السيمر / الثلاثاء 23 . 05 . 2017
ضياء الشكرجي
هذه هي الحلقة الثانية والتسعون من مختارات من مقالات كتبي في نقد الدين، حيث سنكون مع مقالات مختارة من الكتاب الرابع «الدين أمام إشكالات العقل
مدى حاجة الإنسانية إلى النص الديني بعد بلوغها سن الرشد
كان هذا المضمون التقريبي لآخر حديث لي في المكان الذي كنت ألقي فيه المحاضرات الدينية لسنوات طويلة، وأديره، وأئم صلاة الجماعة فيه، والمسمى بـ «دار الهدى» في مدينة هامبورغ، حيث طلب مني البعض أن أحاضر في تلك الأمسية، فاستجبت، ولكني عندما جلست على المنصة، بدأت أتكلم بالعامية، قائلا للجمهور، إني لا أريد اليوم أن ألقي محاضرة عليكم، بل «خَلّونَا نسولِف»، أي دعونا نتبادل أطراف الحديث، وكان كلامي خلافا للعائدة بالعامية العراقية.
كنت كتبت في حزيران 2007 مقالة بعنوان «فلسفة ختم النبوة» ضمنتها كتابي «لا لدينٍ ﴿يفسد فيها ويسفك الدماء﴾» الذي طبعته (الدار العربية للعلوم – ناشرون)، وقبل بضعة أسابيع وبالضبط في 08/11/2008 قدمت في تجمع ديني حديثا مرتجلا ومن غير التزام بمنهجية المحاضرات، طرحت فيه تساؤلات عن مدى جدوى الاستمرار في إلقاء محاضرات دينية، وعن مدى تأثير الموضوعات الوعظية ذات البعد الأخلاقي، أو تناول السيرة للشخصيات الدينية المقدسة، ومدى جدوى الاستغراق في تناول الفتاوى، لاسيما في ما يسمى بباب المعاملات، وهكذا بالنسبة للموضوعات القرآنية. ثم وجدت أن أكتب هذه الأفكار بالربط بين مقالة «فلسفة ختم النبوة» وحديثي آنف الذكر، وبدأت بكتابة الموضوع في الفترة بعد إلقاء الحديث، أثناء تواجدي في العراق.
وربطت الموضوع بما كنت قد طرحته في مقالة كتبتها في 14/06/2007، أي بشهر واحد قبل تحولي إلى المذهب الظني، تحت عنوان «فلسفة ختم النبوة في ضوء الواقع المعاصر»، التي ضمنتها كتابي «لا لدين ﴿يفسد فيها ويسفك الدماء﴾». جاء في محاضرتي تلك:
أتساءل عن مدى حاجة الناس إلى النص الديني، سواء كان ذا مضمون أخلاقي، أو ما هو من عموم السلوك الصحيح (الحسن والحكيم)، أو كان ذا مضمون تشريعي، فيما هي التشريعات الاجتماعية الإلزامية منها وجوبا أو حرمة، أو الترخيصية ندبا أو كراهة، بل وحتى إذا كان النص ذا مضمون فلسفي، فهل ما زالت هناك حقا ثمة حاجة لإنسان العصر لهذه النصوص الدينية؟
عندما نجد أن الكثير من النصوص الدينية مما هي من بديهيات السلوك الأخلاقي أو السلوك السليم، ونجد بعض الأحكام هي من مسلمات الحكمة أو مسلمات القوانين الوضعية، فلماذا يجب أن تكون هناك نصوص دينية موحى بها من السماء، في الوقت الذي أصبح فيه الإنسان الراشد قادرا على استيحاء تلك الأفكار من عقله وتجربته؟ وأقصد بالإنسان لا الفرد بل عموم المجتمع الإنساني، بعدما بلغت الإنسانية سن الرشد. وليس هذا وحده الذي يدعوني لطرح هذا التساؤل، بل مجموعة حقائق أخرى، أوجزها كالتالي:
1.ليس كل المتدينين ملتزمين بما يترتب على النصوص التي سنعرض لأمثلة منها من سلوك حسن أو حكيم، كما إن ليس كل غير المتدينين غير ملتزمين بها، بل في كل من الفريقين نجد وبنفس النسبة من هم ملتزمون بها ومن هم غير ملتزمين.
