السيمر / السبت 01 . 12 . 2018 — دعا ممثل المرجع الدينيِّ السيِّد كمال الحيدريِّ أمس الجمعة إلى إصدار فتوى وتأليف حشد مجتمعي ضد الفساد الإداري والمالي المتفشي في وزارات الدولة ومؤسَّساتها، موضحاً أن ذلك الحشد ينبغي أن تمسك المرجعية الدينية بجميع خيوطه؛ تلافياً للإرباك والفوضى التي قد تصاحب تأليفه.
الشيخُ علي قاسم لفت، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أُقِيْمَتْ في مسجد الشيخ الوائليِّ بشارع فلسطين في العاصمة بغداد، إلى أن الفساد السياسي هو الذي يؤخر إكمال الكابينة الوزارية وهو نفسه الذي يعطل المشاريع وتدني مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، مشيراً إلى التظاهرات التي عمت محافظات العراق الصيف المنصرم والسنوات السابقة، مؤكداً أن الجماهير التزمت السلمية بناء على توجيهات القيادات الدينية والنخب المثقفة، محذراً من أن صبر الجماهير قد ينفد جراء ما يرونه من فساد مالي وإداري وسياسي وتوزيع للمناصب على أساس المصالح والمحاباة والرشى وأن مصلحة المواطن باتت غير مكترث بها من قبل الطبقة السياسية المتصدرة للمشهد السياسي.
وأعرب قاسم عن أسفه لاستمرار الخلافات السياسية بين الكتل والأحزاب التي أفضت إلى عدم عقد جلسة مجلس النواب الخاصة بالتصويت على الوزراء لثماني وزارات متبقية، مشخصاً عدم قدرة رئيس الوزراء على الوقوف بوجه الإرادات السياسية التي آثرت تقديم مصالحها على تقديم الخدمات الفضلى للمواطنين، مبيناً أن السنوات الأربع من عمر الحكومة الحالية سيكون كسابقتها تمضي متلكئة ويعتريها الإخفاق وعدم مغادرة التوافقية والمحاصصة الحزبية والطائفية حسب المعطيات التي أفرزتها الأيام المنصرمة بعد تسمية رئيس الحكومة.
ونبه إلى ما تمر به المؤسسات التربوية والتعليمية من تفشي الفساد والمحسوبية فيهما، مشيراً إلى واقع الشهادات العليا ونسب النجاح الذي عدها معبرة عن حالة الفساد في الدولة ولا تمثل العراق بأي شكل من الأشكال، معرباً عن أسفه لواقع طلبة الجامعات العراقية وتفشي الظواهر المنحرفة بينهم وعدم اهتمامهم بالجانب العلمي والمضمون الدراسي وانشغالهم بالأمور الشكلية من ملبس وقصات شعر ومتابعة الموضة، مشيداً بجهود بعض الطلبة المجدين الذين يمثلون الجانب المشرق للطالب العراقي الذي يرمي إلى الإسهام في تطوير بلده وإفادة أبناء شعبه عبر الجد والاجتهاد وبلوغ مراتب عليا في العلم.
وأشار الشيخ علي قاسم إلى ظاهرة خطيرة متفشية في السلك التربوي تتمثل بأساليب غير صائبة في تربية الأبناء من قبل المعلمين وعملية لتمزيق كرامة الإنسان، مستهجنا ما أسماه محاولة أضعاف مراكز مهمة في الدولة أهمها الميدان التربوي من قبل شخصيات غير مختصة جاءت إلى المنصب؛ بسبب المحاصصة الحزبيَّة والفئويَّة والطائفية، معبراً عما جرى بين محافظ الموصل والمعلم الذي قام بضرب أحد طلابه بأنه “تدخل في تربية بطريقة غير صحيحة، وتدخل في محاسبة بأساليب غير صحيحة”.