السيمر / فيينا / السبت 28 . 03 . 2020 — من أجل وضع حد للخوف وحالة الهلع، أكد الطبيب أمجد الخولي استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، أن فرصة انتقال كوفيد-19 من شخص مصاب لا تظهر عليه الأعراض إلى الآخرين هي فرصة ضئيلة، لكنها لا تمنع اتباع أساليب الحيطة والحذر وغسل اليدين المستمر والحفاظ على التباعد الاجتماعي والنظافة.
وفي الوقت الذي تجري البحوث العلمية على قدم وساق لإيجاد علاج لمرض كوفيد-19، لا يزال الكثير الذي يجهله العلم عن هذه الجائحة. أخبار الأمم المتحدة، حاورت د. أمجد الخولي لتقصي المزيد عن فيروس كورونا وما نعرفه عنه حتى الآن وسبل الوقاية. أبرز ما أوضحه د. الخولي هو أن سلوكيات الأفراد والمجتمعات هي التي تحدد الإصابة بمرض كـوفيد-19 من عدمها.
- ما هو وضع هذه الجائحة حتى الآن، هل اقترب العلماء من التوصل لدواء أو لقاح؟
مع تطور العلم، استطعنا التوصل لاكتشافات علمية كبيرة في فترة وجيزة. فقد اكتُشف الفيروس قبل نحو أربعة شهور ولا زلنا نبحث عن المعلومات المتعلقة به ولكن خلال أسابيع استطاع العلماء أن يكتشفوا البصمة الجينية وهو ما ساعد على تطبيق كواشف مخبرية لتشخيص الحالات، بدونها كان سيكون من الصعب اكتشاف الحالات والسيطرة على الانتشار، وكان الانتشار سيكون أضعاف ما نراه اليوم.
من الصعب جدا رسم طريقة انتشار المرض أو انتهائه ولكن ذلك مرهون بشيء أساسي وهو تضافر الجهود الدولية — د. أمجد الخولي
وبناء على هذه الاكتشافات أيضا تم إصدار الكثير من الوسائل التوعوية للمجتمعات وفي مختلف لغات العالم ونشر الأدلة الإرشادية في مكافحة العدوى وكيفية التشخيص والتعامل مع الحالات وعلاجها رغم عدم وجود علاج فعّال مصدّق من قبل منظمة الصحة العالمية حتى الآن، وعملنا على إصدار بروتوكولات لعلاج كل حالة. كما تم تشكيل فرق للتقصي ومتابعة المخالطين، ولكن لا يزال البحث مستمرا لاكتشاف علاج فعّال، وثمّة أكثر من مركز بحثي يقوم بتجارب فعلية ونتمنى أن يتوفر العلاج خلال فترة قصيرة. وجدنا مركزا بحثيا في الولايات المتحدة بدأ بالتجارب السريرية على البشر لإيجاد لقاح. وهناك مراكز في مناطق أخرى في العالم ولكن من المعروف أن تصنيع اللقاح يستغرق بعضا من الوقت قد يصل إلى عام حتى يكون متوفرا في الأسواق وفي متناول الجميع.
- ماذا تعني بأنه يجري وضع بروتوكول للعلاج لكل حالة؟
80% من الحالات المصابة بكوفيد-19 هي بسيطة وعلاجها يكون بحسب العلاج للأعراض الموجودة. أما بقية الحالات التي تتراوح بين 15-20% فهي التي تتطلب تدخلا طبيا وحجزا في المستشفى. ولذا فقد وفرت منظمة الصحة أدلة لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب والمتاح حاليا وتحديد مدى فعالية الأدوية قيد الاختبار. والآن تشرف المنظمة على عدد من التجارب السريرية للأدوية وتشترك دول كثيرة في هذه التجربة سواء لإيجاد علاج للأعراض أو التخفيف من المضاعفات أو علاج المرض نفسه.
- البعض يشتكي من أعراض أخرى تختلف عن الحمّى والسعال الجاف وضيق التنفس مصاحبة للمرض. هل يجب التنبه لأعراض جديدة؟
أكثر من 98% من الحالات تظهر عليهم الأعراض. ولكن النسب تختلف من دولة لأخرى، والبعض لا تظهر عليهم الأعراض على الإطلاق ويتم اكتشاف إصابتهم عن طريق المخالطين ولكن معظمهم يعانون من الحمّى وأعراض الجهاز التنفسي مثل السعال وأعراض قد تصل إلى ضيق في التنفس. بعض الحالات ظهر عليها أعراض أخرى في الجهاز الهضمي، لكنها نسبة ضئيلة.
