لو أنصفوك

السيمر / فيينا / الخميس 26 . 03 . 2020

  أ.د جبار جمال الدين
 
 
في زيارتي الأخيرة  لبيروت سنحت لي فرصة ذهبية لزيارة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان سماحة العلامة الجليل الشيخ نعيم حسن وبحضور كل من الأستاذين الفاضلين الأستاذ الدكتور محمد شيا رئيس قسم الفلسفة في الجامعة اللبنانية والدكتور رائد القاقون الباحث في الفلسفة في كلية الأمير عبدالله التنوخي وقد لمست لدى سماحة الشيخ نعيم حسن عمق التفكير وسعة الصدر والثقافة  الموسوعية العالية والخلق الرفيع والحس الوطني اللا محدود واهتمامه بشؤون الأمة وشجونها وتطلعاتها المستقبلية لغد أفضل يحفظ حقوقها وحريتها وكرامتها ويعلي شأنها بين الأمم كما استعرضنا في هذا اللقاء أبرز رموز الأمة وقادتها وفي مقدمتهم الأمير سلطان باشا الأطرش(1891_1982) والذي يكن له الجميع محبة خاصة واحتراما كبيرا كونه من أبرز رموز الثورة العربية عام 1916 ورجالاتها الأفذاذ و لدوره القيادي للثورة السورية الكبرى عام 1925 ضد الانتداب الفرنسي وأحد أشهر الشخصيات الدرزية في العصر الحديث وبمناسبة الذكرى السنوية لرحيله حيث وافته المنية بتاريخ 26 آذار 1982 أهديه هذه القصيدة تكريما لنضاله البطولي وإرثه الجهادي الخالد على مر العصور .
 
لو أنصفوك لكنت في الجوزاء       يا بيرق الأحرار والعظماء
سلطان يا رمز الأصالة والنهى      يا ليث غاب جال في البيداء
طالعت تأريخ الدروز فلم أجد          إلا صحائف عزة وثناء
 وشرعت أستاف العبير بروضهم      وأهيم في دنيا من العلياء
يا شبل ذوقان وأنت رسالة            فاحت بطيب شذى وسحربهاء
تلقى المنايا الكالحات بوثبة             لتذود عن حق بسيل دماء
قف في سويداء البطولة هاتفا            هذا محط رجولة وإباء
وهنا على الجبل الأشم تسابقت       همم الرجال بصولة وفداء
وعصائب يتهافتون على الردى       في كل موقعة وكل لقاء
يا شام كنت مدى الزمان ندية        كالثلج أو كالفضة البيضاء
لله درك أي وجه مشرق         رغم الخطوب وقسوة الأرزاء
من ميسلون وربع مجدك شامخ     يهفو لتحرير وعيد جلاء
في كل معترك عرينك ثابت       يوفي الديون سلمت أي وفاء
سلطان عزمك لم يزل في أوجه       ميراث آباء إلى الأبناء
يا آل معروف وإن بخافقي         شوق المتيم والهوى بإزائي
بادلتكم شوقي وفيض مشاعري      ووهبتكم وجدي برغم عنائي
فلقد وجدت بكم طلائع أمة           ورعيل توحيد وبحر عطاء 
سلطان يا رمز الجهاد تحية       في يوم فقدك موحش الأرجاء
لا لن تموت فأنت سر خالد           يبقى بكل ثرى وكل سماء
ولسان حالك لم يزل في مسمعي      للآن يهتف في ربى الفيحاء
(خلفت غاشية الخنوع ورائي         وأتيت أقبس جمرة الشهداء)
 
المجاهد الامير سلطان باشا الاطرش

اترك تعليقاً