2.النصوص والأطروحات الدينية لم توحد البشرية على منهج واحد فيما هو الحسن والقبيح والصحيح والخطأ من السلوك والرؤى، بل لم توحد حتى أتباع الدين الواحد، بل لم توحد حتى أتباع المدرسة الواحدة من نفس الدين كأتباع مذهب من مذاهب الإسلام، أو كنيسة من كنائس المسيحية مثلا.
3.كون النص الديني يمثل مانعا أمام إعمال العقل والإفادة من التجربة لتحديد الحسن والقبيح أو الصحيح والخطأ بتجرد، وبالتالي نجد المستنبِطين والمستأوِلين الدينيين يبررون للقبيح المستنبَط من نص ديني ما، ويحسّنون ذلك القبيح لتوهم قداسته بتوهم صدوره عن الله، وبالتالي بوجوب حسنه الخفي رغم بداهة قبحه الظاهر، بمبرر أن الله يعلم ما لا نعلم، وهي مقولة حق طبقت تطبيقا خطأ.
وإني عندما أورد هنا أمثلة من نصوص الدين الإسلامي، فمن قبيل المثال لا الحصر، ولأن ثقافتي الدينية هي إسلامية بدرجة أولى، ولعدم توفر الوقت للرجوع إلى المصادر التي آخذ منها نصوصا مسيحية أو يهودية أو صابئية أو غيرها.
النصوص الأخلاقية:
نصوص الأخلاق في القرآن وحديث النبي وروايات أئمة أهل البيت، كما هي نصوص الأخلاق لدى الديانات الأخرى من الوفرة مما قد يصعب الإحاطة بها، لاسيما في مقالة كهذه. ولكن دعونا نتناول بعض الأمثلة:
«لا يَغتَب بَعضُكُم بَعضًا؛ أَيُحِبُّ أَحَدُكُم أَن يَّأكُلَ لَحمَ أَخيهِ مَيتًا، فَكَرِهتُموهُ؟» عندما نقرأ هذا النص الأخلاقي، فهو من غير شك نص جميل، وبليغ في تقبيح الغيبة، أي تناول الشخص الغائب بسوء، مما يحط من قيمته عند السامع، ومما لا يحب المستغاب ولا نفس المستغيب أن يذكر بمثله في غيبته، ومما يمس كرامة المستغاب، وفضح غير مبرَّر لعيوبه المستورة. علاوة على ما تسببه الغيبة من تعميق الحساسية والكراهة بين الناس، ويمكن أن تتحول إلى مرض اجتماعي يفسد المودة بين أفراد المجتمع، إذا ما تحول إلى ظاهرة، كما لا يمكن ضمان ألا يتسرب خبر ذكر المعني بسوء إليه، مما قد يخلق مشاكل اجتماعية تؤسس للعداوات. ولكننا نقول إنه لا الإنسان العاقل، ولا الإنسان صاحب الخلق الرفيع، يقبل أي منهما أن تشيع ظاهرة الغيبة بين الناس، وبالتالي فقبح هذه الممارسة لا يحتاج إلى نص مقدس، كما إن النص المقدس لم يردع الكثيرين ممن يؤمنون بقدسيته ويلتزمون بظواهر الالتزام بالدين الذي شرع لحرمته وقبحه، كما إن الكثيرين من العقلاء والطيبين من الناس إنما يرتدعون عن هذه الممارسة القبيحة، حتى لو لم يؤمنوا بكون النص مقدسا ومن مصدر إلهي، أو حتى لو كانوا مؤمنين بالدين الذي أتى به دون اقتران إيمانهم على النحو العام بالالتزام بلوازم ذلك الدين، أي كانوا فيما يتعلق هنا بالإسلام من المسلمين غير الملتزمين أو غير المتدينين. فالنص لم يفعل فعله ولم يكن له تأثيره إلا في القليلين. وهكذا هو الحال مع سائر النصوص ذات البعد الأخلاقي. على سبيل المثال «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، فمن يعرف أن من شروط المستوى الأدنى من الأخلاق هو أن يعامل الإنسان الآخرين بما يحب أن يعاملوه به، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لها. فالعقلاء والأخلاقيون يلتزمون بهذا الشرط الأخلاقي، سواء كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين، مؤمنين ملتزمين أو غير ملتزمين. فلا الإيمان والالتزام جعلا كل المؤمنين وكل الملتزمين يلتزمون بهذا السلوك الأخلاقي، ولا عدم الإيمان أو عدم الالتزام جعلا كل غير المؤمنين أو كل غير الملتزمين لا يلتزمون به. ولكن تبقى هذه القاعدة الأخلاقية معروفة لدى الجميع ومعترفا بحسنها لدى كل العقلاء، ومحببة لدى كل الطيبين. وهكذا فإنه معروف لدى الجميع قبح التكبر على الناس، من غير الحاجة إلى أن يسمع الإنسان نصا دينيا يقول «لا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحًا، وَلا تُصَعِّر خَدَّكَ لِلنّاسِ»، ولا حاجة لنص مقدس يعلمني أن تكبري لن يجعلني أكبر من حقيقتي وواقعي بقول أنك أيها الإنسان المتكبر بتكبرك «لَن تَخرُقَ الأَرضَ وَلَن تَبلُغَ الجِبالَ طولًا»، بل تبقى أنت أنت، لا يزيد التكبر من شأنك، بل هو بالعكس منقصة لك. وبكل تأكيد يعي كل إنسان يؤمن بالله «إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُختالٍ فَخورٍ» لأن الإنسان السوي لا يحب المختالين الفخورين، والمغرورين المتكبرين. كما إنه من البداهة، إذا آمنا بالله، «إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوّانٍ كَفورٍ»، فخيانة العهود والأمانات ونكران الجميل ومقابلة الإحسان بالإساءة من الممارسات المنبوذة لدى كل عاقل، ونفس الشيء يقال عن النص القرآني «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَطَهِّرينَ وَيُحِبُّ التَّوّابينَ»، فالطهارة بجانبيها الظاهري والمعنوي والتوبة بمعنى التصحيح المتواصل للسلوك السيئ المسمى بالمصطلح الديني بالذنب أو الخطيئة، وكل ما يشتمل عليه معنى التوبة من ندم وقرار بالإقلاع عن الممارسة السيئة إن كانت عادة، أو عدم العودة إليها إن كان الوقوع فيها حادثا طارئا، وتدارك ما ترتب على العمل السيئ بالتصحيح والتعويض وإصلاح ما جرى من إفساد، كل ذلك من الأمور المحببة والممدوحة. وعلى ذكر الطهارة الظاهرية أو المادية نذكر الحديث النبوي «النظافة من الإيمان»، فأقول هل نحتاج إلى نبي ينبهنا إلى حسن النظافة وقبح القذارة، فكل إنسان متحضر مدني، وكل صاحب ذوق يرتاح نفسيا للنظافة وينفر من القذارة. ثم لا ننسى هنا أن الكثيرين جدا من المتدينين وبالرغم من التزامهم الدقيق بما يسمى بالطهارة الشرعية، تجدهم لا يعيرون للنظافة اهتماما كبيرا، وغالبا ما يكون غير المتدينين رغم عدم التزامهم بالشروط الشرعية للطهارة هم أكثر اعتناءً بالنظافة من أكثر المتدينين. وإذا التزم بعض المتدينين بالنظافة كمستحب شرعي يرجون منه الثواب الأخروي، نجد متذوقو النظافة يلتزمون بها ميلا من عند أنفسهم إليها، دون التفكير بالأجر والثواب، لأنهم يستجملون الجميل لجماله، ويستقبحون القبيح لقبحه، وهذا ما يحبه الله بكل تأكيد، فحماة البيئة عندما يسعون لحفظ النظافة، والنقاوة للطبيعة، وديعة الله عند مُستَخلَفه في الأرض الإنسان، هو لون من ألوان عبادة الله بالمعنى الجوهري للعبادة، لا الشكلي. إذن النظيف نظيف، ولا يجعله النص الديني أكثر نظافة، والوسخ وسخ، لا ينظفه النص الديني من وساخته.
