الرئيسية / الأخبار / “سرقة الساسة للانتصارات” هاجس “مزعج” للمقاتلين .. ماذا قال عنه السيستاني؟

“سرقة الساسة للانتصارات” هاجس “مزعج” للمقاتلين .. ماذا قال عنه السيستاني؟

السيمر / الأربعاء 05 . 07 . 2017 — نحن المرابطون في سوح القتال، وحدنا من تحملنا العناء والتضحية بالغالي والنفيس.. لا نقبل ان يصادر انتصاراتنا وانجازاتنا هذا السياسي او ذلك”، هكذا عبر مقاتل في لواء علي الأكبر، من موقعه قرب الحدود العراقية السورية، عن هاجس وصفه بـ”المزعج”، يراوده والكثير من رفاقه، من ساسة دأب كثير منهم على “اعلان النصر” و “الافتخار” بعد كل عملية تحرير لمدينة من تنظيم داعش.
وجاء تعليق المقاتل، بعد خطبة للمرجع الديني علي السيستاني، على لسان ممثله في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في العتبة الحسينية، قال فيها “ان المقاتلين في سوح القتال هم الأحق من الآخرين برفع راية النصر النهائي الذي سيتم انجازه قريبا بتحرير بقية المناطق التي ما زالت تحت سيطرة ارهابيي داعش”، مؤكدا أن “صاحب الفضل الأول والأخير في هذه الملحمة الكبرى التي مضى عليها ثلاثة أعوام هم المقاتلون الشجعان بمختلف صنوفهم”.
ويعرج المقاتل على ذلك بالقول، ان “المرابطة على السواتر لم تكن بالامر السهل في بادئ الامر بالنسبة لنا، الا ان الامر اصبح معتاداً لاسيما بعد ان تأخر حسم المعارك لاكثر من عامين او ثلاث، وبالنتيجة فالمقاتل المرابط على السواتر هو صاحب الحق بالفخر والنصر والدفاع”.
ويؤكد المقاتل في حديثه لـ(بغداد اليوم)، رافضا الافصاح عن اسمه، ان “فرحة الانتصار تكاد تنسينا كل الظروف المحيطة بنا من حرارة الجو وفراق الاهل والاصدقاء، وهذا ما يدفعنا الى عدم القبول بمصادرة انتصاراتنا وانجازاتنا من قبل هذا السياسي وذاك”.
ويتابع، ان “الادعاء بان النصر كان سهلا او جاء بإمكانيات قتالية بسيطة هو محظ افتراء، لأننا نقاتل عدواً يتنقل بين منزل واخر ونطارده من قرية الى اخرى حتى وصلنا الى الحدود، وبالنتيجة لا فضل لاحد في الانتصار الا اهله، ومن شارك فعليا في المعارك ينظر بعين تختلف عن التي يرى بها من توسد مكتبه ولازم بيته ليأتي بعد هذا ويزعم انه كان منتصرا ولولاه لما تحقق الانتصار”.
بدورها، قالت فرقة العباس القتالية، احدى فصائل المنضوية في الحشد الشعبي، انه “لا يستطيع أي سياسي أو أي شخصية اخرى سرقة الانتصارات الكبيرة في مدينة الموصل، واحتسابها لشخص او لجهة معينة”.
وقال المتحدث باسم الفرقة علي السبتي لـ(بغداد اليوم)، انه “لا يستطيع احد سرقة انتصارات الموصل بعد اليوم خصوصا بعد خطبة المرجعية الاخيرة، والتي كانت واضحة وصريحة بان من حقق النصر هم المقاتلين في الجبهات وهم من يرفع راية النصر وليس غيرهم من الذين يدعون ذلك”، مبينا ان “سرقة الانتصارات من قبل السياسية والذهاب الى المناطق المحررة امر متوقع، لكن هذه الامور لا تنطوي على العراقيين بعد اليوم، فالكل يعرف من هو الذي حرر الارض واعطى التضحيات بينما كان السياسيين في قصورهم”.
لكن هاجس “سرقة الانتصارات”، لا يقتصر على المقاتلين والمشاركين في المعارك، وكثيرا من اثار حنق المواطنين، وهذا ما ذهب اليه، المواطن عقيل علي، قائلا ان “السياسيين سيحاولون بعد اعلان تحرير الموصل بشكل كامل سرقة الانتصار من أصحابه الحقيقيين وهم الجنود المقاتلين في الجبهات حصراً لا غيرهم ولا يحق لأي سياسي مطلقاً ان ينسب لنفسه او لحزبه الانتصار العسكري على تنظيم داعش الإرهابي”.
وذكر علي في حديثه لـ(بغداد اليوم) ان “هذا الامر قد حصل في المعارك السابقة كمعارك تحرير تكريت والفلوجة وغيرها والامر المستغرب حقاً هو ان السياسيين المسؤولين عن سقوط تلك المناطق بيد الإرهاب هم من يحاولون ركوب موجة الانتصارات لمصالح الشخصية”.
وتابع، ان “الامر لا يقتصر على السياسيين فقط بل هناك بعض رجال الدين ممن يخططون لدخول عالم السياسة والانتخابات القادمة ايضاً يحاولون استغلال النصر العسكري كدعاية انتخابية مبكرة”، مبينا ان “المطلوب في الفترة الحالية هو كشف هؤلاء وفضحهم ومنعهم من سرقة تضحيات الجنود المقاتلين في الجبهات بينما هم يتنعمون بحياة مترفة بأموال العراقيين أنفسهم”.

اترك تعليقاً