الرئيسية / الأخبار / عائلات ” داعش ” في مخيم (الجدعة) بعد هزيمته في الموصل: رعايا سفارات وأبناء عشائر أيضا

عائلات ” داعش ” في مخيم (الجدعة) بعد هزيمته في الموصل: رعايا سفارات وأبناء عشائر أيضا

السيمر / الخميس 23 . 11 . 2017 — الأرجح أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومن التحق به من أصقاع الأرض لم يخططوا إلى ما ستنتهي إليه مصائرهم فيما لو قضي أمر ولايتهم التي أعلنوها في الموصل. المصادر الأمنية العراقية وكذلك التحالف الدولي كانت تقدر أعدادهم في الموصل ومحيطها بما لا يقل عن خمسةٍ وعشرين ألفاً. وبعد أن تقدمت القوات الأمنية العراقية إلي داخل مدينة الموصل وبعد تحرير الكثير من أحيائها الشرقية، اختفى كثر من قادة التنظيم مع عائلاتهم، أو انتقلوا إلى الجانب الغربي منها، بينما اختار العديد من المقاتلين المحليين البقاء في المدينة والتواري عن الأنظار في شرقها.
نجح العديد منهم بالإفلات مع عوائلهم من الحواجز الأمنية التي كانت تعتمد على قاعدة بيانات تحمل أسماء أكثر من ستة وثلاثين ألفاً من مقاتلي والمتعاونين معهم.
أمّا من تبقى من عناصر تنظيم الدولة وفشل في عقد صفقة مع الأجهزة الأمنية المختلفة داخل المدينة فقد ألقي القبض عليهم ومنهم (عادل) الملقب ب(محمد أسناد) وهو ذكر في لقاء معه أن قادة التنظيم تواروا عن الأنظار قبيل انطلاق عمليات تحرير الموصل وتركوا المقاتلين يواجهون مصيرهم.
ومع انطلاق عمليات تحرير الجزء الغربي من المدينة باشر غالبية مقاتلي داعش بالتفكير بشكل مختلف وأيقنوا أن مصائرهم محتومة، خاصة العراقيين منهم، فخرج الكثير منهم بعد حصار المدينة إما عبر صفقات مالية وإما زوّروا أوراقهم الثبوتية واندّسوا بين النازحين. أما الأجانب منهم فنقلوا عائلاتهم إلى مدينة (تلعفر) عبر القرى الممتدة غربي الموصل بمساعدة أشخاص موالين للتنظيم.
ولكن مع بداية عمليات الجزء الغربي من الموصل كان لا زال العديد من عائلات مقاتلي داعش خاصة العراقيين منهم في الموصل متحصنين في آخر معقل لهم في المدينة القديمة حيث نقلتهم القوات الأمنية بعد تطهير هذه المنطقة التي شهدت أشرس المعارك إلى مخيمٍ خاصٍ في منطقة سهل (نينوى). وبعد فترة قصيرة تمّ نقلهم إلى مخيّم الجدعة السادس وذلك بعد اعتراض أهالي المناطق القريبة من المخيم.
مصير عائلات مقاتلي تنظيم الدولة من الأجانب والعرب لم يكن مختلفا كثيرا، فبعد اقتراب القوات الأمنية العراقية من حدود مدينة (تلعفر) انتقلوا شمالاً إلى ناحية (العياضية) المتاخمة لمدينة (دهوك) حيث سلّم الكثير منهم أنفسهم إلى قوّات البيشمركة الكردية والتي بدورها سلمتهم إلي القوات العراقية حيث بلغ عددهم أكثر من ٤٠٠ عائلة غالبيتهم ينتمون إلى جنسياتٍ أذربيجانية وشيشانية وروسية وتركية، وقد حجزتهم القوات العراقية في مخيم خاص في منطقة (تلكيف) شرق الموصل.
في مخيم (الجدعة) السادس وضعت الحكومة عائلات مقاتلي داعش العراقيين تحت حماية شديدة توفرها عناصر من الشرطة المحلية وتمنع الاحتكاك بينهم وبين سكان المخيم الآخرين، بعد رفض سكان المخيم من النازحين وجودهم بينهم. وجمعت هذه القوات جميع العائلات في الزاوية الجنوبية من المخيم حيث لا يسمح بالاقتراب منهم، كما يمنع عليهم مغادرة المخيم إلا في الحالات المرضية وبمرافقة القوات الأمنية، وتوفر لهم إدارة المخيم جميع الاحتياجات الغذائية والأساسية كما لا يسمح لأطفال هذه العائلات بالالتحاق بالمدارس الخاصة بالمخيم مخافة الاعتداء عليهم من الأطفال الآخرين بعد عدة حوادث مشابهة وقعت سابقا.
الأمر لا يختلف كثيرا في مخيم (تلكيف) الذي يضمّ عائلات المقاتلين الأجانب حيث الرفض الشعبي واسع لتواجدهم ايضا. ويعتبر البعض أن مجرّد نقلهم إلى هذا المخيم الذي يقع قرب مدينة الموصل هو “استهانة بدماء الضحايا من أهالي المدينة والذين قضوا بسبب تنظيم داعش” على حدّ وصف أحد السّكان. وربما هذا ما جعل عملية نقلهم من قبل الحكومة العراقية تتمّ ليلاً في حافلات خاصة تحت حماية قوات الجيش العراقي.
إلى حدّ الآن يبدو أنه ليس لدى الحكومة العراقية خطة واضحة للتعامل مع هذا الملف وكل ما يتعلق بمصائر الأجانب منهم رغم بعض التسريبات التي أشارت إلى أن بعض السفارات تفاوض الحكومة من أجل نقل رعاياها منهم.
ومع غياب الحل الحكومي كان للعشائر العراقية معالجة مختلفة للموضوع، إذ تمّ إخراج العديد من عائلات عناصر “داعش” العراقيين من مخيم الجدعة السادس مؤخرا وإعادتهم الي حياتهم الطبيعية بعد تدخّل رؤساء العشائر وشيوخها وتقديم كفالات مكتوبة للقوات الأمنية وتعهدات بأن يتم إرجاعهم إلى المخيمات في حال صدور قوانين لا تسمح بعيشهم في المناطق المدنية.

وان نيوز
المصـدر:daraj

اترك تعليقاً