- إذا وجد شخص لم تظهر عليه الأعراض، ولم يعطس أو يسعل، كيف سينتقل المرض؟
من المهم أن نؤكد أن فرصة نقل المرض من شخص لا تظهر عليه الأعراض ضئيلة جدا. فالمرض ينتقل عن طريق الرذاذ التنفسي بشكل خاص الخارج من الأنف أو الفم عند السعال أو العطس. ولم تُسجل حالات انتشار على نطاق واسع في المناطق التي فيها سجلت فيها حالات بدون أعراض.
بحسب بعض الدراسات، هناك حالات ضئيلة تنقل المرض لكن بشكل عام لا يجب الخوف ومن المهم بمكان اتباع الأساليب الأساسية في التعامل مع الآخرين.
Department of Critical Care Medicine, Guangdong Medical Universityعاملان في مجال الرعاية الصحية يرتديان الملابس الواقية
- أصحاب الأمراض المزمنة أكثر عرضة من غيرهم للإصابة. لكن ماذا عن الذين يعانون من الأمراض الموسمية مثل الحساسية أو الربو، هل يكونون أيضا أكثر عرضة من غيرهم؟
يجب التفريق بين فرصة الإصابة والمضاعفات. وإمكانية إصابة شخص بالمرض تكون مرتبطة بسلوكياته وكلما التزم بسلوكيات غسيل الأيدي وآداب السعال وتجنب مخالطة أشخاص عليهم أعراض تقل فرصة الإصابة بالمرض بصرف النظر عن العمر والحالة الصحية.
وفي حالة الإصابة يتطور الموضوع إلى مضاعفات شديدة قد تتطور إلى وفاة، ووجود مناعة لدى الشخص هي التي تتحكم بالمضاعفات، والمناعة تتأثر بالسن فكلما تقدم السن تقل المناعة، وتتأثر بالأمراض المزمنة مثل السكري والسرطان والقلب. وفيما يتعلق بالأمراض الموسمية، وخاصة الحساسية، قد تكون الأعراض شديدة ولكن نسب الشفاء بينهم عالية ولكن لا يتطور الموضوع إلى درجة الوفاة.
- متى سينتهي هذا المرض؟ وكيف تستشرف الأسابيع والأشهر المقبلة، هل الصورة واضحة أمامك؟
من الصعب جدا رسم طريقة انتشار المرض أو انتهائه. ولكنْ ذلك مرهون بشيء أساسي وهو تضافر الجهود الدولية، فمن المهم جدا أن يعي العالم أجمع أن الخطر هو خطر واحد وخطر في أي بؤرة على مستوى العالم هو خطر على العالم بأسره.
يجب التفريق بين فرصة الإصابة والمضاعفات، وإمكانية إصابة شخص بالمرض تكون مرتبطة بسلوكياته — د. أمجد الخولي
وبالتالي هذا ما يقال عنه أو يمكن وصفه، بأنه مجتمع واحد وحكومة واحدة وشعب واحد يمكن تطبيق ذلك على نطاق واسع، وإذا اتخذ العالم وكل فرد، سواء الحكومات أو المؤسسات دوره وطبقه بشكل صحيح، سنستطيع القضاء على هذه الجائحة في عدّة أسابيع. ولكن ذلك لن يتحقق في حال كل شخص ودولة ومؤسسة تصرفت بفردية سيطول الأمر وقد يمتد لشهور. الموضوع مرهون بتعاون ودعم الأخرين.
يوجد نقص شديد في المستلزمات الأساسية، مثل ملابس الكوادر الطبية الوقائية بسبب سوء استغلال هذه الملابس، وهذا يمكن أن يتسبب بانتشار للمرض. أنا كشخص عادي ممكن أن أملك مخزونا كبيرا من هذه المستلزمات لحماية نفسي من الفيروس ولكن ذلك لا يضمن عدم احتمالية الإصابة. من المهم جدا ترشيد استخدام الأدوات الوقائية وتوفيرها للأشخاص المحتاجين إليها بالفعل، في هذه الحالة نستطيع القضاء على المرض.
اخبار الامم المتحدة / الاشعارات الفورية