الصدق: هل نحتاج إلى نبي ينبئنا أن الصدق محبوب من الله، والكذب ممقوت وحرام، من أجل أن نكون صادقين مع بعضنا البعض؟ أو هل يا ترى لو لم نسمع بما روي عن سادس أئمة الشيعة جعفر بن محمد الصادق: «لا تنظروا إلى صلاتهم وصيامهم، بل اختبروهم في صدق الحديث وأداء الأمانة»، سننطلق في حياتنا بالكذب على بعضنا البعض؟ فكيف كانت ستكون الحياة، لو كان كل أو معظم الناس كذابين؟ وهل إن المتدينين أو المؤمنين هم دائما أصدق من غير المتدينين وغير المؤمنين؟
العدل: وهكذا بالنسبة للعدل، فالعدل قيمة أخلاقية، سواء وردت فيها نصوص دينية، أو لم ترد، من قبيل الحديث النبوي «عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة قيام ليلها وصيام نهارها».
وهكذا كل القواعد في الأخلاق والعقلانية أو الحكمة التي وردت في نصوص دينية، فهي من مسلمات العقلاء والطيبين، ولا تحتاج إلى دين، ومنها: «العفو (عند المقدرة)»، «إنما الأعمال بالنيات»، «رفع عن أمتي ما يجهلون»، «رفع عن أمتي ما لا يطيقون»، «إنما يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر»، «إنما الدين المعاملة»، «صلاح ذات البين خير من عامة الصلاة»، وغيرها كثير. نعم لو تعاملنا مع هذه النصوص، لا باعتبارها نصوصا مقدسة، إما صادرة عن الله، أو صادرة عن وكيل من وكلاء الله، بل كحِكَم، كما نسمعها عن فيلسوف، أو مفكر، أو مصلح اجتماعي، أو صاحب مدرسة أخلاقية، أو شاعر، فنتفاعل معها، لأننا نجد إن فطرتنا الإنسانية تتناغم معها، أو لأننا أصلا نلتزم بهذه القيم ونعرفها ونتفاعل معها، إلا أننا نحتاج إلى من يذكرنا بها، بين الحين والآخر، بسبب أن أكثرنا مصاب بقدر أو بآخر بداء الازوداجية، فكل هذا لا ينفع معه نص يُدَّعى أنه صادر عن الله، وإلا لوجدنا المتدينين دائما أرقى أخلاقا وأكثر إنسانية من غيرهم، مما لا يستطيع أحد أن يدعيه، لمخالفة الواقع له عبر التاريخ الطويل للإنسانية..
وهناك أمثلة أخرى، منها الذوق، النظام، وما يروى عن علي «أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم».
