الرئيسية / مقالات / خطوات مارثون الأربعينية؛ وحدة القلوب الإنسانية

خطوات مارثون الأربعينية؛ وحدة القلوب الإنسانية

السيمر / الأربعاء 11 . 10 . 2017

عبد الحمزة سلمان

نبدأ الخطوات الأولى بإتجاه كربلاء لو شاء الباري أن تطير أرواحنا في الجو, لترى أن العراقيين والمسلمين من الجنسيات الأخرى يسيرون على الأقدام, قاطعين مئات الكيلو مترات, في أكبر مارثون عالمي بإتجاه كربلاء, قاصدين الحسين (عليه السلام), غير آبهين بما يصيبهم, من تعب و مشقة وعناء الطريق, وإرهاب وإنفجارات , يتحدون كل أساليب القمع والظلم, من أسلاف ظلمة الحسين وآل بيته الكرام .
يندهش الزائر الذي يصل للعراق أول مرة,عندما يرى ما يقدمه, أصحاب المواكب والدور القريبة لطريق الزائرين, من خدمات, كالأكل والشرب وإستراحة ومنام وعناية طبية, وصلت لتدليك أقدام الزائرين, وهم يشكرونهم فوق ذلك, لأن خدمة الزائر القادم للحسين شرف وترفع الرأس.
حيث يصل الزائر إلى جنة كربلاء المقدسة, مرقد الإمام المظلوم سيد الشهداء الحسين (عليه السلام) , الذي ضحى بكل شيء في حياته, من أجل إحياء الدين الإسلامي, يوم إنتصر الدم على السيف, يتضرع الجميع لطلب الرحمة والشفاعة من الباري بحق هذا الشهيد, تتوحد القلوب, وتسكب العبرات التي تغمرها الإنسانية, التي جمعت أناسا من شعوبا بجنسيات وثقافات مختلفة, ومتنافرة لتجديد العهد,وسلوك طريق الثورة الحسينية, وهي الحق ورافضة للباطل؛ ليكونوا شوكة بعيون الحاقدين, أسلاف إبن زياد .
هل فكر أو تخيل, حتى أعداء الخط الحسيني, من يغتصب حقوق أتباعه ويحاربهم, و من يغشهم أو يخون أمانتهم, أين سيكون محله من غضب الباري ؟ هل سيكون كأسلافهم..يزيد ومعاوية وشمرا, أمثالهم من الوحوش بشكل إنساني!..ربما تنزه الوحوش عنهم؛ لأنها تعيش بفطرتها وتتحكم بها الطبيعة.
مخطئ كل من يراهن على إختفاء الفكر الحسيني, بل سيكبر ويكبر حتى يغطي الأرض بسعتها, سيأتي اليوم الذي يسجد ما على الكرة الأرضية خشوعا, ولتذرف السماء دموعا, لتنحني الجبال ركوعا..وتهتف البشرية جميعا ” لبيك يا حسين “يوم تعم الأرض قسطا وعدلا.
عندها فقط سيعرف الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون.

اترك تعليقاً