب الباردة التي جعلت الولايات المتحدة القطب الأعظم الأوحد في العالم، الأمر الذي أوجبته ضرورات معالجة أمراض النظام الرأسمالي المأزوم بطبيعته عبر تصدير أزماته للعالم وخاصة الفقير منه دون رادع.
أفشل العراق، على يد التحالف الوطني، مشروع أمريكا هذا الذي إصطدم مع المصالح الإمبريالية الأوربية أيضاً، ولكن إدارة الديمقراطيين الأمريكية أعادت إحياءه بعد إصلاح التحالف التقليدي مع أوربا الإمبريالية الذي هدده المحافظون الجدد بدافع الإنفراد والإستحواذ.
فرض الطغمويون والأمريكيون، بالإبتزاز، المحاصصة بعد تشويه مفهومي الشراكة والتوافق، مقابل مجرد المشاركة في العملية السياسية أي العملية الديمقراطية المعترف بها عالمياً وهي الوسيلة الوحيدة القادرة على حماية مصالح الجميع وبالتالي تحقيق التعايش المشترك والسلم الأهلي. ولكن الطغمويين لم يتراجعوا ولحد الآن عن رفضهم للديمقراطية وللآخر والسعي الحثيث لتخريبها وإفشالها ولو بإستدعاء قوى إمبريالية وعميلة لـ”ترتيب” أوضاع العراق لصالحهم.
كان وما يزال هذا الإصرار من جانب الطغمويين على إستعادة السلطة بأية وسيلة هو الجوهر الحقيقي للمســــــــــألة العراقـيــــــــــــــة ولم تليّن الهزيمة الإستراتيجية الداعشية من إصرارهم بسبب وجود الدفع والدعم الخارجيين لهم وتشرذم القوى العراقية الإسلامية الديمقراطية؛ ذلك الإصرار الذي لم تشخصه سوى المرجعية في النجف والحريصين من المسؤولين الذين تُحتمُ عليهم مسؤوليتُهم عدمَ البوح بهذا التشخيص تجنباً لشرعنة المشروع الطغموي ولتثبيت الإنقسامات كقدر لا مفر منه؛ ولكن المثقفين والفاشلين أهملوا هذا التشخيص وشوهوه بطروحات منتقصة أو زائفة رغم أن واجبهم المقدس يلزمهم بإبراز هذا التشخيص الذي يمثل الحقيقة الموضوعية الناصعة وتوعية الشعب والرأي العام العربي والإسلامي والعالمي بها وتوجيه الضغوط المعنوية على الطغمويين للحد من تماديهم في التخريب والإرهاب.
شكل الطغمويون والبرزانيون العنصريون تحالفاً غير رسمي مع الأمريكيين وتوابعهم في المنطقة حكام السعودية وتركيا وقطر كل لغايته؛ ولكن يجمعهم دفعُ العراق باتجاه الديمقراطية المشوهة والدولة الفاشلة لتنفيذ المشروع الامبريالي الصهيوني السعودي الذي صاغه المحافظون الجدد والقاضي بتفتيت البلدان العربية من داخلها وتمكين إسرائيل من الهيمنة على المنطقة بقفاز سعودي ولدينا مما جرى في سوريا خير مثال.
فَقَدَ البرزانيون إهتمامهم بالديمقراطية العراقية بعد أن أخذوا منها ما أخذوا ودسوا ما دسوا من ألغام في الدستور بتنسيق أمريكي معهم ثم إنخرطوا في المشروع الإمبريالي آنف الذكر على أمل تحقيق “مملكة برزانية” على حساب نضال الشعب الكردي لتحقيق طموحاته القومية المشروعة بالتحالف النضالي مع شعوب المنطقة، وعلى حساب إستقرار العراق ومصالحه.
الطغمويون لا يمثلون أية طائفة أو مكون لكنهم يدَّعون تمثيلَهم السنةَ لتشريف أنفسهم بهم والخروج من شرنقة الطغموية الخانقة الى ساحة الطائفة الأرحب. غير أن السنة براء منهم وقد نبذوا الطغمويين خاصة بعد توريطهم الجماهير إذ دفعوا بها الى العصيان لتغطية إحضار داعش الى العراق لإحداث تغيير ديموغرافي، ومن ثم دفعوا بها الى حياة النزوح في المخيمات تحت رحمة البؤس والشقاء وتهديدات داعش.
كانت هذه المغامرة الداعشية الخطرة الفاشلة قد شكلت الضربة الإستراتيجية القاصمة الكبرى للطغمويين ورعاتهم حكام أمريكا وتركيا والسعودية وقطر، وما عادوا قادرين على الإبتزاز وفرض المطالب فهم الفاشلون في معركة “الديمقراطية والوطنية” الحاسمة.

للإطلاع على “مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي” بمفرداته: “النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه” و “الطائفية” و “الوطنية” راجع الرابط التالي رجاءً:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.aspid=298995

 

اترك تعليقاً