وهكذا بالنسبة للقواعد الأصولية والقواعد الفقهية، فعبر بعض الأمثلة والوقائع يتبين لنا أننا لا نحتاج إلى فقيه أو أصولي ليتعب نفسه ليخرج لنا بقاعدة، هي من بديهيات الفهم البشري العقلائي، مثل: أصالة الإباحة، أصالة البراءة، أصالة الطهارة، قاعدة اليسر «لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفسًا إِلّا وُسعَها»، «إِنَّما يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسر»، فكل العقلاء يدركون إن الأصل في الأشياء هو اليسر، ولا يكون العسر إلا عند الضرورة. ثم حتى ما يسمى بالعناوين الثانوية، فهل بالله عليكم هناك حاجة لفقيه، يخرج لنا بعبقريته بمثل ساذج، يقول لنا لو إن أرضا ملكا لشخص ما نعرف أنه لا يسمح لأن نطأها إلا بإذنه، مما يجعل مخالفة ذلك محرما؛ لو إن هذه الأرض تقع بيننا وبين نهر، نرى فيه من هو على وشك الغرق، ونحن قادرون على إنقاذه، فهل بالله عليكم نحتاج إلى فقيه ليقول لنا، يكون بالعنوان الثانوي، ليس فقط مباحا، بل واجبا دخول هذه الأرض المحرم دخولها بالعنوان الأولي، لأن إنقاذ حياة إنسان أهم من الالتزام بحرمة وطأ هذا الملك بدون إذن مالكه؟ ولو إننا لم نعرف هذه القاعدة الفقهية الساذجة، ومثلها الأشد سذاجة، أنجعل هذا الإنسان يغرق، لأننا لم نحصل على إذن صاحب الأرض؟ ثم هل من المعقول، لو لم توجد هذه القاعدة، يكون دخولنا هذه الأرض لإنقاذ حياة إنسان إثما نعاقب عليه؟ أريد بذلك أن أوضح أننا لا نحتاج إلى محاضرات دينية، ولا إلى نصوص دينية، من أجل أن يكون سلوكنا إنسانيا وعقلانيا، وبالتالي مرضيا عند الله.
ومن الأمثلة الأخرى، قاعدة درء أكبر الضررين، أو أكبر المفسدتين بأصغرهما، ونفي أو حرمة الإضرار بالغير على وفق قاعدة «لا ضرر ولا ضرار» التي تروى عن النبي في قصة النخلة، وكذلك نفي الحرج، وقاعدة الاستصحاب، بمعنى استصحاب ما كنت متيقنا به، وعدم التعويل على الشك بطروء متغير، كون اليقين لا ينقضه إلا يقين مثله، كما يروى عن جعفر الصادق، كما القواعد الأصولية، مثل قاعدة حجية الظهور، وحجية القطع، وأصالة الحقيقة (في مقابل المجاز)، وأصالة الجدية، وأصالة التعميم والإطلاق. فكل هذا مما يدركه العقلاء دون الحاجة إلى نص ديني.
وكذلك إن من القواعد والمبادئ القرآنية ما هي قواعد عقلية أو عقلائية، مثل: «لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرى»، «إِنَّ اللهَ لا يَظلِمُ مِثقالَ ذَرَّةٍ»، «وَهَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلَّا الإِحسانُ»، «وَلا تُجزَى السَّيِّئَةُ إِلّا بِمِثلِها».
وعودا إلى] الفتاوى والقواعد الفقهية، مثل: كون تشخيص الموضوعات الخارجية من شأن المكلف وغيرها، إذ كلها مما يمكن إدراكه من غير نصوص دينية، وكتب تفسير وفقه وغيرها.
أما النصوص المتعارضة، أو المتعارض ظاهرها، أو المتعارض تأويلها واستنباط حكمها مع الضرورات العقلية، كالنصوص الدالة على عدم المساواة بين المرأة والرجل، نصوص ملك اليمين، النصوص الدالة على مقاتلة الناس بسبب عقيدتهم، النصوص الدالة على معاقبة الكافر أخرويا لمجرد كفره، النصوص التي تدعو إلى العداوة بسبب العقيدة «قَد بَدَت بَينَنا وَبَينَكُمُ العَداوَةُ وَالبَغضاءُ إِلى يَومِ القِيامة».
فالحسن حسن استحسنه الدين أو لم يستحسنه، والقبيح قبيح استقبحه الدين أو لم يستقبحه، وأقبح القبيح ما يلبس القداسة بمخارج دينية.
15/11/2008