السيمر / الاحد 04 . 06 . 2017
معمر حبار / الجزائر
يحدثني فيقول: يتم الانتهاء من صلاة التراويح على الساعة 12 ليلا، وأن المصلين إشتكوا للإمام التعب والإرهاق، فأجابهم الإمام: من لم تعجبه صلاتي فالمساجد كثيرة. وحدثني أن الإمام يطيل الركوع والسجود حتى اشتكى الشيوخ، فأجيب: علّمونا في الصغر وقرأنا بعدها في الكبر، أن الدعاء والإطالة في الركوع والسجود للإمام من مكروهات الصلاة المنهى عنها، ومن أراد الإطالة فبمفرده وإلى أذان الفجر إذا شاء.
قد يقول قائل وقد قيل: ليجلس المأموم ويسترح، وليختر إماما يسرع في القراءة والصلاة، وإطالة الصلاة أفضل من الجلوس في الطرقات والفضائيات، وعليه يرد صاحب الأسطر:
الإمام هو المطالب بمراعاة شؤون الأمة وليس الفرد الذي جاء ليصلي قائما لا ليجلس، فالفرد يخضع للأمة ولا نطالب الأمة بأن تخضع للفرد.
و صلاة التراويح تروح على الناس وليست صلاة الجلوس والإمام هو المجبر على التخفيف، وإذا رفض التخفيف عن المصلين فهو المطالب بالانسحاب ولا يطلب من الأمة أن تنسحب.
ويكون الجلوس لسبب قاهر وليس بسبب ظلم الإمام والإطالة المفرطة، فلا يمكن بحال أن نطالب الأمة بالخضوع لنزوات إمام المتمثلة في الإفراط في إطالة التراويح، فنحن أمام مشكلة وهي المبالغة جدا من طرف الإمام في الصلاة، وعلينا أن نواجه ونحل مشكلة الإمام، أما الجلوس فله أحكامه في الأمور العادية ومعروفة لدى العادي والفقيه ولم تكن يوما مشكلة.
وحين يكون المرء بمفرده ليختم القرآن في ركعة واحدة إذا شاء، وليخفف أو يسرع، ويبدع في الأصوات ما شاء، لكن حين يكون إماما فلينزل عند إرادة الأمة ولا يرهقها ويفرض عليها الإطالة. وطبع الإنسان أن يحترم الإنسان ولا يرهقه بالإطالة حتى يرهق المصلين فتتحول بذلك صلاة التراويح إلى صلاة الغبن والقهر.
وليس من الأدب أن يفرض الإمام على الأمة افتخاره بإطالة الصلاة وإرهاق الأمة، فالإمام يخدم الأمة ومن مظاهر الاحترام والتقدير أن لا يرهق الناس بالإطالة.
والتروايح لغاية الساعة 12 ليلا سوء أدب وقلة أدب من الإمام، واستغلال نفوذ، وعدم احترام الكبير والمريض وذي الحاجة، وإكراه دون داعي، واحتقار لإرادة الإنسان. والأصل في صلاة التراويح أن تقام في البيوت وليطل صاحبها ما شاء لأنه أعرف الناس ببيته وأهله و ولده، أما استغلال التراويح لفرض الغبن على الناس وقهرهم على الوقوف لغاية الساعة 12 ليلا، فإن ذلك لم يكن يوما من مقاصد التراويح، والغاية من التراويح بسط الراحة بين الناس، وتركهم فيما بعد لحوائهم ، وعائلاتهم، وشؤونهم.
وتحية تقدير واحترام لكل إمام ومقرئ أبدع عبر صوته، وأحسن في صلاته، وخفّف عن المصلين، فكان عظيما يقتدى في تقريب أقدس العبادات للعباد.